لليوم الثالث على التوالي واصل النظام السوري استهداف المناطق الجنوبية في دمشق بالبراميل المتفجرة وصواريخ وقذائف، وسقط 6 قتلى على الأقل في مخيم اليرموك حتى عصر أمس (السبت)، واستهدف النظام المناطق المتاخمة للمخيم والحجر الأسود في يلدا وببيلا ببراميل متفجرة، متجاهلا نداءات لإخراج المدنيين عبر خطوط التماس مع مناطق الهدن، ويزيد ضبابية الموقف حول مصير اتفاق ترحيل المقاتلين الرافضين للمصالحة مع النظام في يلدا وببيلا وبيت سحم مع عائلاتهم والمدنيين الذين لا يرغبون بالعيش في ظل سيطرة النظام. وتواصل استهداف المنطقة الجنوبية في دمشق منذ عصر الخميس، وشن طيران النظام أكثر عشرات الغارة على مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود والقدم بعد أنباء عن فشل المفاوضات مع «داعش» للخروج من آخر معاقله قرب العاصمة دمشق باتجاه البادية السورية. وقتل ستة مدنيين على الأقل في المخيم الفلسطيني، وأكدت مصادر في اتصالات مع «الحياة» من داخل المخيم أن مشفى فلسطين تعرض لضربات، وسط أنباء عن خروجه عن الخدمة، وان سائق سيارة الإسعاف الوحيدة قتل أثناء عملية إسعاف لضحايا الغارات في يوم الجمعة. ولفت المصادر إلى غياب رد من عناصر «داعش» على الغارات، ولم يستبعد مصدر «استمرار تسرب عناصر التنظيم الإرهابي من مناطق القصف». وذكرت مصادر فلسطينية أن» 80 في المئة من مناطق غرب اليرموك باتت مدمرة مع بدء اقتحام بري فيها، وأن القصف تركز أيضاً على مناطق العروبة ذات الكثافة السكانية العالية». وبعد الضربات العنيفة على المخيم بدأت قوات تتصدرها فصائل فلسطينية موالية للنظام، هجوماً برياً من شمال شرق المخيم باتجاه ساحة الريجة ضد هيئة تحرير الشام (النصرة)، التي ينتشر نحو 135 عنصراً منها في منطقة جغرافية صغيرة بداية المخيم. وواصل النظام محاولاته التقدم برياً في حي التضامن لليوم الثاني على التوالي. وفي مؤشر إلى عدم التوصل إلى اتفاق خروج المسلحين وعائلاتهم والراغبين من المدنيين من بلدات يلدا وبيبلا وبيت سحم جنوبيدمشق، ألقت طائرات النظام براميل متفجرة على أطراف يلدا من جهة مخيم اليرموك، وقالت مصادر ل «الحياة» إن «اشتباكات وقعت بين مسلحي «جيش الإسلام» وقوات النظام عند أطراف المدينة». وكان النظام أعلن منذ أيام التوصل إلى اتفاق ينهي الهدنة السابقة، ويتضمن خروج المسلحين وعائلاتهم وبعض المدنيين. ومن المفترض بموجب الاتفاق أن تخرج دفعات من المقاتلين والمدنيين إلى البادية وأخرى إلى الشمال السوري. وقالت مواقع معارضة إن «قوات النظام سيطرت عقدة مواصلات تصل بين بلدتي يلدا وحجيرة وحي الحجر الأسود، بعد اشتباكات مع المعارضة المسلحة استبقها قصف صاروخي عنيف» وحذرت مصادر في المعارضة من «مصير الرقة في مناطق جنوبدمشق بما فيها اليرموك على رغم رمزيته». وأوضحت المصادر أن « الدمار سوف يحل في كامل المنطقة الجنوبية، مع عدم استبعاد خروج مسلحي «داعش» و «النصرة» بصفقات مع النظام أو الميليشيات اللبنانية والإيرانية تماماً كما جرى في الرقة». ولفتت المصادر «الحياة» إلى أن «الأنباء الواردة توثق مصرع مدنيين، في حين لم يتم الإعلان عن قتل أي عنصر من داعش». ويوجد في المخيم قرابة 1500 عائلة فلسطينية، إضافة إلى نحو 4000 آلاف عائلة أخرى في يلدا وببيلا وبيت سحم. واضطر معظم سكان مناطق الحجر والقدم والمخيم مغادرته عقب سيطرة «داعش»، ولا يعلم بالضبط عدد المدنيين في الحجر والقدم.