هل يأتي التسونامي بأثر من فوران براكين مقرّها قيعان المحيط؟ هل يمكن استباق حدوث التسونامي بتوقّعه عبر مراقبة دؤوبة لبراكين المحيطات؟ تأتي هذه الأسئلة وما يشبهها في سياق التأمل بما أعلنته مجموعة علمية بريطانية عن اكتشافها براكين ضخمة في قاع المحيط قرب جزر «ساوث ساندويتش» في القطب الجنوبي. إذ أعلنت مؤسسة متخصصة في مراقبة أحوال القطب الجنوبي، هي «بريتش آنتاركتيك سيرفاي» British Antarctic Survey، أنها استخدمت سفناً تحمل أجهزة متخصصة في مسح قيعان البحار، كي تسبر غور التراكيب الكامنة في تلك المنطقة النائية من القطب الجنوبي. وبهذه الطريقة، عثرت مجموعة قادها البروفسور فيل لييت، على 12 بركاناً ضخماً، بعضها يزيد ارتفاعه على 3 كيلومترات. كما وجدت حفراً يفوق قطرها ال5 كيلومترات، ناجمة عن انهيار براكين ضخمة، إضافة الى سبعة براكين ناشطة. وأعلن لييت أن هذا الاكتشاف ربما مهّد للعثور على إجابات عن أسئلة مُعلّقة مثل المصير الذي تؤول إليه براكين المحيطات بعد انهيارها، وقدرة هذا النوع من البراكين على التسبّب بحوادث طبيعية ضخمة مثل التسونامي. ولفت لييت أيضاً إلى أن المنطقة التي تحيط بالبراكين البحرية، تصبح دافئة المياه بأثر من الحرارة اللافحة للبراكين. وتُشكّل مناطق المياه الدافئة في قيعان البحار ملاذات آمنة للكثير من أنواع الكائنات البحرية، ما يعني أن صورة الحياة على الأرض وكائناتها لا تكتمل من دون التدقيق في الأنواع التي تعيش قرب براكين المحيطات. وأشار لييت أيضاً إلى أن براكين المحيطات والبيئة المحيطة بها، قد تعطي معلومات إضافية عن تركيبة الكرة الأرضية وطريقة تكوّنها وظهور الأشكال الحيّة عليها. للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى الموقع الإلكتروني لمؤسسة «بريتش آنتاركتيك سيرفاي»، وهو «أنتارتيكا.إيه سي. يو كيه» antarctica.ac.uk.