التقى وفد من المعارضة السورية يزور مصر حالياً الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أمس. وقدَّم له ورقة تتضمن ثمانية مطالب، أهمها تجميد عضوية دمشق في الجامعة، وفرض حظر جوي وبحري لوقف حملة قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وطلب الوفد أيضاً «رفع الشرعية عن النظام السوري، وإيجاد آليات وأساليب ضرورية لوقف عمليات القتل والقمع، وسحب كل الفرق العسكرية والقوى الأمنية من المدن والمحافظات والقرى التي انتشرت بها، وضمان حق التظاهر السلمي، وإيجاد آلية لتمكين دخول منظمات الإغاثة الدولية إلى كل المناطق، خصوصاً المناطق المنكوبة، وتمكين لجان التحقيق الدولية والعربية من دخول البلاد لتقصي الحقائق، وتمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من دخول سورية لتغطية الأحداث». ونقل أعضاء في الوفد عن العربي تأكيده أن «الوضع في سورية لا يمكن أن يستمر على هذه الحال»، وأن «وضع حقوق الإنسان لم يعد شأناً داخلياً بل خارجياً». وأشاروا إلى أنه «شدد على مطالبته الحاسمة للنظام السوري بضرورة وقف العنف فوراً كما جاء في قرار وزراء الخارجية العرب» أول من أمس. وأشارت مصادر إلى أن «العربي كشف للوفد أنه عرض على الرئيس الأسد استضافته في لقاء لكامل أطياف سورية في مقر الجامعة في القاهرة، لكن الأسد طلب أن يكون اللقاء في دمشق. وأكد أن وزير الخارجية وليد المعلم اتصل به قبل أسبوع للاحتجاج على لقائه المعارضة، قائلاً إنه لا تجوز مقابلة الرئيس بعد مقابلة المعارضة». وقال المعارض السوري فهد المصري ل «الحياة» إن «الوفد طلب من العربي التدخل لدى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان كي تكشف أنقرة عن مصير المقدم (المنشق عن الجيش السوري) حسين الهرموش الذي اختفى في تركيا التي كان لاجئاً فيها». وأضاف: «أكدنا للعربي أننا نطمع بأن تكون الجامعة ضميراً للأمة وأن تلعب دوراً فعالاً في تطوير وتفعيل الموقف العربي لوقف حمامات الدم في وسورية وتمكين الشارع من تحقيق طموحاته في بناء دولة ديموقراطية تعددية». وأشار إلى أن الوفد سلم العربي «ميثاق الشرف الوطني» الذي صاغته ورشة عمل ل «صيانة الوحدة الوطنية وتجريم الطائفية»، في إطار «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي اختتم أمس في القاهرة. وقال المصري: «لا ينوي السوريون الانتقام من أي مكون بعد سقوط النظام. المجتمع السوري متعايش سلمياً. وهناك وحدة وطنية حقيقية. وما يقوم به النظام وأزلامه لا يمثل من قريب ولا من بعيد الطائفة العلوية». وأشار إلى أنه شرح للعربي أن «الشعب السوري يشعر بالإحباط واليأس من مواقف الدول العربية عموماً، وإذا شعر الشعب أن المجتمعين الدولي والعربي تخليا عنه، فقد يلجأ في نهاية المطاف إلى الدفاع عن نفسه وحينها سيكون هناك العنف والعنف المضاد، ما يعني أن سورية ستتحول إلى بؤرة للعنف وملاذاً للمتطرفين يهدد أمن واستقرار المنطقة والاستقرار العالمي، وحينها سيدفع الجميع الثمن لإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية». وحضر اللقاء مع العربي النائب السابق محمد مأمون الحمصي، والقيادي في «الحركة الوطنية الكردية» الشيخ مرشد الخزنوي، ونائب رئيس «اتحاد العشائر السورية» الشيخ إسماعيل الخالدي، ومدير «منظمة سواسية لحقوق الإنسان» في سورية بسام إسحاق، والقيادي في «تجمع 15 آذار من أجل الديموقراطية» الدكتور منذر ماخوس، والكاتب والناشط السياسي قهار رامكو، والناشط الحقوقي فارس الشوفي، والناشطة المصرية أميرة الرفاعي.