واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - رحبت دوائر الأعمال في الولاياتالمتحدة أمس بقرار خفض أسعار الفائدة الأميركية، ووصفته بأنه "تحرك في الوقت المناسب" سيساعد على استقرار الأسواق المالية العالمية ووقف التراجع الاقتصادي الأميركي، وأبدت تطلعها الى خفض أكبر في المستقبل. لكن الأسواق الأوروبية سادها القلق من أن يكون قرار مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الأميركي خفض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية الى 5.25 في المئة غير كاف لمنع امتداد الأزمة المالية الآسيوية الى الاقتصادات الغربية. وفي لندن ارتفع الدولار الأميركي بقوة ازاء الين الياباني في بداية التداولات الأوروبية أمس، فيما استقر قرب مستوياته السابقة ازاء المارك. وصعد الدولار بعدما خفض مجلس الاحتياط سعر الفائدة أول من أمس في خطوة كانت متوقعة. واستفاد الدولار أيضاً من هبوط أسهم طوكيو 3 في المئة لدى الاغلاق، في آخر أيام النصف الأول من السنة المالية اليابانية، وبعدما خفضت مؤسسة "موديز" لخدمات المستثمرين التصنيف الائتماني لشركة "نومورا" اليابانية للأوراق المالية. وأغلق مؤشر "نيكاي" منخفضاً 415.04 نقطة مسجلاً 13406.39 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ نحو 13 عاماً. وفي الواحدة والدقيقة 40 بتوقيت غرينتش بلغ الدولار 30/1.6725 مارك و15/136.05 ين بالمقارنة مع 70/1.6750 مارك و13/134.03 ين في أواخر التداولات الأوروبية أول من أمس. وفتح في نيويورك على ارتفاع طفيف ازاء المارك وصعد ازاء العملة اليابانية نحو ين كامل. وعلى صعيد الأسهم انخفضت الأسعار في الأسواق الأوروبية أمس وسط احباط من حجم خفض الفائدة الذي أعلنه مجلس الاحتياط الفيديرالي. وتراجعت أسعار الأسهم في بورصات لندن وفرانكفورت وباريس بنسب وصلت الى 3 في المئة في البداية بعد أن انخفضت أسهم طوكيو الى أدنى مستوى لها. لكنها استردت لاحقاً بعض خسائرها. وساد الأسواق الأوروبية قلق من أن يكون قرار مجلس الاحتياط غير كاف لمنع امتداد الأزمة الى الدول الغربية. ويتوقع محللون ان يخفض مجلس الاحتياط أسعار الفائدة مرة أخرى بحلول نهاية السنة الجارية كي لا تمتد الى الغرب الأزمة المالية التي بدأت في آسيا بتوقف النمو وانخفاض عائدات الشركات. لكن انطوان نوديت الاقتصادي في "كريدي كوميرسال دو فرانس" قال "ان مبادرة الخفض جاءت ملائمة من حيث الحجم والتوقيت". وأضاف "انها تمهد الطريق للمزيد من الخفض، وسيصاحبها من دون شك خفض بمقدار ربع نقطة مئوية يعلنه بنك انكلترا المركزي في 8 تشرين الأول اكتوبر الجاري". وتراجع سعر الجنيه الاسترليني ازاء المارك والدولار، فيما ساد اعتقاد في الأسواق بأن اسعار الفائدة البريطانية ستتجه بالفعل الى الانخفاض في الأشهر القليلة المقبلة ليس فقط كرد فعل على خفض الفائدة الأميركية ولكن أيضاً بسبب دلائل على تباطؤ الاقتصاد المحلي. في لندن انخفضت الأسهم بنسبة 2 في المئة خلال احدى مراحل التداول أمس فيما أحجم العديد من المستثمرين عن التداول في آخر أيام النصف الأول من العام المالي الجاري. وفي فرانكفورت تراجع مؤشر "داكس" أكثر من 2 في المئة فيما هبط مؤشر "كاك" الفرنسي بنسبة تزيد على 3 في المئة. في الولاياتالمتحدة قال اقتصاديون ان اعلان مجلس الاحتياط خفض الفائدة يشير الى "تحول مهم" في أولويات صناع القرارات فيه والذين كانوا يخشون قبل أشهر معدودة تقلص سوق العمل وارتفاع الاجور والتضخم، وكانوا يفكرون حتى في رفع أسعار الفائدة. وأعرب الاقتصاديون عن اعتقادهم بأن هذه الخطوة هي الأولى في سلسلة تخفيضات سينفذها مجلس الاحتياط. وقال جيري جاسينوفسكي رئيس الرابطة القومية للمصنعين في الولاياتالمتحدة "انها خطوة أولى ستفتح الباب أمام سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة على مدى الشهرين المقبلين". وأضاف ان الخطوة تمثل تحولاً من الاهتمام بمحاربة التضخم الى تشجيع النمو العالمي. وتزايد قلق المؤسسات الأميركية بعدما أصبحت الأزمة المالية في آسيا وروسيا تهدد أميركا اللاتينية، ودعت مجلس الاحتياط الى خفض أسعار الفائدة للمساعدة في اشاعة الاستقرار في الأسواق المالية وضمان استمرار النمو الاقتصادي الأميركي