أكد وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان الرئيس السوداني عمر حسن البشير سيزور مصر، لكن الموعد لم يتحدد بعد. ونفى مشاركة رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي في المؤتمر الاستثنائي للاتحاد البرلماني العربي المقرر عقده في الاقصر غداً. وقال ان حكومة بلاده ستمنح "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق فرصة اخيرة في مفاوضات نيسان ابريل المقبل. في غضون ذلك، ذكرت صحف سودانية أمس ان اضطرابات إثر انتخابات بين طلاب جامعة الازهري في ام درمان أدت الى اغلاق الجامعة حتى الشهر المقبل. وفي القاهرة، اجتمع وزير الخارجية المصري عمرو موسى مع الوزير اسماعيل وبحثا في التهديدات الأمنية التي يواجهها السودان والعلاقات بين البلدين. وقال موسى إن موقف بلاده من السودان لم يتغير، مشدداً على وحدة السودان والحفاظ على سيادته. وأضاف ان محادثاته مع الوزير السوداني تناولت كل المواضيع، وأن زيارة الرئيس السوداني إلى مصر لم تدرج في جدول اللقاءات. وكشف الدكتور اسماعيل، الذي وصل امس الى القاهرة، ان اجتماعات ثنائية تعقدها الاجهزة المعنية في البلدين لحل الخلافات القائمة في مجال الري والأمن والتجارة وغيرها. وقال: "السودان يبذل أقصى جهده للوصول إلى التطبيع الشامل مع مصر". وان زيارته الحالية لمتابعة ما تم الإتفاق عليه خلال زيارة نائب الرئيس السوداني اللواء الزبير محمد صالح لمصر العام الماضي، وللبحث في سبل إعادة الإنطلاق للعلاقة المصرية - السودانية. وسئل عن موعد زيارة الرئيس السوداني فقال: "إن موعد الزيارة لم يتحدد والجانبان يسعيان إلى مناقشة الملفات الخلافية والعمل على إيجاد حلول في شأنها ... ونحن غير متعجلين للقفز إلى هذه الخطوة التي ستتم قريباً بإذن الله". وعما ذكرته وسائل الإعلام السودانية عن زيارة رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي إلى مصر للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي للإتحاد البرلماني العربي قال: "ان نائب رئيس البرلمان عبدالعزيز شدو هو الذي سيرأس الوفد السوداني". قرنق وتحدث عن مفاوضات السلام السودانية وقال إن حكومة الخرطوم ملتزمة قرارات "السلطة الحكومية للتنمية" ايغاد كإطار لحل المشكلة وأن المسؤولين السودانيين سيمنحون "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الفرصة الأخيرة في إجتماعات نيروبي المقبلة المنتظر عقدها في نيسان ابريل المقبل. وعن الدور المصري قال: "رغم أن مصر من خارج ايغاد، إلا أن دورها أساسي في حل المشكلة السودانية لإرتباط الامن القومي المصري بالأمن القومي السوداني". وأشار إلى أن مصر مدركة تماماً لدورها في الحفاظ على أمن السودان واستقراره. وعلمت "الحياة" أن الجانبين المصري والسوداني إتفقا على إستنئاف المحادثات الأمنية في القاهرة في أعقاب عيد الفطر المبارك. وغادر الدكتور مصطفى عثمان القاهرة أمس متوجهاً إلى ليبيا عبر تونس لتسليم رسالة من الرئيس البشير إلى الزعيم معمر القذافي. وينتظر أن يعود مرة أخرى إلى مصر في غضون أيام في طريق عودته إلى الخرطوم. شدو وفي اطار تطبيع العلاقات السودانية - المصرية أيضاً، وصل الى القاهرة امس وفد برلماني سوداني برئاسة نائب الترابي السيد عبدالعزيز شدو للمشاركة في اعمال الجلسة الاستثنائية للاتحاد البرلماني العربي. ومن المقرر ان يجري الوفد محادثات على هامش المؤتمر تصب في اطار تحسين العلاقات والعودة بها الى مجاريها الطبيعية. جامعة الازهري من جهة اخرى، ذكرت الصحف السودانية امس رويترز ان جامعة اسماعيل الازهري في العاصمة القومية ام درمان اغلقت شهراً في اعقاب اضطرابات وقعت خلال انتخابات اتحاد الطلبة. ونسبت الى مختار المصطفى نائب رئيس جامعة الازهري قوله ان الجامعة ستظل مغلقة حتى السابع من شباط فبراير "حرصاً على سلامة الطلاب". وتأتي هذه الاضطرابات في اطار سلسلة من الاضطرابات التي وقعت في جامعات السودان على مدى الشهر الماضي. وأضاف المصطفى ان المشكلة التي وقعت في جامعة الازهري بدأت عندما اقتحمت مجموعة من الطلبة مراكز الاقتراع واستولت على صناديق الاقتراع خلال انتخابات الجامعة التي عقدت الجمعة. ونسب الى المصطفى قوله ان المجموعة التي كانت مسلحة بالقضبان المعدنية والحجارة اغلقت غرفة الاقتراع وأخذ شخص لا علاقة له بالجامعة صناديق الاقتراع. ولم يحدد هوية المجموعة. ويخوض الانتخابات الطلابية عادة انصار الحكومة الاسلامية في مقابل انصار "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وأدت الاضطرابات في شأن الانتخابات في جامعة كسلا شرقي الخرطوم الى اغلاقها في 20 كانون الأول ديسمبر الماضي.