أكدت الحكومة الأريترية التزامها تنفيذ الحكم الذي اصدرته امس هيئة التحكيم الدولية وقضى بسيادة اليمن على مجموعة من الجزر المتنازع عليها في البحر الاحمر في مقدمها جزيرة حنيش الكبرى. وكانت القوات الاريترية احتلت هذه الجزيرة في منتصف كانون الأول ديسمبر 1995. وأبلغ رئيس الوزراء اليمني الدكتور عبدالكريم الارياني قرار المحكمة الى الرئيس علي عبدالله صالح واعتبره "انتصاراً للثوابت الأساسية في سياسة اليمن الخارجية في قضايا الحدود". وأصدرت وزارة الخارجية الأريترية امس بياناً جددت فيه التزام اريتريا الحكم، وأوضحت قرار المحكمة الدولية الذي صدر امس ونص على "ان تكون جزر موحبكة وساليا وحربي وفلات وهاي وهاي كوك والجنوب الغربي من جزيرة روك تحت السيادة الاريترية". في حين "تكون جزر حنيش والجزر الواقعة شمال شرق هذه الجزر تحت السيادة اليمنية". وأضاف البيان الاريتري "ان المحكمة الدولية قررت ايضاً ان يستمر نظام عملية الصيد الساري في الجزر التي اصبحت تحت السيادة اليمنية. وقررت ايضاً ان تكون عمليات الصيد حرة بالنسبة الى الصيادين الاريتريين واليمنيين". وأوضحت وزارة الخارجية الاريترية انه من المقرر ان تنتقل المحكمة الى المرحلة الثانية من الحكم التي تتضمن النظر في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وفي صنعاء، بعث الارياني، الذي يرأس ايضاً اللجنة اليمنية في التحكيم، ببرقية تهنئة الى الرئيس صالح والى الشعب اليمني. واعتبر قرار هيئة التحكيم "انتصاراً للثوابت الاساسية في سياسة اليمن الخارجية في قضايا الحدود وحل المنازعات الحدودية بالطرق السلمية والودية ومنها اللجوء الى التحكيم". ونوه الارياني بقرار الرئيس صالح التواصل مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي في 17 كانون الأول ديسمبر 1995 و"الاتفاق معه على وقف النار بين القوات الاريترية الغازية والحامية اليمنية في جزيرة حنيش الكبرى" وحل النزاع بالطرق السلمية. وأوضح "ان اللجنة الوطنية للتحكيم عملت بجد ومعها فريق المستشارين الدوليين لاثبات الحق اليمني تاريخياً وقانونياً في السيادة على الجزر محل النزاع". ورحبت الاوساط السياسية والشعبية في اليمن امس بقرار التحكيم واعتبرته الاحزاب السياسية مكسباً لليمن. وكانت الاذاعة الاريترية بثت تعليقاً سياسياً عشية صدور قرار هيئة التحكيم وصف لجوء اليمن وأريتريا الى التحكيم بپ"الخيار الحضاري لتجنب اراقة الدماء". وقال ان "نتائج هذا الخيار كانت ايجابية". وتضمن التعليق الاشارة الى حديث سابق للرئيس افورقي قال فيه: "ليس المهم ما سيصدر عن المحكمة الدولية ولكن المهم هو الاتفاق على قبول الحكم".