أعلن النظام السوري أمس بدء تنفيذ اتفاق توصل إليه برعاية روسية، لإجلاء مقاتلي فصيل «جيش الإسلام» من مدينة الضمير القريبة من دمشق، في وقت استهدفت قوات النظام بالصواريخ مناطق في جبال القلمون بريف دمشق الشرقي، للضغط على الفصائل المتمركزة هناك للقبول باتفاق الإجلاء. وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام أنه تم التوصل إلى «اتفاق بين الحكومة وفصيل جيش الإسلام في مدينة الضمير في القلمون الشرقي ينص على خروج حوإلى ألف إرهابي» إلى منطقة جرابلس (شال سورية) والتي يسيطر عليها فصائل موالية لتركية. وأشارت الوكالة أن «جيش الإسلام» بدأ في «تسليم السلاح الثقيل والمتوسط». وأفادت بإن الاتفاق يقضي بخروج ألف مقاتل إلى جرابلس. وأن 60 مسلحاً من بدأوا في تسوية أوضاعهم وتسليم سلاحهم. ويأتي الإعلان عن الاتفاق بعد أيام من سيطرة النظام بالكامل على الغوطة الشرقية، إثر إجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين منها إلى مناطق في شمال البلاد، وآخرهم مقاتلو «جيش الإسلام» من مدينة دوما. وتعد الضمير على غرار مدن وبلدات عدة في محيط دمشق منطقة «مصالحة»، وهي التسمية التي يطلقها النظام على مناطق توصل فيها إلى اتفاقات مع الفصائل خلال السنوات الماضية، تقضي ببقاء المقاتلين المعارضين مع توقف الأعمال القتالية، مقابل سماح قوات النظام بدخول المساعدات والبضائع إليها. كما تتميز بموقع استراتيجي كونها تقع في بداية الطريق الدولي الذي يربط دمشق بمدينتي تدمر ودير الزور والبادية السورية، وصولاً إلى الحدود العراقية. وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «قوات النظام وبعد سيطرتها على الغوطة تريد التخلص من المقاتلين المعارضين كافة في محيط العاصمة لضمان أمنها، وتسقط بذلك المصالحات لتحل مكانها اتفاقات إجلاء». وقال عضو المكتب الإعلامي ل «جيش الإسلام» في الضمير مروان القاضي إن «مئتي مقاتل يستعدون لمغادرة المدينة»، مشيراً إلى أن إجمالي أعداد مقاتلي الفصيل يقارب 500 شخص، كما أكد سعيد سيف الناطق باسم «قوات العبدو»، المتمركزة في القلمون أيضاً، على «إمكان خروج بعض المقاتلين من فصيله». ولفت إلى أن «البعض أراد البقاء في المدينة ومنحوا مهلة بين ثلاثة وستة أشهر للعسكريين والمتورطين في حمل السلاح، للالتحاق بالقطع العسكرية وتسوية أوضاعهم، كما ضمن الروس عدم دخول الميليشيات الشيعية إلى المدينة وعدم تنفيذ اعتقالات عشوائية». وكان لافتاً ظهور قائد لواء «مغاوير الصحراء» محمد أحمد شعبان، العامل في الضمير، أول من أمس، إلى جانب ضباط وعناصر من قوات النظام في ريف دمشق، معلناً إنه «سوى ومقاتليه أوضاعهم مع النظام». وأشار «المرصد»، أن المفاوضات تدور حول بلدات أخرى مجاورة في القلمون الشرقي بينها الناصرية وجيرود، وأخرى في جنوبدمشق هي يلدا وبيت سحم وببيلا. وأضاف أن قوات النظام استهدفت مناطق في جبال القلمون الشرقي في ريف دمشق الشرقي، بالتزامن مع تنفيذ الطائرات الحربية غارات عدة على أماكن في المنطقة، ومع مفاوضات تجري بين ممثلين عن القلمون الشرقي من جهة، والروس حول اتفاق جديد بخصوص القلمون الشرقي، يفضي بخروج كل المعارضين، نحو وجهة لم يجرِ تحديدها بعد، فيما يجري تسوية أوضاع كل من يبقى. مواجهة مع «داعش» في مخيم اليرموك أطلقت قوات النظام السوري أمس معركتها ضد تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك ومنطقة الحجر الأسود، جنوب العاصمة دمشق، بقصف مدفعي، وسط استمرار التعزيزات من النظام وحلفائه لاسيما الفصائل الفلسطينية لاقتحام المنطقة، وتوقعات بمعركة شوارع. وقال قائد في تحالف عسكري إقليمي موال لدمشق ل «رويترز» إن «الجيش السوري بدأ قصف جيب للمتشددين جنوبدمشق استعداداً لانتزاع السيطرة على المنطقة»، مشيراً إلى أن العملية ستستهدف «داعش» وجبهة «النصرة» في المخيم ومنطقة الحجر الأسود المجاورة له. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى أن قصفاً مكثفاً نفذته قوات النظام منتصف ليل الإثنين – الثلثاء، استهدف مناطق «داعش» في المخيم والحجر الأسود، مشيراً إلى «استهداف المنطقتين بأكثر من 40 قذيفة وصاروخ يرجح أنه من نوع أرض – أرض»، ولفت إلى أن «داعش» رد بإطلاق قذائف على «أماكن في دمشق القديمة ومنطقة الزاهرة القديمة القربية من المخيم، ما أسفر عن مقتل صبي وسقوط جرحى». وذكرت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش»، أن ثلاثة جنود من قوات النظام بينهم ضابط، قتلوا قنصاً في مخيم اليرموك وحي التضامن جنوبدمشق. وأكد «المرصد» السوري «استمرار الاستنفار على الجبهة الجنوبيةلدمشق، حيث عمد «داعش» إلى تحصين مواقعه، وإعادة ترتيب صفوفه، وإعادة تموضع عناصره، بالتزامن مع استمرار وصول تعزيزات النظام وحلفائها، لاستكمال التحضيرات لشن عملية عسكرية ضد التنظيم، يتوقع ان تشهد معركة شوارع عنيفة». وتحدث ناشطون عن تحرك دبابات وآليات ثقيلة ورشاشات وراجمات صواريخ، إلى جانب حشود مقاتلين، تمركزت على أطراف أحياء مخيم اليرموك والقدم والتضامن وبلدتي سبينة وحجيرة. وذكرت صحيفة :الوطن»، المقربة من النظام، أن «ملف مسلحي جنوبيدمشق بات قيد الإنجاز، مع استكمال قوات النظام تعزيزاته لبدء معركة إنهاء وجود «داعش» في مخيم اليرموك والجزء الجنوبي من حي التضامن والحجر الأسود، وانتظاره تعليمات بدء المعركة». وأوضح القائد العسكري ل «رويترز» أن النظام «بصدد استعادة جيب آخر تسيطر عليه المعارضة جنوبدمشق حول مدينة بيت سحم»، مشيرًا إلى أن ذلك «سيتم باتفاق يغادر بموجبه المقاتلون إلى إدلب». وأكد «تجميع لوائح المسلحين الذين سيخرجون بالباصات نحو إدلب». وأكد «المرصد»، تصريحات القائد العسكري، مشيراً إلى ان الاتفاق الذي يشمل بلدات «يلدا وبيت سحم وببيلا»، في الريف الجنوبيلدمشق، ينص على انسحاب كل من يرفض الاتفاق من الفصائل نحو وجهتين، حيث يتجه مقاتلو فصيل أبابيل حوران، نحو درعا في جنوب سورية، فيما تتجه بقية الفصائل وهي حركة أحرار الشام الإسلامية ولواء شام الرسول وجيش الإسلام نحو الشمال.