وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ظهر أمس إلى الجزائر في «زيارة عمل وأخوة»، أجرى خلالها محادثات مغلقة مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، في ظل «أزمة صامتة» في علاقات الجزائر والدوحة بسبب اختلاف وجهات النظر إزاء الأزمة الليبية. وتعتبر هذه الزيارة الرابعة خلال سنة. واستقبل بوتفليقة ضيفه ثم عقدا جلسة محادثات ثنائية مغلقة، توسعت لاحقاً لتشمل الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى والممثل الشخصي لبوتفليقة وزير الدولة عبدالعزيز بلخادم ووزير الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية عبدالقادر مساهل، ومن الجانب القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية أحمد آل محمود والمدير في الديوان الأميري محمد ناصر الهاجري وسكرتير شؤون المتابعة سعد الرميحي. ومرت العلاقات بين الجزائر وقطر بأزمة ديبلوماسية غير معلنة، أساسها عدم توافق في الرؤى في شأن الأزمة الليبية، إذ مثل الدعم القطري للثوار بالنسبة إلى الجزائر موقفاً حاولت كبحه ما أمكن، برفضها تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في الصراع، لقناعتها بأن الوضع «كان يجب أن يعالج بوقف النار والحوار بين الليبيين دون غيرهم». ورجحت مصادر ديبلوماسية أن يكون بوتفليقة أثار خلفيات دعوة مجلس التعاون الخليجي المغرب إلى الانضمام إليه. وقال بلخادم إنه يستغرب هذا الطلب، معتبراً أن «الطبيعي هو أن يأتي الطلب من الدولة التي ترغب بذلك». وفي وقت تعترف قطر رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة، يتردد على مستوى غير رسمي أن الجزائر توصلت إلى اتفاق بوساطة أطراف دولية ل «وقف التهم المتبادلة بينها وبين المجلس» الذي يتهمها بدعم نظام العقيد معمر القذافي، لكن الجزائر نفت ذلك مراراً، مؤكدة أن الهدف «استمالة موقفها المحايد لأحد الطرفين». وقالت مصادر ديبلوماسية جزائرية أن «الجزائر وقطر تقيمان علاقات سياسية واقتصادية جيدة، لكن الأزمة الليبية باعدت كثيراً بين الدولتين». وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً هاماً في بعديها السياسي والاقتصادي.