القاهرة - رويترز - قبيل الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 1952، التي قادها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، يصدر في القاهرة كتاب توثيقي عن عبد الناصر منذ الطفولة وحتى الوفاة. ويحمل الكتاب عنوان «جمال عبد الناصر من القرية إلى الوطن العربي الكبير 1918-1970». والكتاب الذي يقع في 556 صفحة، كبيرة القطع، من تأليف المصريَّيْن خالد عزب وصفاء خليفة، ويعد وثيقة تاريخية عن حياة عبد الناصر، مستعيناً بصوره في الطفولة وفي المدرسة الابتدائية وفي الكلية الحربية وفي الخرطوم العام 1940. ويلقي الكتاب أضواء على اهتمام عبد الناصر بقراءة تاريخ الثورات، وخصوصاً الثورة الفرنسية، إذ ينشر صورة ضوئية لمقال نشره العام 1935 في مجلة «مدارس النهضة» بعنوان «فولتير رجل الحرية». ويفيد الكتاب أن عبد الناصر قرأ سِيَر الشخصيات المؤثرة في التاريخ، مثل نابليون بونابرت، وعمر بن الخطاب، وغاندي، والإسكندر الأكبر، ويوليوس قيصر، وغاريبالدي، وأنه كان معجباً بروايات كلاسيكية، لا سيما لفيكتور هوجو، كما تأثر برواية «قصة مدينتين» لتشارلز ديكنز «الذي تعلم منه كيف تكون الثورة بيضاء». ويسجل الكتاب بالصور، أن عبد الناصر قام بدور قيصر في مسرحية «يوليوس قيصر» في «الحفلة التمثيلية السنوية التي أقامتها مدارس النهضة المصرية في «تياترو برنتانيا» العام 1935، في رعاية أحمد نجيب الهلالي بك وزير المعارف العمومية. وفي الكتاب صورتان تجمعان عبد الناصر وتشي غيفارا في القاهرة، في 29 حزيران (يونيو) 1959، ويُروى أنهما اختلفا على موضوع الثورة، إذ قال غيفارا إنه يحلم «بالثورة الكبرى، ثورتنا العالمية، في الثورة أجد نفسي». أما عبد الناصر فقال إن الثورة جميلة مثل علاقة رجل وامرأة: «التعارف في البداية، ثم الخطوبة. مراحل جميلة بلا مسؤوليات. نحب الثورة. نحب التمرد إلى أن نصل إلى الزواج. الزواج مسؤولية وجِدّ، وأنت تريد من الثورة فقط ما هو قبل الزواج»... وضحك الرجلان من دون أن يقنع أحدهما الآخر.