منع موظفون من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مراسل قناة «العربية» من إجراء لقاءات تلفزيونية أمس مع عدد من النساء في إحدى أسواق الرياض في شارع التحلية، رغم موافقة الكثيرات منهن على إجراء اللقاءات أثناء تصوير القناة تقريراً عن مبادرة مجموعة من الشبان السعوديين لتوزيع مؤلفات غازي القصيبي على المارة تزامناً مع الذكرى الأولى لرحيله؛ إذ طالب موظفو «الهيئة» بإحضار خطاب رسمي يسمح بإجراء اللقاءات التلفزيونية مع النساء تحديداً، وليس الخطاب المتعارف عليه بالسماح بالتصوير بشكل عام. ولدى حضور «الحياة» النقاشات التي دارت بين موظفي «الهيئة» من جهة، وشباب مبادرة توزيع كتب القصيبي ومراسل «العربية» من جهة أخرى، أكد الطرف الأول «أن النظام لا يمنع تصوير مَن يرغب الظهور التلفزيوني، ولكنه عرف سائد بينهم بمنع النساء من الظهور»، مؤكدين أن «تصويرهن يتطلب خطاباً رسمياً من ولي الأمر». وأبى أحد موظفي «الهيئة» تقبل إهداء شباب المبادرة لمجموعة من مؤلفات غازي القصيبي. وأوضح مراسل «العربية» عبدالمحسن القباني ل«الحياة»، أن «اثنين من موظفي «الهيئة» تسببا في إرباك فريق عمل «العربية»؛ إذ كنا نصور نشاط حملة الشباب في إحياء ذكرى غازي ومرافقتهم بالكاميرا، ولاحظت أن أعضاء «الهيئة» يترصدون لنا، وهذا لم يجعلني أرتاح في تأدية عملي»، مشيراً إلى أنه حاول «تحاشي تصوير النساء بناءً على طلبهم، لا لشيء سوى لأني لم أكن أريد المصادمات وتضييع الوقت في النقاشات»، مبيناً أنه امتثل ل«وجهة نظرهم مع الإقرار بأن القوانين لا تمنع ما يمنعونه»، فيما تساءلت إحدى النساء: «أنا لي الحرية في الموافقة على التصوير، وقبلت التصوير بنقابي، ولا أعرف لماذا «الهيئة» تتدخل وتمنع؟». وقال صاحب مبادرة «غازي في عقولنا» الزميل الإعلامي خالد أبو شيبة ل«الحياة»: «للأسف الشديد أن هناك بعض المحسوبين على «الهيئة» ما زالوا يسيئون إليها بتصرفاتهم غير المسؤولة والنابعة من مواقفهم الشخصية»، مضيفاً: «الأمر الذي يجعل النداء يتكرر في كل مرة إلى مسؤولي «الهيئة» بسرعة التعامل مع هؤلاء بحزم». وأكد القباني أن «مراسلي القنوات التلفزيونية يواجهون مصاعب ومعوقات حينما يجرون استطلاعات رأي مع عامة الناس، رغم عدم وجود قانون يمنع التصوير مع النساء في الأماكن العامة، وفي الوقت ذاته لا يوجد شيء يمنعنا من الجدال مع «الهيئة» سوى أن الوقت ثمين ونشرات الأخبار لا تنتظر؛ فالحق معنا والتنظيم صيغ لنا».