حصل الباحث المصري فوزي رضوان على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف عن أطروحة عنوانها "عوالم الأفراح في الاسكندرية". وتسرد الأطروحة، التي تعد فريدة في نوعها، حياة الراقصات والمغنيات اللواتي يحيين حفلات الزفاف في الاحياء الفقيرة. وجاء في الأطروحة أن "العالمة" وهو المسمى الدارج للراقصة أو المغنية التي تعمل في هذه الأحياء، تبدأ حياتها بتعلم أصول المهنة على يد "الأسطى" وهي صاحبة الفرقة الفنية وتدرب الفتاة على الرقص والغناء في مصاحبة عازف موسيقى يكون غالباً زوجها. وفرقة "الأسطى" تتكون من فريق من الراقصات والمغنيات والموسيقيين، يرددون الأغنيات الشائعة حيث إنه ليس في مقدور "الأسطى" تكليف الملحنين والمؤلفين إعداد أغنيات خاصة بفرقتها. وقبل أن تعتلى العالمة خشبة المسرح المقام في سرادق الحفلة يجب عليها أن تحصل على ترخيص العمل من وزارة الداخلية. ولاحظ الباحث أن لكل حي شعبي "عالمة" خاصة به. ومن أشهر عوالم الاسكندرية في السنوات الأخيرة، باتعة السلامولي، ومركز نفوذها في حي كوم الشقافة وفرقة "الأسطى" سومة النجيلي في حي اللبّان ونعيمة الصغير عملت ممثلة بعد ذلك وتوفيت أخيرا في حي رأس التين وزبدة وعزيزة جميل في الانفوشي. و"الأسطى" تجلس وسط فرقتها فوق خشبة المسرح وتؤدي دورها الغنائي وتشارك الراقصات و"المنلوجستات" بالعزف على الرق. وعن سلوك "العوالم" اليومي، تذكر الاطروحة أنهم يعملون في الحفلات الشعبية حتى الساعات الأولى من الصباح، وينامون أكثر النهار ويبدأون العمل في المساء ولهم مقاهيهم الخاصة ويتردد عليها "الزبائن". كما أن لهم "لغة" خاصة بهم لا يعرفها غيرهم. ويضيف الباحث أن معظم الراقصات لا يحملن تراخيص بالعمل، وكثيرات منهن يتحايلن على القانون لاستخراج بطاقة من نقابة الموسيقيين باعتبارهن مطربات حتى لا تحصل الواحدة منهن على ترخيص من وزارة الداخلية. وكثيرات من الراقصات الشهيرات، مثل فيفي عبدة ونجوى فؤاد، دخلن نقابة الممثلين باعتبارهن ممثلات على الرغم من أن دخل الراقصة يفوق أجر الممثلة مرات عدة.