ناقش الرئيس السوداني عمر البشير مع موفدي الرئيس المصري حسني مبارك وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات الوزير عمر سليمان اللذين زارا الخرطوم لساعاتٍ أمس التداعيات التي رافقت مباراة منتخبي مصر (الفراعنة) والجزائر (الخضر) في أم درمان الأسبوع الماضي، وتوتر العلاقات المصرية - الجزائرية، وإمكان تجاوز ذلك. وعُلم أن القيادة المصرية أبدت موافقة مبدئية على مبادرة الخرطوم لإذابة جليد التوتر بينها وبين الجزائر، في حين رأى أبو الغيط أن ما أثير عبر أجهزة إعلام مصرية تجاه السودان واتهامه بالتقصير في حماية المشجعين المصريين لا يرقى إلى وصفه بالإساءة، نائياً ببلاده عن الاعتذار. وأكد عودة نحو 10 آلاف مصري من المشجعين إلى القاهرة بعد المباراة سالمين في غضون 12 ساعة من انتهائها. وقال أبو الغيط للصحافيين إنه نقل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى البشير أعرب فيها عن شكره وامتنانه للسودان لحفاوة استقبال المواطنين المصريين خلال مباراة منتخبهم مع الجزائر. وشدد أبو الغيط على أنه لم يحصل توجيه أي إساءة إلى السودان تتطلب اعتذاراً، ورأى أن ما حدث كان استثارة من بعض القنوات العربية رداً على الهجمات اعتبرتها تطال الشعب المصري. وقال إن المشاعر ما زالت ثائرة، مؤكداً «أننا سنتصدى» لكل من يتعرض إلى مصر. ولفت إلى أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أشقاء لا يوجد فيها «قيل وقال، لذلك فإن الأمر ليس فيه اعتذار ولا إهانة». واتهم الوزير المصري جهات لم يسمها بصنع الدسائس من خلال ما حدث عقب مباراة أم درمان لشق الصف بين الجانبين، مؤكداً أنهما لن يقعا فيها. وقال إن الرئيس مبارك عقد اجتماعاً في أعقاب الأحداث نوّه فيه إلى أن السودان بذل أقصى ما عنده «وما كان يجب تحميله ما لا يجب أن يُحمّل». وأشار إلى أنه ومدير المخابرات عمر سليمان ناقشا مع البشير ما جرى من أحداث في لقاء المنتخبين المصري والجزائري وما تعرض له المشجعون المصريون من الجزائريين في الخرطوم وحجم الغضب المصري والخسائر والدمار الذي تعرضت له المصالح المصرية في الجزائر. أما مستشار الرئيس السوداني للشؤون الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل فأكد للصحافيين مضي الحكومة السودانية في جهودها لتضميد الجراح بين مصر والجزائر، مؤكداً أن حكومته «لن تقف في دور المتفرج» على ما يحدث في البلدين. وقال إن البشير حمّل أبو الغيط وسليمان رسالة إلى الرئيس مبارك يبدي فيها حرصه على احتواء التوتر بين مصر والجزائر، ودعا إلى تهدئة أجهزة الإعلام حتى يستطيع السودان التحرك لاحتواء الأزمة وإعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين البلدين. وأضاف أن العلاقة بين مصر والسودان لا يمكن أن توتّرها مباراة في كرة القدم، وقال إن ما عبّرت عنه مصر كان كافياً لتجاوز المرحلة. وفي السياق ذاته، تلقى البشير أمس رسالة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أكد فيها أن ما حققه السودان خلال مباراة أم درمان كان «نجاحاً باهراً»، معرباً عن أمله في لقاء قريب يجمعه مع البشير، ومؤكداً عزمه المضي في تقوية العلاقات بين البلدين. إلى ذلك، أعلن زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي انه أجرى لقاءات مع الحكومة الفرنسية في شأن الأوضاع في السودان، خصوصاً دارفور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل والمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب بتوقيف الرئيس عمر البشير، بجانب لقائه مع قيادات من متمردي «حركة العدل والمساواة» في الدوحة التي زارها قبل باريس. وأكد أنه لم يلتق رئيس «حركة تحرير السودان» عبدالواحد نور المقيم في فرنسا. وأوضح الترابي في مؤتمر صحافي عقب عودته أمس من باريس التي زارها للاستشفاء، انه عقد لقاءات مع عدد من السودانيين ومسؤولي الحكومة الفرنسية، تناولت قضايا البلاد. وقال: «أردت مقابلة عبدالواحد محمد نور لكن اللقاء تعثر». وزاد: «كنت أريد التحدث معه لينسلك في الحوار لحل أزمة دارفور، لكن قابلت بعض قياداته». وفي تطور آخر، قللت حكومة إقليمجنوب السودان من معومات تحدثت عن أن رئيس الحكومة سلفاكير ميارديت نجا أمس من الموت بأعجوبة بعدما انفجر إطار طائرة كان يستقلها قبيل إقلاعها من قاعدة جوية في شمال أوغندا. وأوضح جوزيف تامال ميروندي الناطق باسم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني أن سلفاكير كان يستعد للمغادرة على طائرة «أنتونوف» روسية الصنع بعد لقاء الرئيس الأوغندي. وأضاف أن الطيار الروسي نجح في السيطرة على الطائرة ومنع وقوع الحادث. وخلف سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان السابق زعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» الراحل جون قرنق الذي توفي في آب (أغسطس) عام 2005 عندما سقطت مروحية أوغندية كانت تقله على الحدود الاوغندية - السودانية. لكن مسؤولاً في حكومة الجنوب قال ل «الحياة» إن طائرة سلفاكير انفجر إطارها قبل الإقلاع من القاعدة الجوية أمس ولم تتعرض إلى أي خطر، موضحاً انه في طريقه إلى جوبا عاصمة الجنوب بعد إصلاح إطار طائرته.