طلبت الحكومة السورية من قادة الفصائل الفلسطينية المعارضة، باستثناء حركة «حماس» تشكيل قوات مشتركة ل «ملء الفراغ» بعد انسحاب عناصر «داعش» من «مثلث الجنوب»الدمشقي الذي يضم مخيم اليرموك والحجر الأسود والتضامن جنوب العاصمة، في وقت بذلت جهود لإزالة العقبات امام تنفيذ اتفاق يقضي بنقل مئات من عناصر التنظيم الى الرقة معقل «داعش» في شرق سورية وريف حلب في الشمال. وأفيد أمس بمقتل 17 مقاتلاً معارضاً بتفجير ألغام في ريف درعا جنوب البلاد حيث شن الطيران الروسي غارات عدة. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» ان دمشق طلبت من جميع قادة الفصائل الفلسطينية عدا «حماس» تشكيل قوة مشتركة لفرض الأمن في مخيم اليرموك وجواره بعد انسحاب عناصر «داعش»، مشيرة الى ان اجتماعاً سيعقد في الساعات المقبلة لبحث الاحتمالات الممكنة لتشكيل هذه القوة من حوالى 300 عنصر. وفي هذا الوقت (أ ف ب)، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيران أمس بتبني سياسات طائفية في سورية من خلال دعمها للرئيس بشار الأسد. وقال أردوغان في كلمة متلفزة في إسطنبول «لو لم تقف إيران خلف الأسد لأسباب طائفية، لما كنا نناقش اليوم ربما قضية مثل سورية». وانتقد أردوغان روسياوإيران وتنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد في سورية واتهمهم ب «قتل الأبرياء من دون رحمة». وقال إن جماعات مثل «داعش» وحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردستاني السوري هي «أدوات في الصراع العالمي على السلطة». وأضاف أن هذه الجماعات «هي مثل حزب العمال الكردستاني هنا. لا فرق بينها». وكان الاتفاق بين النظام و «داعش» لنقل حوالى اربعة آلاف مسلح من «داعش» و «النصرة» وعائلاتهم الى الرقة وريف حلب بعد مرورهم بمنطقة بئر قصب شرق دمشق قد اعلن الاحد الماضي. ووصلت حافلات لنقل هؤلاء بموجب الاتفاق الذي جمد بعد مقتل قائد «جيش الإسلام» زهران علوش مساء الجمعة. وقال أمين سر «تحالف قوى المقاومة الفلسطينية» خالد عبد المجيد ان عدد الذين سيخرجون «وصل إلى حوالى 3567 بينهم ألفا مسلح، بحيث يخرجون مع أسلحتهم الفردية وتسليم المناطق التي تركوها الى الجيش النظامي» على ان يتم تدمير السلاح المتوسط والثقيل و»تسوية اوضاع من لا يريد الخروج». وكان مقرراً بعد تنفيذ الاتفاق في حيي القدم والعسالي الدمشقيين والحجر الأسود بريف دمشقالجنوبي، ان يتم توقيع اتفاقات تسوية في بقية مناطق دمشقالجنوبية التي تسيطر عليها تنظيمات مسلحة. ويسيطر «داعش» على كامل الحجر الأسود منذ اكثر من سنتين بعدما طرد تنظيمات المعارضة المسلحة الى مناطق مخيم اليرموك ويلدا وببيلا وحيي القدم والعسالي اللذين يسيطر عليهما «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام». وذكرت مصادر ان عدد عناصر «داعش» في الحجر الأسود يبلغ 400 جاءوا من الجولان وانضم اليهم 200 كانوا طردوا من بلدتي يلدا وببيلا وحيي القدم والعسالي. وفي المنطقة الجنوبية الغربية من حي التضامن، يوجد «لواء العز بن عبد السلام» المتهم بمبايعة «داعش»، وهي منطقة محاذية لشارع فلسطين التابع لمخيم اليرموك، ويصل عدد عناصر هذا اللواء فيها الى ما بين 200 و 250 مقاتلاً. وفي حال تم تطبيق الاتفاق، سيكون بعد محاولات عدة لتسوية وضع المخيم الذي لم يبق فيه سوى بضعة آلاف، في وقت يتخوف الأهالي من تكرار تجارب الاتفاقات التي حصلت في احياء اخرى في دمشق ولم تسفر عن عودة النازحين. الى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه تأكد مقتل 17 مقاتلاً على الأقل من فصائل إسلامية نتيجة استهدافهم من قوات النظام والمسلحين الموالين في مزارع بلدة كفرشمس بريف درعا عبر تفجير ألغام كانت زرعت داخل مقرات هذه الفصائل، وتم تفجيرها بعد دخول المقاتلين، لافتاً الى ان طائرات حربية يعتقد بأنها روسية شنت «ما لا يقل عن 6 غارات على مناطق في بلدة الشيخ مسكين و3 غارات اخرى على مناطق في الطريق الواصل بين بلدتي صيدا وكحيل» في ريف درعا. وكان يسود اعتقاد بوجود تفاهم بعدم شن روسيا غارات في ريف درعا في مقابل عدم شن مقاتلي المعارضة عمليات هجومية في تلك المنطقة. من جهة اخرى افيد أمس باغتيال الصحافي والناشط السوري ناجي جرف بمسدس كاتم للصوت في غازي عنتاب جنوبتركيا. وكان جرف أنتج فيلما عن «داعش في حلب» سجل انتهاكات التنظيم في شمال سورية.