يبدأ اليوم ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي محادثات في الجزائر مع أحمد أويحيا رئيس الحكومة الجزائرية تتركز بشكل خاص حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية الفرنسية الجزائرية بعد فترة جمود بين البلدين استمرت سنوات. وبالرغم من أن البرنامج الرسمي لزيارة الوزير الفرنسي لا يحتوي على لقاء مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، الا أنه لا يستبعد أن يحصل هذا اللقاء اليوم لاسيما وأن الجزائر حريصة على تجاوز فترة الجمود التي شهدتها العلاقات في السنوات الأخيرة. وكان الوزير قد وصل أمس إلى العاصمة الجزائرية في أول زيارة لوزير خارجية فرنسي منذ مايو من عام 2008. بل إنها زيارة العمل الأولى التي يؤديها وزير خارجية فرنسي إلى الجزائر منذ وصول الرئيس الفرنسي الحالي إلى مقاليد الحكم عام 2007. وكانت المواضيع السياسية المتصلة بالتحولات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة المغرب العربي لاسيما بعد قيام الثورة التونسية وأحداث ليبيا الحالية وأثرها في المنطقة وعلى العلاقات الفرنسية المغاربية في صدارة المواضيع التي تطرق إليها الوزير الفرنسي مساء أمس مع نظيره الجزائري مراد مدلسي. كما تناولت هذه المحادثات سبل التصدي لتنظيم القاعدة في المغرب العربي وفي منطقة جنوب الصحراء الإفريقية. وتأتي زيارة جوبيه بعد يوم واحد فقط من تفنيد الخارجية الجزائرية تقارير تحدثت عن استقبال الجزائر الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ووصفتها ب "الإدعاءات والأكاذيب" والموقف الحذر الذي تلتزمه الدبلوماسية الجزائرية من الوضع في ليبيا ورفضها الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي المعارض الذي تؤيده فرنسا. ويختم الوزير اليوم زيارته بالذهاب إلى مدينة وهران المتوأمة مع مدينة بوردو الفرنسية علما بأن آلان جوبيه هو عمدة هذه المدينة. وقد علمت "الرياض" أمس من مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع أن الملفين الأساسيين اللذين يسعى وزير الخارجية الفرنسي إلى التركيز فيهما خلال زيارته هما مستقبل العلاقات الثنائية الاقتصادية ومستقبل العلاقات بين بلدان المتوسط الشمالية والجنوبية، في إطار الاتحاد من أجل المتوسط. وبشأن النقطة الأولى أوضح المصدر ذاته أن هناك رغبة حقيقية لدى قيادتي البلدين في خلق حيوية جديدة على مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بل إن الرئيس الفرنسي كان قد كلف جان بيار رافاران رئيس الوزراء الفرنسي السابق بالقيام بدور مهم في هذا المجال. وقد توصل البلدان في نهاية الشهر الماضي إلى تنظيم منتدى اقتصادي في العاصمة الفرنسية شارك فيه مئات أرباب العمل وأرسيت خلاله شراكات واعدة بين البلدين، وأما بشأن موضوع مستقبل الاتحاد من أجل المتوسط الذي كان الرئيس الفرنسي وراء إطلاقه في صيف 2008، فإن الجزائر لم تقتنع بعد بجدواه كمحرك أساسي للعلاقات الأوروبية المتوسطية على عكس فرنسا.