يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم يومي الجمعة والسبت في «سوبوت» في بولندا، تداعيات توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة من أجل نيل الاعتراف والعضوية الكاملة. ويتوقع ديبلوماسيون استمرار الانقسامات في صفوف الدول الأعضاء بين مجموعة تبدي استعدادها للتصويت لفائدة الدولة الفلسطينية وبين أخرى ترفض هذا الخيار. وقالت مصادر مطلعة أن ما لا يقل عن 8 دول ستصوّت لفائدة عضوية فلسطين هي إسبانيا وارلندا واليونان وقبرص ومالطا وسلوفينيا والسويد ولوكسمبورغ واحتمالاً فنلندا والدنمارك إذا فاز اليسار في الانتخابات العامة في الأيام المقبلة. وتتصدر هولندا مجموعة الدول التي تعارض بشدة توجّه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة، إلى جانب ألمانيا وإيطاليا ودول أوروبا الشرقية. ويتساءل ديبلوماسيون عن الموقف الذي ستتخذه فرنسا «التي تدعم الثورات العربية». ويرجح أن تميل بلجيكا صوب الموقف الفرنسي والبريطاني، فيما يتذبذب موقف البرتغال بعد فوز اليمين في انتخابات الصيف الماضي. وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون ل «الحياة» إن «المحدد الأساسي يتمثل في العودة إلى طاولة المفاوضات الثنائية حيث يتوافر إجماع أوروبي قوي من أجل هذا الخيار». وتشن إسرائيل حملة محمومة منذ أشهر من أجل إقناع الأوروبيين بعدم التصويت لفائدة عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، فيما يقوم الفلسطينيون من جانبهم بمساع في صفوف المجتمع المدني والبرلمان الأوروبي. ويجري عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور نبيل شعث محادثات مكثفة مطلع الأسبوع المقبل مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسيل، كما يجري الإعداد لبدء حملة «الكرسي الطائر» في مقر البرلمان الأوروبي. وتتمثل الحملة في نقل الفلسطينيين كرسياً من فلسطين إلى بروكسيل ثم باريس ولندن ليصل إلى نيويورك في بداية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وساهم في صنع الكرسي حرفيون من جنين وطولكرم ونابلس، وهو يحمل اسم فلسطين وعلمها وشعار الأممالمتحدة. من جهة أخرى، حذر الاتحاد الأوروبي و «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) من مخاطر تفجر العنف في الأراضي الفلسطينية على خلفية توجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة وتحضيرات إسرائيل من خلال تدريب المستوطنين على وسائل العنف. وأكدت آشتون «وجوب أن تتركز الجهود على استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل الدولتين». وقال مفوض «أونروا» فيليبو غراندي إن المنطقة «تجتاز مرحلة سياسية بالغة الحساسية وقد تثير ردود فعل في الميدان. ومن المهم أن يعمل المسؤولون السياسيون في الأطراف كافة من أجل تفادي التصعيد مهما كانت طبيعة المواقف التي ستصدر في غضون الأسابيع المقبلة، وألا يتفجر العنف لأن العواقب السلبية ستطاول الجميع، خصوصاً السكان المدنيين الذين نعمل معهم في الميدان، كما إنها سلبية أيضاً بالنسبة الى مستقبل مسيرة السلام في المدى البعيد». وتشاطره آشتون المخاوف من تفجر العنف إذا فشلت المحاولات الجارية من أجل تأمين مخرج لمعادلة عضوية فلسطين في الأممالمتحدة وتداعيات «الفيتو» الأميركي والرفض الإسرائيلي، وقالت في رد على سؤال ل «الحياة» عن تدريب إسرائيل المستوطنين على استخدام الأسلحة والكلاب ضد الفلسطينيين: «المخرج من الوضع الراهن يتمثل في محدد أساسي يتعلق بوجوب التوصل إلى حل الدولتين، إسرائيل الآمنة إلى جانب دولة فلسطين المستقرة والآمنة حيث سيتمكن السكان من العيش في ديموقراطية والتطلع لبناء مستقبلهم». وشددت على أن «التغيرات الجارية الآن تجعل الحل التفاوضي أكثر إلحاحاً» إذ عرضت على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي نهاية الأسبوع «معاودة التفكير في سبل استئناف المفاوضات ووجوب أن تكون مركز اهتمام الجميع». وتحدث المسؤولان على هامش توقيع الاتحاد الأوروبي و «أونروا» اتفاقاً يتولى الاتحاد بمقتضاه تقديم معونات مالية لفائدة اللاجئين بقيمة 80 مليون يورو خلال الفترة بين 2011 2013. كما وقع الجانبان اتفاقاً ثانياً سيقدم الاتحاد بمقتضاه مساعدات بقيمة 45 مليون يورو، إضافة الى مساعدات إنسانية بقيمة 5 ملايين يورو. من جهة أخرى، صادقت لجنة التجارة العالمية في البرلمان الأوروبي ظهر أول من أمس على اتفاق تحرير المبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأراضي السلطة الفلسطينية. وسيتيح الاتفاق زيادة الصادرات الزراعية الفلسطينية إلى السوق الأوروبية إذا رفع الحصار عن المعابر نحو موانئ إسرائيل والأسواق المجاورة.