أفادت مصادر مطلعة ان القلق الجزائري من مشروع الحلف الاطلسي تنظيم عمليات لحفظ السلام في المغرب العربي انعكس تقارباً سريعاً بين ليبيا والجزائر وأنهى التوتر الذي خيم على العلاقات الثنائية في اعقاب ازمة طرد رعايا جزائريين من ليبيا قبل نحو شهرين وتعرضهم للضرب في معسكر اعتقال في المركز الحدودي "الدبداب" وكانت صحيفة اسبانية كشفت مشروعاً اطلسياً لتشكيل قوات طوارئ للتدخل في منطقة شمال افريقيا عند الحاجة ما أثار قلقاً واسعاً في كل العواصم المغاربية. وأوضحت المصادر ان تطابق الموقفين الجزائري والليبي من المشروع الاطلسي اعاد الحرارة الى العلاقات الثنائية وساعد على طي صفحة الازمة الاخيرة. وكان الرئيس الجزائري اليمين زروال اكد للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في رسالة وجهها له الاسبوع الماضي ان المشروع الاطلسي "يحمل في طياته مخاطر تستهدف مصالحنا العليا المشتركة وتحضنا على المزيد من التضامن لرفع قدرة بلداننا المغاربية على رفع التحديات". وكشفت مصادر جزائرية ان وفداً برلمانياً ليبياً زار الجزائر اخيراً وأجرى محادثات منفصلة مع كل من وزير الخارجية احمد عطاف ورئيس المجلس الشعبي الوطني عبدالقادر بن صالح ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس عبدالقادر حجار السفير الجزائري السابق في ليبيا أدت الى تبديد السحب التي تلبدت في سماء العلاقات الثنائية والتي عكستها الحملة التي شنتها صحف جزائرية على السلطات الليبية بسبب طرد 116 مواطناً جزائرياً من مدينة "غاط" غرب ليبيا وإساءة معاملتهم. وكانت الخارجية الجزائرية استدعت القائم بالأعمال الليبي مرتين في اعقاب الحادثة لطلب توضيحات عن دوافع حملة الطرد التي استهدفت رعايا جزائريين. وأكدت المصادر ان الجزائريين يشعرون بارتياح لموقف ليبيا المتضامن معهم في الخلاف الاخير مع الاتحاد الأوروبي في شأن ارسال لجنة تحقيق عن المجازر، وهم اعتبروا حملات الاعلام الليبي اليومية على "الزنادقة" في اشارة الى الجماعات المسلحة تطوراً في الموقف الرسمي الذي كان يحض الحكم الجزائري على فتح حوار مع الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة ويعرض وساطته بين الطرفين.