لا أعلم هل كان مدير عام التربية والتعليم في منطقة الرياض يعي معنى تصريحه حول «التكدس غير المتوقع» للسكان في الرياض، الذي نتج عنه فتح بعض مدارس التعليم العام مرتين في اليوم، لتصبح الدراسة في الفترة الصباحية وأخرى في الفترة المسائية، لاستيعاب الكثافة الطلابية التي تعانيها بعض الأحياء في الرياض. هل يعرف ماذا يعني كلامه؟ ربما هو يمازحنا، أو لعله يمازح التنمية، ربما هو «يشاكس» تجار العقار، ومسؤولي وزارته العاجزون عن الإمساك بمرفق تعليمي معتمد في مخطط عقاري جديد. الدكتور إبراهيم المسند رد على سؤال صحافي عن تعذر قبول طلاب في مدارس ابتدائية في بعض أحياء الرياض بالإشارة إلى وجود مواقع تعاني مشكلات قبول الطلاب، بسبب تكدس السكان غير المتوقع، ومنها على سبيل المثال حي لبن حيث تحولت الفلل السكنية إلى فلل صغيرة «دبلوكسات»، وهو - كما نقلت عنه الزميلة «الاقتصادية» - لفت إلى اضطرار إدارته للاستفادة من المنشآت التعليمية في الفترة الصباحية وكذلك المسائية، حيث ستكون الدراسة صباحية وأخرى مسائية لاستيعاب الطلاب. هل بدأتم تلاحظون شيئاً على وزارة التربية والتعليم؟ أعرف أن ملاحظاتكم عنها نادرة وقليلة لجودة أدائها، لكن فلننقل بعض الملاحظات لعل جودتها تكتمل، فالوزارة تبدو سائرة في الاتجاه المعاكس، فوزارات الإسكان، والمال، والتخطيط، والبلديات، وحتى الصحة تدعو تحت مظلة اتجاه حكومي عام يسانده قناعة شعبية إلى تصغير المساكن، وبات «الدبلوكس» حاضراً في المشهد العمراني منذ سنوات طويلة، لكن الوزارة تفاجأت أن أحد الأحياء تحولت بعض قصوره وفيلاته إلى دبلوكسات، هل تعرفون ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنه عند انتشار مزيد من الوعي، وتوجه البناء إلى التوسع العمودي، وتوجه الأسر إلى الشقق السكنية، ستقوم إدارة تعليم الرياض بتشغيل مباني المدارس على أربع فترات بدلاً من اثنتين لأنها ستخبرنا عام 2020، أنها تفاجأت أن المساكن في أحياء «الغروب»، «بنبان»، «العمارية»، «رماح»، «قيران»، وغيرها، تحولت إلى شقق سكنية. كلام مدير التعليم بالفعل يشبه المزاح الإعلامي، فأحياء مثل الصحافة والياسمين مثلاً، توشك أن تنهي عقدها الثاني منذ نشأتها ويعرف الجميع أزمة المدارس الحكومية فيها، واثق أن هناك أحياء كثيرة غيرها، وأذكر مع هذه الثقة أن الوزارة قامت بتشغيل مباني مدرسية على فترتين قبل نحو 14 سنة، ومنذ ذلك الوقت، وبكل ذلك المال، غاب شيء واحد عزيز علينا لكثرة ما نفتقده، إنه التخطيط. المسافة شاسعة بين طموحات التنمية البشرية وأداء الوزارة، بين ما يبذل من حكومتنا الرشيدة، وبين ما نراه واقعاً يومياً معاش في التعليم، ليس التكدس هو مشكلة إدارة تعليم الرياض، إن مشكلتها أو مشاكلها أعمق من مجرد فيلا كبيرة تحولت إلى «دبولكسين». [email protected]