طالبت 176 منظمة مجتمع مدني الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية رداً على قمع الاحتجاجات المناهضة للنظام، فيما تظاهر نحو ألف سوري يدعمهم عشرات من ممثلي تيارات مصرية أمام مقر الجامعة في القاهرة أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب، وهتفوا منددين بالموقف العربي إزاء سحق المحتجين. ودعت المنظمات التي تنتمي غالبيتها إلى 18 دول عربية، الجامعة إلى «إنهاء صمتها» وتعليق عضوية سورية في ظل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان. وقالت في رسالة مفتوحة إلى وزراء الخارجية العرب، تحت عنوان «الصمت لم يعد خياراً، السوريون لا يستطيعون الانتظار»: «نأمل بأن تضطلع الجامعة العربية من الآن فصاعداً بدور أكثر فعالية وحزماً لإنهاء الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي ترتكب ضد الشعب السوري». وطالبت الجامعة بأن «تدرج في خطتها طلب وقف أعمال العنف والإفراج عن جميع السجناء السياسيين والتعويض على ضحايا القمع... وإذا كانت السلطات السورية ترفض التعاون، فإننا نطلب من الجامعة دعم اتخاذ عقوبات ضد سورية ومسؤوليها، بما في ذلك عبر مجلس الأمن الدولي»، مثل «منع سفر وتجميد أموال المسؤولين عن القمع، وفرض حظر فوري على الأسلحة، وتعليق عضوية سورية وحق النقض الذي تتمتع به في الجامعة». ومن الموقعين على الرسالة «الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان» و «هيومن رايتس ووتش» وعشرون منظمة مصرية غير حكومية ومنظمتان سوريتان غير حكوميتين وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية السودانية واليمنية والمغربية والموريتانية والأردنية واللبنانية والفلسطينية والتونسية. وقال نائب مدير «مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان» زياد عبد التواب إن «الجامعة العربية تواجه تحدياً هائلاً وعليها أن تلتزم بالمبادئ التي أنشئت من أجلها وأن تسير على خطى بعض الحكومات العربية لتؤكد لسورية أن معاملتها الحالية لمواطنيها لا يمكن التسامح معها، ونحن نحض الجامعة على أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ». وفي وقت كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، هتف متظاهرون سوريون: «أردوغان يا أردوغان وين هرموش»، في إشارة إلى اختفاء المقدم حسين الهرموش الذي انشق عن الجيش السوري وأسس «لواء الضباط الأحرار» ولجأ إلى تركيا قبل أن تنقطع أخباره وتتردد معلومات متضاربة عن اعتقاله. وهتفوا أيضاً: «الشعب يريد إعدام السفاح»، «لا حوار لا حوار بدنا نسقط ...». ورفعوا أعلاماً سورية. وقال المعارض السوري فهد المصري ل «الحياة» إن ممثلين عن وفد المعارضة السورية الذي اختتم زيارة إلى القاهرة أمس استغرقت أسبوعاً شارك في التظاهرات أمام مقر الجامعة وتقدم بطلب للقاء أمينها العام الدكتور نبيل العربي. وأشار إلى أن «الوفد أعد بياناً لتسليمه للعربي يتضمن مطالب الشعب السوري من الجامعة وعلى رأسها أن تتوقف الجامعة عن تقديم أفكار لإنقاذ (الرئيس السوري بشار) الأسد». واعتبر أن «المطلوب هو توحيد المواقف العربية لجهة رحيل بشار وحماية الشعب السوري وأن تقدم الجامعة الغطاء المطلوب لمجلس الأمن كي يتخذ الإجراءات المناسبة لحماية المدنيين». وأوضح أن «المعارضة في انتظار قيام القوى والتيارات السياسية المصرية بتنظيم مليونية وعدت بها لدعم ثورة الشعب السوري». وكانت المليونية مقررة الجمعة المقبل، لكنها أرجئت بسبب تطورات الأوضاع في مصر. وكان وفد المعارضة التقى الليلة قبل الماضية «حركة شباب 6 أبريل» المصرية، لمناقشة «سبل التعاون والتضامن مع الثورة السورية وتوفير الدعم الشعبي والرسمي لها في الفترة المقبلة». وقالت الحركة في بيان إن «الوفد السوري عبَّر عن مدى فخره بالثورة المصرية وتقديره لدور الحركة فيها، متمنين أن تستعيد مصر دورها المحوري في المنطقة وأن تدعم بكل قوة الثورات العربية ضد الأنظمة الديكتاتورية والقمعية الموجودة بها».