كشف مدير التربية والتعليم في الأحساء أحمد بن محمد بالغنيم عن توجه الإدارة إلى الاستغناء عن كافة المدارس المستأجرة واستبدالها بمبان حكومية، وقال إن تكلفة المشاريع المقبلة تقدر بأكثر من 240 مليون ريال، تتضمن 33 مشروعا مدرسيا تحت الإنشاء، وأكد اعتماد 26 مشروعا مدرسيا جديدا للعام الدراسي 1430/1431ه، وأمل أن تسهم تلك المشاريع في توفير البيئة التعليمية للطلاب. وقال بالغنيم إن الأفكار كثيرة، والطموحات كبيرة، والميدان التعليمي والتربوي ينتظر منا جميعا بذل المزيد من الجهد، سواء على صعيد تهيئة البنية التحتية المدرسية أو المناهج الدراسية أو طرائق التدريس، أو الأنشطة الطلابية، ويوجد تواصل مستمر مع القيادات في وزارة التربية والتعليم من أجل دراسة البرامج والمشاريع التطويرية التي تحقق تطبيق أفضل الممارسات في التربية والتعليم، من خلال اللقاءات السنوية للقيادات التربوية، وورش العمل، والاطلاع على تجارب الدول المختلفة، كما إن وكالة الوزارة للتخطيط والتطوير بالوزارة تعمل على تحسين جودة التعليم من خلال المشاريع والبرامج التعليمية، ومنها نظام المقررات في المرحلة الثانوية، وتطوير مناهج العلوم والرياضيات والذي سيطبق بشكل تدريجي بدءا من العام الدراسي المقبل على الصف الأول والرابع الابتدائي والصف الأول متوسط، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم (تطوير). ولم يخف بالغنيم وجود معوقات في المسيرة التعليمية في المحافظة: نعم هناك معوقات، ولكننا نسعى باستمرار للتغلب عليها من خلال إدارة الموارد الفعالة وتحفيز العاملين وتشجيع أفكارهم الإبداعية، خصوصا أن طبيعة العمل في الميدان التعليمي والتربوي متغيرة، كما إن التعليم يتأثر بالمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، ومطلوب منا أن نعمل باستمرار على مواكبة هذه المتغيرات بما يحقق جودة المخرجات، من خلال العمل بروح الفريق والتواصل القوي مع الأسرة، وتحقيق الشراكة التربوية والتعليمية مع كافة مؤسسات المجتمع الأخرى. كما تحدث مدير تعليم الأحساء عن الأسباب التي أضاعت هيبة المعلم قائلا: المعلم يحمل أمانة عظيمة ويؤدي رسالة كبيرة، وله في المجتمع مكانة مرموقة سابقا ولاحقا، وله من الأجر العظيم، كما يحظى المتميزون في كل عام بالتكريم سواء على صعيد المدرسة، أو الإدارة، اعترافا بجهودهم وإنجازاتهم، والمعلم كغيره له حقوق وعليه واجبات، فإن أحسن تأديتها جنى وجنينا جميعا ثمرة هذا الجهد وهذا العطاء، أما ما يحصل من حوادث للبعض منهم فهي بلاشك حوادث مؤلمة وتأثيرها بالغ على الميدان التعليمي، ولكن يجب أن ننظر إلى أنها عارضة وحوادث فردية، وتتم معالجتها في حينها، والنظام يكفل حق المعلم الذي يتم الاعتداء عليه، ولعل من المناسب هنا أن أوجه الحديث إلى أولياء الأمور والأسر إلى استثمار الجلسة مع أفراد الأسرة في توجيه الأبناء للتحلي بآداب طالب العلم، ومنها احترام المعلم، فإن لهذه التوجيهات الطيبة أثرها في التنشئة. وأجاب عن سؤال حول ما تحقق من أهداف استراتيجية للإدارة منذ تولاها: الأهداف الاستراتيجية بالإدارة منبثقة عن الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها وزارة التربية والتعليم، ويقترح فريق العمل في الإدارة البرامج الإبداعية والمشاريع المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، وهي تسير في الوجهة الصحيحة ووفقا للبرنامج الزمني المحدد لها، وبناء على التقارير الصادرة عن الإدارات والأقسام حول مدى تحقيق أهدافنا الاستراتيجية فإن هذه التقارير تشير إلى أننا استطعنا وبحمد الله تحقيق أهدافنا الاستراتيجية مع وجود عدة معوقات واجهتنا عبر عملية التطبيق. ولكن.. ماهي طموحاته حيال التربية والتعليم في الأحساء؟، وعن ذلك قال: رؤيتنا المستقبلية تركز على تحقيق أعلى معاير الجودة في التعليم وهذا يتحقق من خلال أداء مدارسنا التي سنعمل باستمرار لدعم مبادراتها وبرامجها المبنية على جودة الأداء، كما تركز رؤيتنا على دعم مبادرات قيادتنا في بناء الفرد بناء متوازنا متمسكا بثوابته نافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه، مساهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، من خلال تمكينه من المعارف والمهارات والقيم التي تمكنه من الإبداع لإنتاج المعرفة التي أصبحت هي الموارد الأكثر قيمة في عصر اقتصاد المعرفة. وسألناه عن المشكلة القائمة منذ فترة من أن الطلاب محرومون من توفر المياه في المدارس، ولماذا لا يتم توفير أجهزة تحلية للمياه في المدارس، فأجاب: سبق للإدارة تأمين أجهزة تحلية مياه لعينة من مدارس المحافظة في 25 مدرسة قبل عامين، وبعد أخذ مرئيات الميدان اقترح فريق إتقان أن تطرح مناقصة لتأمين مياه الشرب تشمل جميع مدارس المحافظة، وقد تم ذلك حيث بلغت كلفتها 875 ألف ريال. وأكد بالغنيم أن إدارته تطبق أكثر المعايير دقة ومصداقية في المفاضلة بين المعلمين المتقدمين في حركة النقل الداخلية، وقال إن الحركة تجري من خلال برنامج إلكتروني معتمد وزاريا، يتم تحديثه وتطويره باستمرار بالتعاون مع الإدارات التعليمية في مناطق المملكة المختلفة ويطبق هذا البرنامج عناصر المفاضلة، والذي يتيح للمعلم إدخال رغباته بنفسه عبر موقع الإدارة الإلكتروني ويتم قبول طلبه بعد اعتماده رسميا من مدير مدرسته، علما بأن بيانات المعلم التي تقوم عليها عملية المفاضلة مأخوذة من موقع الوزارة عبر نظام يعرف ب«التبادل الإلكتروني» والتي أدخلها مدير المدرسة بمساعدة المشرف المنسق للمدرسة وبعد اطلاع وتوقيع المعلم على صحتها، وهذا البرنامج الذي يتم تطبيقه برنامج محكم ونظام دقيق لا يترك مجالا للواسطة، مما يتيح للمعلم الذي يرغب الوقوف على أحقيته في النقل، أن يزور الإدارة التعليمية التابع لها ويستفسر عن موقفه في الحركة ويجري منسق المرحلة استعلاما عن موقف المعلم في الحركة ليقارن مفاضلته الوزارية مع زميله الذي سبقه إلى المدرسة التي اختارها. وعن القرى المتضررة من عدم إنشاء مدارس لهم منذ سنوات، وهل تمت دراسات لحل مشكلاتها، قال مدير تعليم الأحساء: يخضع افتتاح المدارس إلى ضوابط ومعايير وزارية، والإدارة تحرص على إيجاد المدارس وخصوصا المرحلة الابتدائية في جميع القرى التابعة للمحافظة، وحاليا يوجد 33 مشروعا تحت التنفيذ بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 240 مليون ريال، كما تم اعتماد 26 مشروعا مدرسيا جديدا للعام الدراسي 1420/1431ه، نأمل أن تساهم في توفير البيئة التعليمية لأبنائنا الطلاب. ولكن حي النزهة في المبرز لا توجد فيه مدارس حكومية رغم الكثافة السكنية، هكذا سألناه، فأجاب: توجد في حي النزهة وبو سحبل في المبرز عدد من المدارس الحكومية وهي مدارس المدينةالمنورة الثانوية، قباء الابتدائية، الجاحظ المتوسطة، وابن الحاجب الابتدائية والتي سيتم استلام مشروعهما الحكومي الجديد مع بداية العام الدراسي المقبل، كما إنه يتم حاليا بناء مشروع حكومي لمدرسة ابن قدامة الابتدائية ومشروع آخر لمدرسة عبدالله بن سلام الثانوية. كما أكد حرصه على موضوع نظافة المدارس وقال إنها من الأمور الهامة، واعترف بأن هذا الموضوع واجه عددا من المعوقات والصعوبات، لكنه أشار إلى أن إدارته حريصة على معالجة جميع الملاحظات. وعندما ذكرت له عدم أهلية المؤسسات التي تم إسناد عمليات النظافة إليها، عاد وأكد: جميع المؤسسات تحمل ترخيص لمزاولة العمل، والمشكلة تكمن في قلة توفر العمالة لدى بعض هذه المؤسسات وبالتالي ضعف في تقديم الخدمة في المدارس، والإدارة تعمل على تطبيق النظام، ويتم حسم الغرامة اللازمة على هذه المؤسسات، ولكن الحسم لا يحل المشكلة، ونأمل أن نوفق مع المؤسسة الجديدة التي تمت ترسية مشروع نظافة المدارس عليها مدة ثلاث سنوات تبدأ مع مطلع العام الدراسي المقبل. وعد بالغنيم تحويل الطلاب إلى الدراسة في الفترة المسائية بعد سقوط أو تهاوي بعض المدارس المستأجرة حلا مؤقتا يتم اللجوء إليه عند الضرورة: نلجأ لها حينما يتبين عدم صلاحية بعض هذه المباني مما قد يسبب خطورة على حياة أبنائنا الطلاب، ويلزم إخلاء المبنى فورا، أو حينما تخضع المدرسة للتأهيل الشامل، ونظرا لعدم وجود مبان حكومية قريبة يمكنها استيعاب هؤلاء الطلاب في الفترة الصباحية تضطر إدارة التربية والتعليم لتحويلهم للدراسة في الفترة المسائية بمبنى حكومي قريب منهم (بصفة مؤقتة) ريثما يتم استئجار مبنى آخر بديل لهم أو إنشاء مشروع حكومي جديد خاص بهم أو انتهاء عملية التأهيل الشاملة. وعن مشكلة تكديس الطلاب في المدارس ألمح إلى أن الكثافة الطلابية داخل الصف المدرسي ليست في صالح العملية التعليمية، وقال إن التكدس الذي يحصل في بعض الفصول أو المدارس حالة استثنائية مؤقتة تنتهي بمجرد الانتهاء من بناء المدرسة المجاورة للمبنى الذي يشهد كثافة طلابية، وأكد أن الإدارة أجرت عملية مسح ميداني منذ ثلاث سنوات لمعالجة هذا التكدس بصورة عاجلة تم بعدها بناء فصول دراسية ملحقة في عدد من المدارس ساهمت في تقليل الكثافة الطلابية.