أعلنت الشرطة العراقية مساء أمس الخميس أنه تم تحرير مدينة سامراء (120 كم شمالي بغداد) من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في عملية عسكرية واسعة النطاق. وذكرت مصادر أمنية أن قوات خاصة عراقية ترافقها المروحيات شنت بعد ظهر أمس عملية عسكرية واسعة النطاق في سامراء وتمكنت من تحريرها من قبضة مسلحي «داعش» الذين فروا إلى مناطق تقع في أطراف المدينة بعد تعرضهم لضربات قوية وخسائر كبيرة، بحسب المصادر. وأضافت أن المروحيات قصفت مركز تجمع المسلحين في جامع الرزاق في سامراء كما قصفت ساحة الاعتصام ودمرتها ثم دخلت المدينة. وقبل إعلان تحرير سامراء، دارت في المدينة اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن ومسلحي «داعش» الذين سيطروا منذ صباح الخميس على مناطق واسعة منها. وذكر شهود عيان أن الاشتباكات تركزت في الأحياء السكنية القريبة من وسط سامراء مع سيطرة مطلقة للمسلحين على مناطق شرقي المدينة. كان مسلحون ينتمون إلى تنظيم «داعش» دخلوا إلى سامراء (120 كم شمالي بغداد) فجر أمس وأعلنوا سيطرتهم على 6 أحياء منها وانسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية من تلك المناطق. وأفادت مصادر طبية في مستشفى سامراء بمقتل 9 من عناصر قوات الشرطة ومدني وجرح 45 شخصاً معظمهم من قوات الأمن العراقية. من جهته، أعلن قائد عمليات سامراء، الفريق الركن صباح الفتلاوي، أن القوات العراقية «تمكنت وبقصف جوي من قتل 11 مسلحاً وتدمير 8 سيارات للمسلحين». وكانت قوات الأمن العراقية أغلقت جميع الطرق المحيطة بمدينة سامراء وشُوهدت أرتال عسكرية خارجة من كلية القوة الجوية العراقية شمالي تكريت تنتمي إلى الفرقة الذهبية في القوات العراقية المسلحة وهي تغادر مواقعها باتجاه سامراء سالكة طريق جسر تكريت- العلم، بينما وصلت تعزيزات عن طريق تكريت سامراء وبدأت في الدخول من المدخل الغربي للمدينة في محاولة لاستعدادة السيطرة عليها. وذكر شهود عيان أن المسلحين تمكنوا من إحراق 3 عجلات عسكرية من نوع «همر» تابعة للشرطة حاولت الاقتراب من مسجد الرزاق الذي يسيطر عليه المسلحون في وسط المدينة دون معرفة مصير الجنود الذين كانوا بداخلها. وحلَّقت في سماء سامراء مساء أمس طائرات مروحية قصفت أهدافاً على الأرض دون تحديد تلك الأهداف بسبب لزوم جميع المواطنين لمحال سكناهم. وأفاد مواطن يدعى صالح محمود بأن «هناك بعض الجثث في الشوارع وكذلك جثث في سيطرتي الضلوعية والسيطرة الشرقية لم يتم نقلها إلى المستشفيات بعد». إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية أن المسلحين هاجموا منزل وزير العلوم والتكنولوجيا، عبدالكريم السامرائي، وقتلوا حراسه الثلاثة لكنهم لم يدخلوا فيه لخلو المنزل من ساكنيه. وكان لدى المسؤولين في محافظة صلاح الدين مخاوف من أن يسيطر المسلحون على مدينة سامراء بالكامل ويقوموا بتفجير مرقدي الإمامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري وكذلك تفجير سدَّة سامراء الواقعة على نهر دجلة وهو ما كان سيؤدي إلى إغراق بغداد فيما لو لم يتم تدارك الموقف على عجل وإنهاء سيطرة المسلحين. وشهدت محافظة صلاح الدين أمس وضعاً أمنياً مضطرباً نتج عنه مقتل 5 من قوات الأمن وجرح 15 آخرين في حوادث منفصلة في بيجي والشرقاط والصينية فيما أغلقت الدوائر الحكومية في تكريت والدور ومُنِعَ دخول المواطنين إليها.