أكد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع ان بلاده "ستستمر في خطوات رفع المعاناة عن الشعب العراقي"، محذراً من "التخبط" الذي يظهر في سياسات حكومة بنيامين نتانياهو والولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال خلال لقاء مع اعضاء مجلس الشعب البرلمان السوري عقد أخيراً، ان سورية "تعتبر ان لا مبرر لاستمرار الانتهاكات لحدود العراق واستمرار معاناة شعبه تحت ذرائع شتى، ومن هذا المنطلق ايضاً فتحت سورية الحدود مع العراق للمبادلات التجارية كخطوة باتجاه رفع المعاناة عن الشعب العراقي الشقيق". وكانت الحكومة السورية وافقت على ارسال وفد تجاري برئاسة رئيس غرفة تجارة دمشق الدكتور راتب الشلاح الى بغداد في 19 ايار مايو الماضي، في اطار خطوات التقارب بين البلدين بعد أكثر من 17 سنة على القطيعة. وبلغت الخطوات مرحلة متقدمة في تشرين الثاني نوفمبر عندما زار نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز دمشق والتقى نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام. ونقلت صحيفة "تشرين" عن الشرع قوله أمام اعضاء مجلس الشعب: "سنستمر في هذه الخطوات بطبيعة الحال". وتابع ان بلاده "كانت أول دولة عربية تعلن رفضها أي هجوم عسكري على العراق بسبب رغبته في تغيير تركيبة اللجنة الخاصة للتفتيش عن الأسلحة، وأكدت سورية ايضاً انها في الوقت الذي تطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحال بين العراق والكويت، فإنها ترفض رفضاً قاطعاً المس بوحدة الأراضي العراقية وترفض استمرار معاناة الشعب العراقي". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن تقرير للپ"سي.آي.اي" ان وفداً سورياً برئاسة الرائد الركن الدكتور بشار نجل الرئيس حافظ الأسد زار بغداد في تشرين الثاني الماضي، ونقل رسالة من الأسد الى الرئيس صدام حسين "عرض فيها اقامة حلف" بين سورية والعراق. لكن مسؤولاً سورياً رفيع المستوى أكد ل "الحياة" ان لا صحة لهذا التقرير. وقال انه "عار عن الصحة بجملته، بدءاً من رتبة الدكتور بشار الذي هو مقدم وليس رائداً، وانتهاء بالمعلومات عن الحلف". وقالت مصادر مطلعة ان السفير السوري في واشنطن السيد وليد المعلم "طلب توضيحات من الادارة الاميركية والاطلاع على التقرير اذا كان موجوداً بالفعل". وأشارت مصادر ديبلوماسية الى ان "تسريب هذا التقرير يستهدف تبرير المناورات البحرية الثلاثية والتحالف التركي - الاسرائيلي، على اساس ان هناك خطراً تعمل هذه الاطراف ضده، وهو الخطر السوري - العراقي". وقالت المصادر لپ"الحياة" ان "ربط اسم سورية بالعراق يسهل الترويج لهذا الرأي". الى ذلك، قال الشرع: "ان أخطر ما يواجهنا الآن هو تخبط حكومة نتانياهو الرافضة للسلام والمعادية لأسس عملية السلام، لأن ذلك ربما يؤدي الى أحداث فيها الكثير من العنف والكثير من عدم الاستقرار في المنطقة"، مشيراً الى "خطر ثان يتمثل في محاولة اعطاء دم للتعاون" العسكري بين تركيا واسرائيل "عبر ادخال أطراف عربية فيه تدريجياً وجعله بصورة مقبولة وكأنه مسألة روتينية". وأشار الى "إدعاء ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ان المناورات الأميركية - الاسرائيلية - التركية لانقاذ السفن لأجل عملية السلام ومصممة كي تخدم عملية السلام"، وتساءل: "كيف يمكن تصديق ذلك؟ وكيف يمكن تفسير هذا التخبط الاميركي الذي سبقه حشد عسكري ضخم لضرب العراق من دون مبررات مقنعة"؟