في خطوة رمزية تضامنية مع الفلسطينيين، قطفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وعدد من الممثلين الديبلوماسيين الاوروبيين في القدسورام الله أمس ثمار الزيتون في حقول قرية رأس كركر قرب رام الله في الضفة الغربية التي تعرضت في الآونة الأخيرة الى سلسلة اعتداءات من المستوطنين. وفيما أكدت أشتون مواصلة «الاتحاد الأوروبي جهوده من أجل تطبيق حل الدولتين»، حذر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الفلسطينيين من انهم سيتعرضون «لتدابير قاسية» اذا قدموا طلباً الى الجمعية العمومية للامم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة غير عضو. وقالت آشتون انها المرة الأولى في حياتها التي تقطف فيها الزيتون، معبرة عن شكرها لاصحاب الأرض ولرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي قالت أنه «يواصل جهوده من دون تعب من أجل بناء الاقتصاد والمؤسسات الفلسطينية». وظهرت في الحقل الذي زارته آشتون والديبلوماسيون الاوروبيون أشجار زيتون مقطوعة الجذوع قال أصحابها أن المستوطنين قطعوها في الأسابيع الأخيرة. وروى أصحاب الحقول لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي أن المستوطنين هاجموهم في حقولهم، وطردوهم منها تحت تهديد السلاح، ثم عادوا اليها ليلاً وقطعوا جذوعها المحملة بثمار الزيتون. وقال جمعة أبو فخيدة أحد أصحاب الارض ان المستوطنين قطعوا جذوع 56 شجرة. وقالت آشتون إن زيارتها والديبلوماسيين الأوروبيين هدفت الى التعبير عن اعتراف أوروبا بأهمية تطوير التجمعات الريفية الفلسطينية والاعتراف بحاجة الاقتصاد الى التنمية تماماً كحاجة الزيتون الى النمو. وأضافت إن «الاتحاد الأوروبي سيواصل جهوده من أجل تطبيق الحل الذي يعترف به وهو حل الدولتين، فلسطين واسرائيل، تعيشان جنباً الى جنب بسلام وتعاون». ولفتت الى إن «المسألة لا تتعلق فقط بالنمو الاقتصادي، وانما لتمكين المواطنين من المضي قدماً في حياتهم وتوفير حياة كريمة لاطفالهم». وقال فياض ان آشتون أرادت أن تعبر من خلال زيارتها عن تضامنها وتضامن الاتحاد الاوروبي مع المواطنين في المناطق المتضررة من الاستيطان والتي تتعرض لاعتداءات المستوطنين بصورة دائمة. وأضاف إن «الزيارة تأتي في ظل تعاظم اهتمام المجتمع الدولي في المنطقة (ج) وهي منطقة تخضع لسيطرة اسرائيل، ويجري فيها توسع استيطاني لا يتوقف»، مذكراً ببيان أخير للاتحاد الاوروبي دعا فيه الى تمكين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من العمل في هذه المنطقة. وزاد إن موقف الاتحاد الاوروبي إنعكس على مواقف «اللجنة الرباعية الدولية» التي قال أنها ذكرت المنطقة (ج) بالمفهوم السياسي، مشددة على أهميتها لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف: «الزيارة ترجمة لموقف سياسي لمصلحة تمكين الشعب الفلسطيني من العمل في أرضة واقامة دولته المستقلة عليها». وذكر فياض إن «جذوع الزيتون المنشرة في المنطقة تؤشر على تجذر الشعب الفلسطيني في أرضه» مؤكداً أن السلطة الفلسطينية ستعمل على زراعة عشرة أشجار زيتون مكان كل شجرة يقطعها المستوطنون. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي حذر، بعد استقباله اشتون الاربعاء، الفلسطينيين من انهم «سيعرضون انفسهم لتدابير قاسية من اسرائيل والولايات المتحدة ايضاً اذا ما ذهبوا الى الجمعية العمومية للامم المتحدة مع مبادرة جديدة احادية الجانب». وأضاف ليبرمان للاذاعة العامة الاسرائيلية: «قلت لآشتون انه في الشق الفلسطيني ليس هناك لا عملية ولا سلام، وان الشعارات لم تعد تجدي نفعاً. لقد وصلنا الى مأزق». وأوضح «المشكلة هي ابو مازن (الرئيس محمود عباس). فهو ليس مهتماً ابداً بالتوصل الى اتفاق مع اسرائيل. ويسعى في المقابل الى التصعيد». وكان عباس أعلن في مؤتمر صحافي مع الرئيس البلغاري روسن بلفنيليف ان «الذهاب الى الاممالمتحدة ليس بديلاً من المفاوضات». وأضاف: «نحن على استعداد لاستئناف المفاوضات فوراً بعد عودتنا من الاممالمتحدة». من جهة اخرى، كتب الرئيس الفلسطيني على صفحته في موقع «فايسبوك» مخاطباً الفلسطينيين «اعلم أن وضعنا الاقتصادي صعب ومعقد، كما أنني على ثقة بأنكم تدركون أن ذلك نتيجة الضغوط التي تمارس علينا، وانها فاتورة ندفعها مقابل تمسكنا بثوابتنا، وبتصميمنا على الذهاب إلى الأممالمتحدة».