أعلن مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء نوري المالكي) أن قوات الجيش أخذت زمام المبادرة بتنفيذ عمليات هجومية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش الإرهابي»، شمال بغداد، فيما عزز التنظيم صفوفه بضم مئات السجناء الذين أطلقهم. وعلمت «الحياة» من مصادر موثوق بها أن مقاتليه استولوا على 430 مليون دولار من فرع المصرف المركزي في الموصل. وقال الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق الأول قاسم عطا، خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «القوات تسلمت زمام المبادرة لشن عمليات نوعية في مختلف القواطع، خلال الأيام الثلاثة الماضية وسجلت انتصارات بمساندة المتطوعين من أبناء الشعب وكذلك أبناء العشائر». وأكد أنه تم «تحرير ناحيتي الإسحاقي والضلوعية بمساعدة العشائر المنتفضة». وأضاف أن «قواتنا مستمرة في عملياتها في مختلف المناطق على عكس ما تتناقله بعض وسائل الإعلام»، ودعا وسائل الإعلام إلى «توخي الحيطة والحذر بنقل المعلومات وعدم بث أخبار كاذبة». وشدد على ضرورة «منع نقل الإشاعات المغرضة وترويجها وهو الأسلوب الذي لجأت إليه الجماعات الإرهابية لإضعاف الروح المعنوية للمقاتل والمواطنين على حد سواء». وكانت هيئة الإعلام والاتصالات المسؤولة عن تنظيم خدمات البث والإرسال والاتصالات في العراق، قررت عصر أول من أمس حجب مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك وتويتر وفايبر وواتس أب»، فيما أعلن تنظيم «داعش» إغلاق «تويتر» حساباته مساء الجمعة. إلى ذلك، قال عطا إن «معظم المدن في صلاح الدين مثل بيجي والضلوعية وبلد والإسحاقي تحت سيطرة القوات الأمنية بالكامل وقوات النخبة تمتلك زمام الأمور في بيجي لأهميتها»، لكنه أشار إلى أن «بعض النواحي والقصبات ما زالت في أيدي تنظيم داعش». وزاد أن «هناك خططا لاستعادة المناطق التي سيطر عليها داعش، بالتنسيق مع أبناء العشائر»، ولفت إلى أنه «ما زالت هناك قطعات عسكرية متماسكة في محافظة نينوى وتتم هيكلتها وإعادة تنظيمها». من جهة أخرى، قال الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد العميد سعد معن خلال المؤتمر الصحافي، إن «بغداد آمنة بنسبة 100 في المئة ولا خوف عليها»، وأضاف أن «القوات المسلحة تشن عمليات استباقية لضرب أوكار عصابات داعش مبنية على معلومات مسبقة». وزاد: «نحن لا ننتظر العدو حتى يهجم، بل لدينا معلومات استخبارية رصينة وتنسيق كبير جداً مع عمليات الفرات الأوسط والأنبار ودجلة». ميدانياً، أفاد مصدر أمني رفيع المستوى في مركز القيادة المشتركة «الحياة» أمس، بأن «القوة الجوية نفذت مهام قتالية خلال ال24 ساعة الماضية». وأوضح أن «سلاح الجو الذي يعتمد المروحيات القتالية تلقى أوامر بقصف أهداف مدروسة في المناطق التي سقطت في يد داعش في الموصل وتكريت». وأضاف أن «المروحيات قصفت عدداً من تجمعات داعش قرب ثكنات الجيش التي سيطر عليها بعد انسحاب القوات الأمنية منها، كما وجه ضربة حاسمة إلى اأحد التجمعات في قضاء الدور شمال تكريت، والغطاء الجوي الذي وفرته المروحيات لقوات الأمن خلال عمليتها في ناحية الضلوعية ساهم باستعادتها». من جهة أخرى، قال مصدر أمني في قيادة العمليات في سامراء» ل «الحياة»، إن «مسلحي داعش يشنون هجمات في قضاء بيجي ومنطقة الشرقاط، شمال صلاح الدين، ومناطق الطارمية والنباعي والكسارات والمشاهدة جنوبها من أجل إشغال القوات الأمنية». وأضاف أن «الأهالي يتحدثون عن انتشار مسلحين بشكل سري، ولكن قوات الجيش تحكم سيطرتها على مناطق حزام بغداد باتجاه سامراء، ولا يمتلك داعش أي موطئ قدم في هذه المناطق». وفي الموصل، علمت «الحياة» من مصدر داخل المدينة أن «عناصر داعش عزز صفوفه في المدينة بضم المئات من السجناء الذين أطلقهم من سجن بادوش ومكتب مكافحة الإرهاب ومراكز الاحتجاز في مراكز الشرطة المحلية». وأضاف أن «عناصر من التنظيم اقتادوا السجناء أول من امس إلى جوامع داخل المدينة وسجلوا أسماءهم، وطلبوا منهم الانضمام إليهم فوافق عدد كبير منهم على ذلك، فيما امتنع آخرون بحجة المرض أو عدم القدرة على القتال». ولفت المصدر إلى أن «المدينة تشهد استقراراً أمنياً، وعادت الدوائر الخدمية إلى العمل، فيما يدرس وجهاء المدينة تحديد مواعيد لإعادة فتح المدارس والجامعات، ولكن بعض الأهالي ما زالوا خائفين ويرغبون بالخروج من المدينة».