عرض الأمين العام لپ"الاتحاد الوطني الكردستاني" العراقي السيد جلال طالباني على خصمه رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" السيد مسعود بارزاني مصالحة من اجل إقرار سلام دائم بين الأكراد في شمال العراق. وجاء العرض في رسالة بعث بها طالباني الى بارزاني في الأول من رمضان الذي صادف اليوم الاخير من العام الماضي وتلقت "الحياة" نسخة عنها امس. وقال طالباني في رسالته "حرصاً منا على المكتسبات الرئيسية للكرد وكردستان وفي سبيل تحقيق مصالحة عامة وقطع دابر الحرب الداخلية نهائياً، وعلى أمل ان نجعل من العام الجديد عام السلام والتصالح والعيش بحرية متمتعين بالديموقراطية، لأجل كل هذا نمد لكم أيادي التآخي والتصالح لفرض مصالحة حقيقية شاملة تحقق إنهاء مسببات الحرب الداخلية من جذورها والحل السياسي الحقيقي والعادل لجميع القضايا والمشاكل والمسائل المتنازع عليه بأساليب ديموقراطية سلمية وتوحيد حكومة اقليم كردستان باعادة تشكيل حكومة موحدة مؤلفة من ممثلي جميع الاحزاب الكردستانية لتمارس وظائفها كحكومة انتقالية وتبسط نفوذها على جميع مناطق كردستان، وتجمع ايرادات الجمارك والمصانع وتؤمن الاستقرار وأن تقوم الحكومة بتهيئة الاجواء الملائمة لاجراء انتخابات حرة لاختيار اعضاء المجلس الوطني الكردستاني الذي يقع على عاتقه اختيار الحكومة المقبلة والتوصل الى حل المشاكل والقضايا القائمة مع الحكومتين العراقية والتركية، وتطبيع الأوضاع في مدن اربيل والسليمانية ودهوك، وجميع مدن كردستان حتى تصبح مفتوحة امام الجميع وتحديد سقف زمني محدد لتنفيذ جميع النقاط التي سنتفق عليها". وأوضح طالباني في رسالته ان الاتحاد الوطني قرر "وقف جميع الحملات الاعلامية طوال شهر رمضان المبارك على ان نعمل معاً لجعله قراراً نهائياً لإلغاء الحرب الاعلامية، وإعادة التيار الكهربائي الى مدينة اربيل خلال شهر رمضان المبارك". واعتبر ان القرارين يهدفان الى اظهار حسن نوايا الاتحاد الوطني. واقترح الاتحاد اتفاقاً على "وقف حملات الترحيل القسري وطرد المواطنين وتشكيل لجنة مشتركة لاعادة جميع المرحلين والمهجرين الى اماكن سكنهم الأصلية، وإطلاق سراح جميع الأسرى والموقوفين، وإيقاف حملات المطاردة والملاحقة في حق مؤيدي الطرفين وحلفائهما، وتأمين حرية النشر". ودعا طالباني زعيم الحزب الديموقراطي الى عقد اجتماع عاجل لوضع آلية لتنفيذ هذه الاقتراحات. وزاد طالباني في رسالته انه يخير الحزب الديموقراطي في اختيار احد الاتفاقات الكثيرة التي وقعها الحزبان ومنها اتفاق باريس وقرارات المجلس الوطني الكردستاني واقتراحات اميركا وبريطانيا. وتشتبك الجماعتان الكرديتان المتنافستان من حين لآخر منذ عام 1994. والنقطة الأساسية في الصراع هي عائدات التجارة غير الشرعية في الوقود عبر الحدود بين منطقة بارزاني وتركيا. ويعود احدث اتفاق لوقف اطلاق النار بين الجماعتين الى تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعد ان هاجمت قوات طالباني مواقع "الحزب الديموقراطي الكردستاني" منتهكة اتفاقاً سابقاً لوقف اطلاق النار كانت دول غربية توسطت لابرامه. ولا يخضع شمال العراق لسيطرة الحكومة المركزية في بغداد منذ حرب الخليج في العام 1991. وتحمي قوة جوية غربية المنطقة الوعرة من أي هجمات لقوات الحكومة العراقية. وتشن تركيا هجمات عبر الحدود على المنطقة ضد ما تقول انه قواعد لمتمردي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون من اجل الحصول على الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا حيث يمثل الاكرد اغلبية.