باشرت لجنة مشكلة من شرطة الحرم المكي الشريف وأمانة العاصمة المقدسة ورئاسة شؤون الحرمين القبض على مستخدمي العربات الخاصة بدفع المعتمرين في حدود المسعى الشريف داخل المسجد الحرام ، بهدف القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي بدت تظهر صورها في بعض قنوات النقل التلفزيوني التي تنقل صلاة التراويح مباشرة، وتعكس صورة سيئة وغير حضارية من داخل «المسجد». وأعلنت شرطة الحرم المكي الشريف في بيان لها أمس، أنها ستتحرك للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت سوقاً سوداء في نقل المعتمرين على تلك العربات في المسعى الشريف، وبمبالغ مالية باهظة جداً، داعية في الوقت ذاته ملاك هذه العربات بضرورة التوجه إلى مكتب الرئاسة العامة لشؤون الحرمين للحصول على التصاريح اللازمة لهذا النشاط. وقالت : «إن مثل هذه التجاوزات تستوجب القبض على المخالفين من ملاك العربات غير النظامية، ممن لا يحملون تصاريح رسمية من جهات الاختصاص، إضافة إلى إلزامهم بدفع غرامات مالية حال القبض عليهم، كعقوبة رادعة لهذه المخالفة». وأشارت في بيانها إلى أنها لن تتهاون في ملاحقة هذه الظاهرة والعمل على تنظيمها بأسرع وقت ممكن، من أجل تخفيف الحمل عن المعتمرين والزوار ممن يشكون من ارتفاع أسعار خدمات العربات. في حين يشهد حرم المسعى هذه الأيام سوقاً سوداء ل«العربات» ، بين النظاميين وغير النظاميين ومنافسة في رفع الأسعار وغيرها من المخالفات التي تضرر منها المعتمرون والزوار، خصوصاً بعد أن ارتفعت أسعار هذه الخدمة لأكثر من 500 ريال للمعتمر الواحد. وكشفت جولة «الحياة» أمس، على مشعر المسعى، وجود مئات العربات غير النظامية تجول في «المسعى» وهو ما يتضح من عدم حمل ملاكها للتصاريح اللازمة لهذا النشاط، إضافة إلى إصرارهم على رفع أسعار خدماتهم لمبالغ كبيرة، زادت من حنقة المرضى والمقعدين وكبار السن. وقال علي مرزوق (مالك عربة مخالفة) : «إن هذه العربة أستخدمها لنقل المعتمرين والزوار بأسعار لا تقل عن 500 ريال للمعتمر الواحد، ولا أستطيع أن اخفض هذا السعر لأن الجميع هنا متفقون تقريباً على هذا المبلغ، خصوصاً أنه بمثابة الموسم الوحيد الذي من الممكن أن يستفيد منه العاطلون عن العمل». وأوضح أن دخله في الليلة الواحدة يصل إلى خمسة آلاف ريال، على رغم المضايقات التي يتعرض لها من بعض اللجان الرسمية التي تعمل على القبض على ملاك العربات المخالفين، مشيراً إلى أن كثيراً منهم قبض عليهم، وتمت مصادرة عرباتهم وإيقافهم بسبب هذه المخالفة. وأمام ذلك أكد سالم النخلي (معتمر) أن أسعار خدمات العربات مرتفعة وغير مبررة، داعياً الجهات المعنية بالوقوف على هذه المشكلة ومحاولة ضبط الأسعار وتنظيم المهنة والنشاط، خصوصاً أنها مقدمة للمعتمرين والزوار. وقال: « لم يعد الأمر مقتصراً على شبان العربات المخالفين، بل وصل إلى ملاك التصاريح والذين بدأوا يطالبون المعتمرين بمبالغ مالية عالية في سبيل التيسير عليهم وتأديتهم مناسك العمرة بكل يسر وسهولة». يذكر أن شرطة الحرم الشريف تكثف من جهودها بشكل متواصل للقضاء على ظاهرة العربات المخالفة، ومتابعتهم بشكل دقيق بالتعاون مع رئاسة شؤون الحرمين التي تسعى جاهدة إلى تنظيم هذه العملية وترتيبها وفق المتاح بهدف تسهيل أداء مناسك العمرة على المعتمرين.