تودع أجواء المملكة منتصف يوم الجمعة المقبل، أيام فصل الصيف «فلكياً»، وإن كان ذلك لا يعني أن الحرارة ستختفي من أجوائها. لكنها شهدت انخفاضاً «طفيفاً» منذ أيام. ولم تشهد أيام فصل الصيف، الذي استمر زهاء 93 يوماً، مستويات «قياسية» في درجات الحرارة، على غرار ما سجل في الأعوام الثلاثة الماضية، والأمر ذاته ينطبق على نسب الرطوبة، التي تكاد «تخنق الأجواء»، لكنها كانت «معقولة» هذا العام. ويبدأ فصل الخريف فلكياً، في ال12 وأربع دقائق يوم الجمعة المقبل، إذ تكون الشمس ظاهرياً، أكملت نصف دورتها السنوية في السماء، التي تبدأ مع دخول فصل الربيع في 21 آذار (مارس). ويتساوى الليل والنهار تقريبا في يوم الاعتدال الخريفي. وقال الباحث الفلكي عضو جمعية الفلك في القطيف سلمان آل رمضان: «إن فصل الخريف يستمر نحو 90 يوماً، أي حتى 22 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهو موعد دخول فصل الشتاء». وأضاف أن «الشمس ستكون على استقامة 12 ساعة، وعلى خط الاستواء السماوي، وتبعد عن الأرض 150.131.170 كيلومتراً، وهي تقترب من الأرض مع اتجاهها جنوباً في حركتها الظاهرية»، مبيناً أنه «عند بداية الخريف تكون الشمس في برج السنبلة، وليس الميزان، كما هو معتاد قبل نحو ألفي سنة، إذ تغيرت مواعيد دخول البروج، بسبب حركة ترنح الأرض نتيجة جاذبية الشمس والقمر، وتأثيرهما على الأرض». وأبان آل رمضان، أن دخول فصل الخريف «يتوافق مع طلوع «نجم جبهة الأسد»، موضحاً أن الأخيرة هي «أطول الطوالع، ويتسم ليلها بالاعتدال، مع بقاء حرارة النهار، مع العلم أنه لا علاقة لطلوع النجوم وغيابها في الحال الجوية، وإنما هو من قبيل التوافق الذي اعتنى به قدماء العرب». وعزا زيادة درجة الحرارة ونقصانها إلى «اتجاه أشعة الشمس، إذ تبدأ بالميلان عن نصف الكرة الشمالي، الذي يحل خريفه، فيما تتعامد على النصف الجنوبي، الذي يبدأ صيفه في الوقت ذاته». ولفت إلى أنه «يعقب طلوع الجبهة طالع «الزبرة»، وهو البداية الفعلية للخريف ببدء برودة الليل، ويكتمل بطلوع «الصرفة»، التي تعني عند العرب انصراف الحر»، مبيناً أنه «يستمر أسبوعين، حتى طلوع «العواء»، وهو موسم الوسم الذي يزداد فيه هطول المطر، إذ تشتد البرودة مع طلوع السماك «الأعزل»، ويتلوه «الغفر» الذي يكون أشد برداً، ويطلع بعدها نوء «الزبانا» الذي يكون البرد فيه على أشده، مؤذنا بدخول الشتاء الحقيقي». وقال الرمضان: «إن الشمس دخلت ظاهرياً اليوم (أمس السبت)، وذلك في حركتها في السماء، وهي الحركة الحقيقية للأرض»، مبيناً أنه «يكون برج فصل الخريف الأول، وليس برج الميزان، الذي يقال إن الشمس تنزله في 23 أيلول (سبتمبر) الموعد الفعلي لفصل الخريف». وأوضح أن سبب تغير مواعيد البروج، يعود إلى «حركة الترنح للأرض، الناتجة عن جاذبية الشمس والقمر لها، فيتغير اتجاه محور الأرض على مدى آلاف السنوات، إذ أن نجم القطب كان هو نجم الكوكب، ثم أصبح نجم الثعبان أو (الذئبان) في كوكبة التنِّين هو نجم القطب، والآن نجم القطب هو بولاريس في كوكبة الدب الأصغر، وبعد نحو 13 ألف عام، سيكون نجم القطب هو نجم النسر الواقع في كوكبة القيثارة، وهو النجم الذي يشير للشمال في المثلث المعروف بمثلث الصيف»، مبيناً أن حركة الترنح «تستغرق نحو 26 ألف سنة، بحيث يعود محور دوران الأرض لذات النجم الذي يكون هو نجم القطب الشمالي». ونفى أن تكون البروج متساوية، مبيناً أن «دخول الفصول حالياً، لا تتفق مع ما هو معروف من بروج، كما أن البروج ليست متساوية في عدد أيامها، بل تتفاوت طولاً وقصراً عن 30 يوماً أو درجة، كما يعدها الحاسبون، إذ يصل عدد أيام برج السنبلة إلى 45 يوماً. فيما لا تتعدى أيام برج العقرب سبعة أيام حالياً، باعتبار وجود برج جديد هو برج الحواء، الذي يُصنف حالياً على أنه البرج الثالث عشر». وأكد أن «الدلالة على أن الشمس تنزل برج السنبلة فإن الطالع المقبل هو الزبرة، وهو من نجوم برج الأسد، وهو زبرة أو كاهل الأسد، بمعنى جسمه، بحيث تتقدم الشمس لتخفي نجوم السنبلة، وأشهرها السماك الأعزل، فلو كانت تتجه للميزان لكانت الطوالع من برج السنبلة، وبعد الزبرة تطلع الصرفة، ويعني انصراف الحر بطلوعها، وهي ذنب الأسد».