دمشق، بكين، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قُتل ثمانية أشخاص على الأقل أمس واعتقل العشرات مع تكثيف قوات الأمن السورية حملة توقيف الناشطين والمداهمات في مختلف أنحاء البلاد في تكتيك جديد لوقف التظاهرات. وفشلت فرنسا في إقناع الصين بتأيد قرار فرض عقوبات على دمشق في مجلس الأمن، فيما دعت 176 منظمة مجتمع مدني إلى تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية. وأشار ناشطون إلى أن حملة «التوقيفات والمداهمات التي شنتها القوى الأمنية تتكثف على جميع الأراضي السورية». وأكد أحدهم أن «الموقوفين يتعرضون للضرب بوحشية وسوء المعاملة، وتتعرض المنازل للتخريب». ورأى أن هذا الأسلوب يرمي إلى الحد من التظاهرات، لكنها «تتواصل في جميع المناطق». وسقط 5 قتلى «برصاص قناصة الأمن» خلال جنازة حاشدة في بلدة كفر نبوذة التابعة لريف حماه ترددت خلالها هتافات مطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد، فيما قُتل آخر أثناء حملة مداهمات شنها الأمن في محافظة دير الزور. وأكدت شبكة «أوغاريت» المعارضة مقتل شخصين في الرستن التابعة لريف حمص. وانطلقت تظاهرات منذ مساء أول من أمس في درعا وحمص وإدلب وحماه، وأحرق متظاهرون العلم الروسي في إطار «ثلثاء الغضب من روسيا»، ونددوا بدعمها نظامَ الأسد واتهموها «بالمشاركة في قتل الشعب السوري». وأوقف 34 شخصاً على الأقل في مدينة الزبداني، على بعد 50 كلم غرب دمشق، حيث انتشر الجيش فجراً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» و «لجان التنسيق المحلية» التي تدير التعبئة. وطالبت 176 منظمة مجتمع مدني الجامعة العربية بتعليق عضوية سورية رداً على قمع الاحتجاجات. وطالبت المنظمات الجامعة ب «إنهاء صمتها». وقالت في رسالة مفتوحة إلى وزراء الخارجية العرب، تحت عنوان «الصمت لم يعد خياراً، السوريون لا يستطيعون الانتظار»: «نأمل بأن تضطلع الجامعة العربية من الآن فصاعداً بدور أكثر فعالية وحزماً لإنهاء الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي ترتكب ضد الشعب السوري... إننا نطلب من الجامعة دعم اتخاذ عقوبات، بما في ذلك عبر مجلس الأمن». وتظاهر نحو ألف سوري أمام مقر الجامعة في القاهرة أمس خلال اجتماع وزراء الخارجية، منددين بالموقف العربي. وفي وقت كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يلقي كلمة أمام الاجتماع، هتف المتظاهرون: «أردوغان يا أردوغان وين هرموش»، في إشارة إلى اختفاء المقدم حسين الهرموش الذي انشق عن الجيش السوري وأسس «لواء الضباط الأحرار» ولجأ إلى تركيا قبل أن تنقطع أخباره وتتردد معلومات متضاربة عن اعتقاله. وفي بروكسيل، قال ديبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إن حكومات الاتحاد توصلت إلى اتفاق مبدئي أمس يمنع الشركات الأوروبية من القيام باستثمارات جديدة في مجالات التنقيب عن النفط وانتاجه وتكريره في سورية. وأشاروا إلى أنه إلى حين الموافقة النهائية، فإن أحدث جولة من العقوبات الاقتصادية الاوروبية سيبدأ تنفيذها الاسبوع المقبل. وأوضح أحدهم أن «الهدف هو ضرب قدرة النظام على الحصول على أموال في الأجل الطويل». وقال إن العقوبات الجديدة ستمنع الشركات الأوروبية من إنشاء مشروعات مشتركة جديدة مع مؤسسات في قطاع الطاقة في سورية ومنحها قروضاً وكذلك شراء حصص في الشركات السورية أو زيادة هذه الحصص. من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس في بكين عن اعتقاده بأنه لم يؤثر على موقف الصين حيال قمع التظاهرات في سورية، لاتخاذ موقف مشترك في الأممالمتحدة. وقال رداً على سؤال عما إذا كان لديه انطباع بأنه تمكن من حمل الصين على «تطوير» موقفها، عبر التشديد على إصدار إدانة أو فرض عقوبات على سورية في مجلس الأمن، أجاب جوبيه: «ليس فعلاً... قلت إن علاقاتنا ممتازة، لكن هذا لا يعني أننا نتفق على كل الأمور».