واشنطن - أ ف ب - قبل أن تكون بطلة الاتهامات الأبرز التي هزت البيت الأبيض منذ دخله بيل كلينتون، كانت مونيكا لوينسكي تبدو، استناداً الى الشهادات التي جمعتها الصحف عنها، فتاة تعيش حياة عادية وهانئة، ولم تكن تعرف عندما أقامت في مبنى "ووترغيت" الشهير أن اسمها سيستخدم يوماً في فضيحة رئاسية جديدة سيطلق عليها اسم "مونيكاغيت". وراحت التقارير الصحافية تكوّن شيئا فشيئا صورة هذه الشابة التي تبلغ من العمر 24 عاماً والتي تردد أنها أقامت علاقة جنسية مع الرئيس بيل كلينتون على مدى 18 شهراً، بدءاً من 1995 عندما كانت تمضي فترة تدريبية في البيت الأبيض شأنها في ذلك شأن مئات الشبان الذين يتيح لهم الحظ العمل لفترة تدريبية في المقر الرئاسي. وارتسمت ملامح شخصية مونيكا بين سطور الجرائد. فهي في نظر البعض، مجتهدة و"لامعة وذكية وتتكلم براحة"، على حد قول ناطق باسم وزارة الدفاع، في حين نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن آخرين قولهم أنها ميالة الى الاسهاب والافاضة في الحديث عن حياتها الخاصة والجنسية بطيبة خاطر. وهذه الفتاة التي باتت وسائل الاعلام الأميركية والعالمية تتناقل صورتها على مدار الساعة، ولدت في 23 تموز يوليو 1973 في سان فرانسيسكو ولاية كاليفورنيا ونشأت في رخاء بالغ اذ أقام والدها الذي كان طبيبا متخصصا في معالجة السرطان في أفخم حيين في لوس أنجليس، برينتوود وبيفيرلي هيلز. والامر الوحيد الذي عكر صفاء صباها كان طلاق والديها المؤلم والصعب عام 1987، وهي في الرابعة عشرة. وبعدما أنهت لوينسكي دراستها الثانوية عام 1991 انتقلت الى أوريغون حيث تابعت دروساً في علم النفس في جامعة "لويس أند كلارك" في بورتلاند. وتولت مونيكا وظائف عدة في موازاة دراستها التي انجزتها 1995. وبعدما نالت الشهادة الجامعية، قررت لوينسكي الانتقال الى العاصمة ودخلت البيت الأبيض كمتدربة عام 1995. وشاءت سخرية القدر أن تكون مونيكا آنذاك مقيمة مع والدتها في مبنى "ووترغيت" الذي ذاع اسمه بسبب الفضيحة التي دفعت الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون الى الاستقالة عام 1974. ومن البيت الأبيض انتقلت مونيكا بعد انتهاء فترتها التدريبية الى البنتاغون حيث وظفها الناطق الرئيسي باسم الوزارة كينيث بيكون. وعملت لوينسكي في وزارة الدفاع بين نيسان أبريل 1996 وكانون الأول ديسمبر 1997. وغادرت مونيكا واشنطن في الشهر الأخير من السنة الماضية الى نيويورك حيث حاولت عبثاً الحصول على وظيفة في مجال العلاقات العامة. ورفضت شركة "ريفلون" لمستحضرات التجميل توظيفها قبل أيام.أما اليوم، فمونيكا التي باتت حديث الناس والاعلام والقضاء وقادة الدول، متوارية ومختبئة في مكان ما من الولاياتالمتحدة. ووكيلها المحامي ويليام غينسبورغ يختصر وضعها قائلا: "انها محطمة".