قتل أمس تسعة عسكريين يمنيين على الأقل، بينهم ضابط، وجرح اكثر من عشرين آخرين، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف رتلاً من الآليات العسكرية في مدينة عدن الجنوبية ويرجح أن تنظيم «القاعدة» يقف وراءه. ووقع الهجوم عندما كان رتل تابع للواء 31 المدرع يغادر معسكره الواقع في منطقة المنصورة للتوجه إلى محافظة أبين المجاورة (شمال عدن) لتعزيز وحدات الجيش التي تخوض مواجهات لاستعادة مدينة زنجبار التي سيطر عليها مسلحو «القاعدة» أواخر أيار (مايو) الماضي. وفي حين ذكر مصدر عسكري ان اربعة جنود قتلوا وأصيب 21 آخرون بجروح، إضافة إلى مقتل الانتحاري الذي وصفه بانه «أحد عناصر الإرهاب والتطرف من تنظيم القاعدة»، قالت مصادر محلية في عدن إن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة عسكريين بينهم ضابط وجرح 23 آخرون. وفي سياق متصل، أكد نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان تنظيم «القاعدة» والمسلحين المتشددين الذين يقاتلون معها تحت مسمى «انصار الشريعة»، منوا بخسائر فادحة لا مثيل لها. وقال في اجتماع موسع برئاسته ضم الحكومة وأعضاء الكتلة البرلمانية واللجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم، إن التنظيم الإرهابي «جمع عناصره من كل المحافظات ومن بعض البلدان العربية والإسلامية مستغلاً الأزمة السياسية الراهنة في اليمن لإعلان إمارة إسلامية في زنجبار، لكنه مني بخسارة لم يسبق لها مثيل حيث قتل العشرات من قادته وعدد كبير من عناصره الإرهابية وتم دحرهم من معظم الأماكن التي كانوا استولوا عليها». إلى ذلك، حصلت «الحياة» على شريط مصور يظهر قتلى من تنظيم «القاعدة» سقطوا في قصف يعتقد أن طائرات أميركية شنته على مواقع المتشددين الإسلاميين في أبين خلال المواجهات الأخيرة. ومن بين القتلى القيادي في التنظيم عمار عبادة مسعود الوائلي، المكنى «أبو عبادة»، وهو «أمير» الفرع المحلي للتنظيم في محافظة صعدة، شمال البلاد. ويظهر الشريط جثث قتلى آخرين قضوا مع الوائلي في الهجوم نفسه. وكانت مصادر حكومية اتهمت الوائلي في 2009 بأنه يتولى مع مجموعة من «القاعدة» بيع اسلحة الى المتمردين «الحوثيين» في صعدة، بعد تهريبها من إحد موانئ المحافظات الساحلية، وان المبالغ التي يحصل عليها تستخدم لتمويل العمليات الارهابية في مناطق اخرى من اليمن.