تواصلت التعليقات على الكلام الأخير لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط الذي غادر بيروت امس إلى باريس، خصوصاً حديثه عن سلاح المقاومة ورفضه ربط مصير لبنان بمزارع شبعا. وعلمت «الحياة» من مصادر مقربة من جنبلاط أن لا صحة لما تردد عن أن «حزب الله» أبدى انزعاجه من مواقفه، وأكدت أن قيادة الحزب أجرت اتصالات بقياديين في الحزب التقدمي الاشتراكي لإبلاغهم بأن ما ذكرته قناة «المنار» التابعة للحزب من انتقادات مبطنة لمواقف جنبلاط، لا يعبر عن موقف «حزب الله» وأن المحطة التلفزيونية لم تكرر تلك الانتقادات التي تحدثت عن عودة جنبلاط الى مواقف قديمة قريبة من موقف «القوات اللبنانية» في نشراتها اللاحقة لنشرة مساء الاثنين الماضي. وأوضحت المصادر القريبة من جنبلاط أن قيادة «حزب الله» تتفهم تمايز رئيس «التقدمي» في بعض المواقف ضمن الائتلاف الحالي. وقالت المصادر ان قراءة تصريحات رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ردا على الاسئلة حول مواقف جنبلاط تجنبت الرد على جنبلاط او تناول ما قاله ولا صحة للاستنتاجات بأنها جاءت في اطار السجال معه. وقال عضو «اللقاء النيابي الديموقراطي» النائب مروان حمادة في حديث الى اذاعة «صوت لبنان - الحرية والكرامة» انه «لم ير في مواقف النائب جنبلاط انعطافاً، بل نوع من التصويب الذاتي المدعوم بقرارات الحوار الوطني، وبما كان ينادي به منذ الاساس لجهة ان المحكمة الدولية موجودة ولا نستطيع الإستغناء عنها ولجهة الإستماع الى مطالب الشعب في سورية وتنفيذ الإصلاحات». واستبعد حمادة ان «تثير مواقف جنبلاط خلافاً مع حزب الله انطلاقاً من موقعه الوسطي»، لافتاً الى ان «كل ما أتى على ذكره عن حزب الله هو ما طرح على طاولة الحوار». وأكد وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أن «لا خلاف سياسياً مع حزب الله»، معتبراً أن جنبلاط «لم ينطق كفراً عندما ذكر بمقررات الحوار». وقال ابو فاعور في جولة له أمس في عكار ان «الكلام الذي صدر على قناة المنار هو اجتهاد اعلامي ليس خلفه اي نيات سياسية مبيتة كما أُبلغنا»، مذكراً بأنه «قيل ان لجنبلاط خلفية سياسية في الموقف من الكهرباء وثبت بأن لا خلفيات سياسية لديه وعندما تم الاتفاق على الامور التقنية تم إقرار خطة الكهرباء»، مشيراً الى أنه لا يعرف «لماذا هذه الرغبة لدى العماد (النائب ميشال) عون في اثارة الغبار دائماً». وتابع: «الهجوم على الرئيس (نجيب) ميقاتي وبعض الهجومات غير المباشرة التي طاولتنا ايضاً لا مبرر لها». الى ذلك، دعا مفوض الاعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» رامي الريس في تصريح أمس، الى «إعادة قراءة مواقف جنبلاط بهدوء وتمعن بعيداً من إطلاق الاشاعات». وسأل: «هل سمع أحد من النائب جنبلاط موقفاً مطالباً بإقفال النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية؟ وهل الاقفال الافتراضي لهذا النقاش».