شنت قوات نظام بشارالأسد هجوماً واسعا على حي القابون شرقي دمشق؛ بهدف انتزاع السيطرة على مواقع المعارضة المسلحة فيه. ومهدت قوات النظام هجومها بقصف الحي بالخراطيم المتفجرة وقذائف المدفعية والصواريخ، محدثة دماراً كبيرا في الشوارع والمباني السكنية. ويشهد حي القابون والأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في العاصمة دمشق هجوماً متواصلا منذ أيام تشنه قوات النظام بهدف إخراج المعارضة المسلحة وتأمين الجهة الشرقية للعاصمة. من جهة أخرى، جددت طائرات النظام قصف محيط مدينة اللطامنة في ريف حماة بالبراميل المتفجرة. وقد شهدت أنحاء مختلفة في سوريا تصعيدا من جانب قوات النظام أمس الأول، رغم إعلان سريان اتفاق خفض التصعيد، شمل مناطق في حلب وحماة وحمص ودرعا. فيما شهدت معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة هدوءا حذرا غاب فيه بشكل لافت تحليقُ الطائرات الروسية. وعلى صعيد ذي صلة، قالت وكالات أنباء: إن المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق كفريا الفوعة ومضايا الزبداني بدأت امس الاحد والتي تقضي بإخراج جرحى مسلحي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) من منطقة مخيم اليرموك جنوبدمشق باتجاه مدينة إدلب، إضافة إلى بعض المرافقين والذين وصل عددهم الى خمسين مسلحاً. من جانبه، نفى مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق السفير أنور عبدالهادي إجلاء اي جريح من مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق. وقال السفير عبدالهادي لوكالة الأنباء الألمانية أمس: «لم يخرج أي مريض من مخيم اليرموك اليوم على الاطلاق، وكل ما يتم تداوله عبارة عن شائعات لان اتفاق المدن الاربع يقضي بخروج مسلحي اليرموك بعد شهرين من تطبيق الاتفاق الذي لم يمض عليه سوى شهر، لذلك كل ما يشاع عن خروج جرحى هو غير صحيح». ونص اتفاق المدن الأربع على هدنة في مناطق جنوبدمشق، وأولها مخيم اليرموك المحاصر، فيما يبقى أهالي بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا جنوب العاصمة دمشق في بلداتهم، إضافة إلى خروج قرابة 1500 معتقل من سجون النظام غادر منهم 120 منهم إلى الشمال السوري. وتشمل مناطق الانسحاب وفق الاتفاق المناطق الممتدة من مسجد جامع الحبيب المصطفى وسط المخيم حتى مسجد الوسيم التي كانت تسيطر عليها تحرير الشام وتقدر مساحتها ب35 بالمئة من المخيم، والتي ستعود السيطرة عليها للنظام اوالفصائل الفلسطينية المتحالفة معه. ويسيطر تنظيم داعش على قرابة 70 بالمئة من مساحة المخيم ويتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي في حي القدم، إضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن الدمشقي. وعلى صعيد آخر، نزح معظم سكان مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوبسوريا بسبب ما يتعرض له المخيم من قصف بالصواريخ الثقيلة والبراميل المتفجرة. وأفادت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا في بيان لها بأن استهداف قوات النظام وطائراته الحربية لمخيم درعا على مدار الأعوام الماضية أدى إلى نزوح عدد كبير من سكانه، وذلك هرباً من البراميل المتفجرة والصواريخ والقذائف المتعددة، وأدى إلى دمار معظم البنى التحتية فيه.