ما كدت أكتب أمس عن أبطال الفضيحة الجنسية الأخيرة في حياة بيل كلينتون وأشرارها، ووجود نسبة عالية من اليهود الاميركيين بين هؤلاء جميعاً، حتى قرأت مقابلة ظريفة في "يديعوت أخرونوت" مع وليام غينسبرغ، محامي مونيكا لوينسكي. المحامي، مثل موكلته وأمها وأبيها، يهودي اميركي قال مراسل الصحيفة تزادوك يهيزكيل انه فوجئ بموافقته على طلبه مقابلة صحافية معه، لأنه لم يجر قبل ذلك مقابلات مع جرائد من أي نوع، وانما اقتصرت تعليقاته على شبكات التلفزيون الكبرى. قال غينسبرغ لمراسل "يديعوت اخرونوت" وهو يوافق على طلبه "أنا يهودي وأنت يهودي، لِمَ لا". وأضاف "ان اليهود يساعدون بعضهم بعضاً"، وأكمل ضاحكاً "هناك من يربط بين القضية كلها والصهيونية". قال غينسبرغ ان موكلته خائفة وتعبة، وتقول لماذا يحدث مثل هذا الأمر لها. وهي تقضي وقتها في شقتها في بناية ووترغيت، وليس معها سوى أمها مارشيا لويس، المطلقة من أبيها برنارد لوينسكي، وهذا في لوس انجليس ولا يستطيع القدوم الى واشنطن. وسئل المحامي هل تريد مونيكا لوينسكي ان تدمر الرئاسة، فرد نافياً، وقال ان آراءها مثل آرائه أي آراء غينسبرغ "فنحن نؤيد كلينتون ونحترم مواقفه من اسرائيل. كلينتون ايجابي جداً تجاه اسرائيل واليهود، ومونيكا وأنا يهوديان. إلا أننا لا نعرف ماذا سيحدث بعد تقديمها شهادتها، فهي ستقول الحقيقة...". وأعرب غينسبرغ عن خوفه على مصير الرئاسة، فهو لا يريد من الرئيس ان يتنحى "ومن يعرف من سيخلف كلينتون وكيف سيتصرف إزاء اسرائيل". وسأله مراسل الصحيفة ان كان فكرّ في أخذ مونيكا لوينسكي الى اسرائيل للفرار من الضغط عليها، فقال انهما كيهوديين يعتبران أيضاً اسرائيليين، ولكن مثل هذه الخطوة غير مفيد الآن، وقد يضر بصورة مونيكا "الحسنة". وسئل غينسبرغ هل زارت موكلته اسرائيل، فقال انه لا يعرف ذلك، ولكن يعرف ان اعضاء اسرتها فعلوا. وأضاف ان أباها يهودي محافظ يصلي صلاة "اسمعي يا اسرائيل"، أما مونيكا فتعتبر نفسها من اليهود الاشكناز الغربيين، وكان جدها ترك المانيا النازية في الثلاثينات، وانتقل الى انكلترا حيث تزوج امرأة يهودية، وولد والد مونيكا في انكلترا، واحتفل بعيد بلوغه، حسب التقاليد اليهودية فيها، وهاجر الى اميركا وهو في الرابعة عشرة. وفي حين ان طغيان الجانب اليهودي على مقابلة مع صحيفة اسرائيلية مفهوم، فإن إصرار غينسبرغ على انه وموكلته يعارضان اطاحة الرئيس لا يمكن ان يقبل على علاته، فهو لو قال انه ضد الرئيس لسجل ذلك نقطة ضده، اما ان يقول انه يريد الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، فهو كلام محامين، وقد يعني في النهاية أي شيء، بما في ذلك عكس ظاهره تماماً. ولا بد ان العرب الذين هتفوا "مؤامرة" من أول يوم سيجدون في كلام غينسبرغ ذخيرة اضافية تثبت شكوكهم، وان الموضوع اسرائيلي، بقدر ما هو اميركي. ليس عندي شخصياً ما أزيد سوى ما قرأت في "لوس انجليس تايمز" قبل يومين فقد مثّل غينسبرغ مستشفى في كاليفورنيا رفع عليه مريض قضية يطالبه فيها بتعويض يبلغ 10 ملايين دولار لأن المستشفى رفض قبول إنهاء حياته لوقف عذابه الفظيع من المرض. وربح غينسبرغ القضية، فقدم المريض استئنافاً، وكان غينسبرغ في طريقه الى محكمة الاستئناف عندما بلغه ان المريض مات، ما يغلق القضية، إلا انه أصر على الترافع بحجة ان القضايا القانونية التي اثارتها القضية تستحق رداً قانونياً... وهو يستحق الاستفادة من تركيز صحافة العالم عليه وهو يترافع. ولعل العرب من أصحاب نظرية المؤامرة يحققون في هذه القضية، فقد يكون المريض من أصل عربي، أو مسلم، ولعله لم يمت بدافع المرض، بل ان بنيامين نتانياهو أرسل إليه عميلي الموساد اللذين فشلا في قتل السيد خالد مشعل في عمان لإزاحته من الطريق حتى يتفرغ غينسبرغ لقضية مونيكا لوينسكي، أو ربما... وأتوقف هنا قبل ان أصدق نفسي.