هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زلزال تسونامي..كيف تعاملنا مع الحدث؟
أكثر من 10 أحداث زلزالية شهدتها الجزيرة العربية
نشر في الرياض يوم 11 - 01 - 2005


الضيوف
- أ.د. عبدالله محمدالعمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود
- أ.د. عبدالله بن ناصر الوليعي أستاذ الجغرافيا الطبيعية بجامعة الإمام
- د. فهد محمد الكليبي رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود
- د. خالد سليمان الدامغ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
(التسونامي) أو المد المائي في البحار، حدث صار الأيام الماضية في شرق آسيا فهو وما يشابهه من الأخطار الطبيعة يكثر فيها الهرج والمرج فمنهم من يعرف هذا الحدث بالمد المائي ومنهم من يعرفه بتعريفات بعيدة كل البعد عن التعريف العلمي الصحيح.
وفي هذه الندوة أكد الضيوف أن كلمة تسونامي Tsu-nami باللغة اليابانية تعني حرفياً موجة الميناء، ربما لأنها تتسارع بصمت عبر المحيط دون أن يشعر بها أحد لتظهر فجأة أمواج عالية مدمرة في المياه الساحلية الضحلة وهي تتميز بالمد الطويل جداً.
والمنطقة العربية يمكن أن يحدث لها مثل هذه الظاهرة وكذلك الجزيرة العربية ولكن متى فالله أعلم بذلك. ما يهمنا في هذا الأمر هو أن هذا الحدث جاء ومر مروراً لم يغير أو يضف أي معلومة فاليابان مثلاً حصل لها 051 موجة تسونامية عبر مرور مئة سنة وبذلك استطاعت أن تخفف أضرارها وأن تحدث انذاراً مبكراً خفف عليها الأضرار إلى 51٪ فقط ونحن في هذه الندوة نناقش التعريف لهذا الحدث وهل هناك تنسيق بين الجهات المعنية.
أحداث زلزالية شهدتها الجزيرة العربية
عام 628م حدث زلزال في منطقة الحجاز.
عام 640م حدث زلزال في المدينة المنورة أدى إلى اهتزاز أسوارها.
عام 645م حدث زلزال في الحجاز واليمن.
عام 874م حدث زلزال في الجزيرة العربية.
عام 1068م حدث زلزال كبير تراوحت شدته بين 6-9 درجات وشعر به السكان في الحجاز خاصة: خيبر، تيماء، وادي الصفراء، شرم ينبع، وامتد إلى الشمال في الأردن وفلسطين حيث شعر به سكان الرملة، القدس، بنياس، وايلات.
عام 1122م حدثت زلازل في المدينة المنورة.
عام 1256م انطلقت أصوات بالقرب من المدينة المنورة، تلاها اهتزاز زلزالي، أحدث انفجاراً لبركان المدينة «حرة واقم، حرة الوبرة، وحرة رهط».
كيف تتحرك الأرض
للأرض ثلاث حركات:
1- تدور بسرعة حول محورها.
2- تدور حول الشمس.
3- تتحرك عبر درب اللبانة مع بقية النظام الشمسي.
تدور الأرض بسرعة حول محورها وهذا المحور خط وهمي يصل القطبين الشمالي والجنوبي، هذه الحركة الدورانية السريعة تجعل الشمس وكأنها تتحرك من الشرق إلى الغرب مسببة حدوث النهار والليل على الأرض وجانب النهار على الأرض هو الجانب المواجه للشمس وأما الليل فهو الجانب البعيد عنها.
أهم الآثار التخريبية للزلازل:
1- حدوث ازاحات أرضية عمودية أو أفقية أو كليهما معاً.
2- حدوث انهيارات أرضية، وانزلاقات، وتشقق.
3- تداعي المنشآت العمرانية.
4- آثار غير مباشرة تتمثل في انقطاع المياه واندلاع الحرائق.
5- طغيان مياه البحر بفعل أمواج البحر الزلزالية الضخمة المعروفة باسم تسونامي (Tsunami).
كيف تتحرك الأرض
٭ وعندما تدور الأرض حول محورها باتجاه الشرق فإن بعض أجزاء من الأرض تتحرك من جانب الليل إلى جانب النهار، والناس الذين يعيشون في تلك المناطق يرون الشمس تشرق من الشرق، كما تتحرك الأجزاء الأخرى للأرض من جانب النهار إلى جانب الليل، فالناس الذين يعيشون هناك يرون الشمس تغيب في الغرب.
٭ تستغرق الأرض زمناً قدره 23 ساعة و56 دقيقة و4,09 ثوان لتدور مرة واحدة حول نفسها، وهذا الطول الزمني يطلق عليه اليوم النجمي.
٭ تسير الأرض مسافة قدرها 958 مليون كم حول الشمس في زمن قدره 365 يوما و6 ساعات و9 دقائق و9,54 ثوان، هذا الطول الزمني يطلق عليه السنة النجمية، خلال هذه الفترة تسير الأرض بمعدل سرعة قدرها 107,200 كم/س، وعندما تتحرك الأرض حول الشمس، فإن السماء في أثناء الليل تتغير ببطء، فيمكن رؤية مجموعات النجوم في ظلام سماء الليل وتختفي المجموعات الأخرى في شمس سماء النهار، ويمكن فقط رؤية النجوم الساطعة وبعض الكواكب عند الفجر.
- «الرياض»: دعونا نبدأ بتوطئة لموضوع هذه الندوة (بالمد المائي) تسونامي ثم هل تفاعل معه المجتمع السعودي وما تاريخ هذه الظاهرة والتوزيع الجغرافي لها؟
- د. عبدالله الوليعي: أولاً أريد ان ألفت النظر إلى نقطة مهمة وهي ان هذه الكوارث الطبيعية عندما نتحدث عنها ينبغي ان ننظر إليها من نظر السنن الكونية التي يرسلها الله سبحانه وتعالى يريد بها ان ينبه عباده أو يعاقبهم. وهذه أمور حدثت عبر الزمن يرسلها الله عز وجل فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء.
وقد قال الله جل وعلا في سورة العنكبوت آية (40) {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}. وهناك آيات كثيرة في هذا الموضوع ومنها قول الله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها..} سورة الزلزلة الآية (1). وكذلك قال الله تعالى في سورة الأعراف الآية (133): {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين}.. فالله سبحانه وتعالى يرسل هذه الآيات أحياناً لحكم يعلمها وقد لا نعلمها. فهو يريد من الناس ان ينتبهوا إلى ضآلة حجمهم فيما يتعلق مثلاً بالقوى التي أودعها الله هذه السنن الكونية وقوى الطبيعة التي خلقها وأودع فيها هذه الأشياء من الزلازل وثوران البراكين والعواصف وغيرها. فلذلك أود ان أتحدث عن هذه النقطة ولا نغفل عنها بأي حال من الأحوال. والنقطة الثانية فيما يتعلق بالتعريف، فالحقيقة ان معظم محطات التلفزيون والصحف تبنت مصطلحاً وهو المد المائي أو المد البحري، ويستخدمون المد البحري أكثر من غيره. وهذا على الأقل من وجهة نظري خطأ من ناحيتين، أولاً ان هؤلاء خلطوا بين مصطلحين فيما يتعلق على الأقل بالجغرافيا الطبيعية بالنسبة لنا والتي نعرفها. فالمد البحري والجزر هذه ظاهرة متعلقة بالقمر وليس لها علاقة بالزلازل ولا علاقة بالبراكين وليس لها علاقة بأي سبب من الأسباب التي تحدث مثل هذه الموجات المحيطية أو الأمواج المحيطية العاتية.
فهي ظاهرة طبيعية مستقلة استقلالاً تاماً، بل هي مفيدة والناس تعايشوا مع ظاهرة المد والجزر بحيث انهم مثلاً يعرفون متى يحدث المد ومتى يحدث الجزر ويستفيدون من ذلك في معاشهم وقواربهم متى تدخل الموانئ ومتى تخرج منها بحيث تحدث هذه الظاهرة نتيجة لجريان القمر ومعرفة الناس بمنازله فأصبح مفيداً جداً لهم، فأتوا الناس والإعلام بالذات بهذا المصطلح وخلطوا لدى الناس هذا المصطلح وأوجدوا خوفاً من قضية المد، وهذا غير صحيح، ثم إنهم كذلك نسبوه للبحر. والحقيقة ان البحار المعروفة خاصة البحار التي لا تتصل بالمحيطات بمساحات مفتوحة لا تحدث فيها الظاهرة بشكل خطر، وبلا شك تحدث موجات نستطيع ان نقول أنها ترتبط بهذه الموجة التسونامي وغيرها لكنها ليست مدمرة وليس هناك مد كبير بحيث تصبح سريعة وترتفع هذا الارتفاع الكبير 15 متراً أو 30 متراً. وإذا كان طول موجة تسونامي يصل إلى 150 كيلو متراً إحيانا بينما الأمواج البحرية العادية لا تتعدى 150 متراً فمعظم البحار ضيقة، ولذلك ليس هناك مدى بحيث ترتفع هذه الارتفاعات الشاهقة، وهذه نقطة سنعرج إليها عندما نأتي إلى الحديث عن البحر الأحمر والخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط.
- د. فهد الكليبي: في الواقع ما يرسله الله سبحانه وتعالى من كوارث وزلازل والعواصف الرعدية الحارة والعواصف المدارية هي عظة وعبرة للبشر. وقد يرسلها الله سبحانه وتعالى إما عقاباً أو امتحاناً أو لسبب لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى.
وأود ان أشير هنا إلى ان معرفة ديناميكية حدوث الظواهر أياً كانت لا يتنافى مع كونها من جند الله سبحانه وتعالى يخوف أو يمتحن به عباده أو يعاقب بها عباده. وفي الكثير من المجلات عندما نجد تفسيراً علمياً للظاهرة قد يكون هذا مدعاة إلى ان يغفل الجانب الروحاني وقدرة الله سبحانه وتعالى، وأؤكد على ان أي تفسير علمي مهما كان لأي ظاهرة سوف ينتهي بسؤال لا إجابة له. والإجابة هي قدرة الله والدكتور الوليعي قد غطى جزءاً من السؤال. وقبل الحديث عن التوزيع أود ان أشير إلى ان موجات المد هذه يمكن ان تحدث في البحار التي ليست محيطية، لكن طبعاً كما تفضل الدكتور الوليعي بأنها أقل تكراراً، إنما سجل في التاريخ قبل الميلاد 1650 كان بركان سانت توريني قرب اليونان سبب موجات عاتية ارتفعت ودمر شمال جزيرة كريت وقضت على جزء من الحضارة اليونانية المعروفة حين ذاك.
التوزيع الجغرافي ابتداء من هضبة البحر المتوسط وهو طبعاً ليس بحراً محيطاً وان كان طبعاً يعتبر بحراً ضخماً. وهذا قد يكون فيه خلاف علمي حول ما هي الظاهرة وتفسيرها، ولكنها كلها تصب في أنها موجة محيطية ضخمة تسببت بسبب نشاط، إما نشاط براكيني أو زلزالي أو بسبب انهيارات أرضية أحياناً ضخمة جداً، ان التوزيع الجغرافي للظاهرة حسب ما ورد في كتاب أحد أهم المختصين في المخاطر الطبيعية وهو المؤلف براين الذي أشار إلى أنها تقريباً 73٪ من أحداث تسونامي عبر فترة زمنية طويلة تمتد حوالي 500 سنة سجلت في المحيط الهادي والمحيط الهندي، والمحيط بجانبيه الشرقي والغربي، وال 27٪ المتبقية تقريباً سجلت في بقية أنحاء العالم، 14٪ منها سجلت في البحر الكاريبي و10٪ منها سجلت في البحر الأبيض المتوسط وال 6٪ توزعت على بقية العالم. وبذلك فإن هذا يشير إلى ان منطقة البحر الأبيض أيضاً عرضة للتسونامي، وان كانت أقل تكراراً وعنفاً من الأحداث التي تحدث في المحيط الهادي والمحيط الهندي، وهذا يرجع إلى النشاط البركاني وتفاوته وهذا سيثري الحديث فيه الدكتور عبدالله العمرو فيما يتعلق بالزلازل ونشاطها.
وهذا أيضاً يبين ان المنطقة العربية وبالذات المناطق التي تقع على الساحل البحر الأبيض المتوسط أو شرق البحر الأبيض المتوسط كمنطقة الشام وما حولها، هذه يمكن ان يحدث لها ظاهرة تسونامي، لكن متى وكيف هذا الله أعلم. أيضاً الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية وجهة الصومال لارتباطها المباشر بالمحيط الهندي عبر بحر العرب يمكن ان تتأثر بموجات تسونامي التي تحدث في الهند.
هذا التوزيع الجغرافي يبين لنا أين تتركز الظاهرة وأين توجد في المنطقة العربية. أيضاً عام 1755م حصلت موجة تسونامي في البحر الأبيض المتوسط وضربت جزءاً من البرتغال وأسبانيا وأثرت على السواحل الشمالية لأفريقيا، وهي دول عربية، لكنها أقل نصيباً أو أقل احتمالاً للحدوث من منطقة المحيط الهادي والمحيط الهندي، هذا ما يمكن ان نقوله في هذا المحور.
- د. عبدالله العمري: أولاً أود ان اشير إلى الزلازل عموماً قبل ان أتطرق إلى موضوع التسونامي. ان الزلازل هي عبارة عن ظاهرة طبيعية أرادها الله تعالى لهذا الكون وتعتبر من أشد الكوارث فتكاً بالإنسان لحدوثها المفاجئ ولما ينجم عنها من خسائر على الصعيدين المادي والبشري.
ففي خلال أقل من دقيقة يكون كل شيء قد انتهى، فالزلزال الذي حدث بونفيران ل 50 ثانية قتل 50 ألف نسمة، ولهذا تعتبر كارثة الزلزال لفجائيتها عنيفة ومدمرة مقارنة مع الظواهر الطبيعية الأخرى، والاخوة الجغرافيون أعرف مني في هذا الموضوع.
معظم الظواهر في العالم تحدث لأسباب تكتونية بالإضافة إلى تحدث لأسباب أخرى ناتجة عن نشاط بركاني أو ناتجة عن انهيار سدود أو كهوف أو تفجيرات نووية أو كيميائية في موقع. وظاهرة التسونامي تعتبر كذلك سبباً مسبباً بعد إرادة الله في حدوث مثل تلك الزلازل.
ندخل في موضوع التسونامي، وهي كلمة يابانية يطلق عليه في اللغة العربية موجات الميناء او بالأصح الموجات الزلزالية العنيفة المدمرة، هذا تقريباً التعريف للكلمة.
والدارج والمتعارف عليه هو الموجات المدية وهي تحصل مرتين في اليوم على الرغم من ان قدرة الموجات المدية انها توصل الى قاع المحيط، ولكنها لاتستطيع من خلال هذه الموجة ان تسبب حركة عنيفة بتلك القوة والطاقة الهائلة. والموجات الاخرى المعروفة التي على سطح البحر هي الموجات التي تأتي بتأثير الرياح، اما موجات السونامي الثالثة فهي موجات تصدر ناجمة عن الحركة الفجائية الرأسية من باطن الأرض، فجأة تحدث نتيجة تحرك صفيحتين بالنسبة للأخرى في الغالب. ولذلك معظم السنامي الحاصلة هي نتيجة اصطدام صفيحة اكثر كثافة مع صفيحة اقل كثافة، هل اكثر كثافة تغطس الى أسفل ام ان اقل كثافة تصعد الى اعلى، وبالتالي تحدث الحركة. اما اذا حصل السونامي في منطقة اخرِى مثل المحيط الاطلسي وسطحه فالمنطقة فيها منطقة صفائح ذات شد فيكون تأثيرها اقل عنفاً. لكن مناطق التصادم يحدث غالباً العنف والدمار. اذاً في المحيط الاطلسي يوجد سونامي كما هو موجود في المحيط الهندي ولو حدث سونامي بقدر 7 في المحيط الهندي لن تكون بقدر 7 في المحيط الهادي للاسباب الوارد ذكرها قبل قليل نتيجة اصطدام الصفيحتين مع بعضهما. والذي حدث في سومطرة هو اننا نشاهد صفيحتين متعارف عليهما هي الصفيحة الهندية من الغرب التي غطست تحت الصفيحة البورمية من الشرق ومن الجنوب كانت الصفيحة الاسترالية، هذه المنطقة كلها وقع فيها السونامي الذي حدث عام 1883م التي غمرت فيها جزيرة كاركاتو الاندونيسية 250 متراً تحت مستوى البحر ومازالت الى الآن وهي ليست ناتجة عن حركة وانما ناتجة عن ثوران بركاني. فالسونامي يأتي نتيجة عن حركة تصدعية او ينجم عن نشاط بركاني، هذا فيما يخص التأثير او عنف هذه الموجات. منطقة المحيط الهندي ومنطقة البحر العربي هي عبارة عن صدوع مضربية من نوع المضرب الذي يأخذ الاتجاه يميناً او يساراً، ولكن الصدوع المضربية ليست بتلك التأثير مثل الصدوع العكسية التي تحدث في الخليج العربي. والصدوع على امتداد البحر الاحمر من مضيق باب المندب وحتى خليج العقبة هناك سبعة صدوع مستعرضة ومتعارف عليها من خلال الدراسات الجيوفجائية بالاضافة الى ان هناك بعض الصدوع الطبيعية الرأسية، لكنها قليلة وليست مثل الصدوع المضربية التي تأخذ الاتجاه شمال غرب وجنوب غرب، والصدوع الموجودة في البحر الاحمر ليس لديها الطاقة او القدرة الكافية على ان تولد مثل هذا النوع من الموجات، حيث ان البحر الاحمر لايقل عرضه عن 350 كيلومتراً وخليج العقبة لايقل عن 15 كيلو متراً، وطول موجة السونامي لو أخذنا معدلاً 100 كيلو متر لكن طبعاً اقل لأن طول الموجة تقريباً والى حد ما يعادل 600 ضعف ارتفاع الموجة، فيكون ارتفاع الموجة اقل مايمكن ولذلك من الصعوبة ان السفن تشاهد هذه الموجة التي في عرض البحر، ثم تبدأ هذه الموجة في اتجاه الشواطئ في الارتفاع، واذا نشأت الموجة وارتفعت نستطيع ان نتابعها في وصولها، وتأتي المرحلة الاخيرة وهي مرحلة الغمر، هذه المرحلة تقول ان جميع الطاقة التي كانت تحملها الموجة بدأت تتجمع طبقاً لقانون الانكسار ثم تبدأ الموجة تلف حول المنطقة التي يحصل فيها الدمار وبسرعة وبارتفاع الموجة يصل الى 10 او 20 او 30 متراً على حسب طبيعة المنطقة. هذا بالنسبة للفرع الاول المتعلق بمسببات موجة السونامي، وبالنسبة للموضوع التاريخي وطبقاً لو تعرضنا الى تاريخ السونامي فاليابان تعرضت الى 150 موجة سونامية في المائة سنة الماضية منها استطاعت اليابان بحكم التقنية المتقدمة ان 15٪ فقط من ال 150 موجة هي التي سببت اضراراً. وتعرضت اندونيسيا خلال القرن الماضي 38 موجة سونامية منها 50٪ سببت الدمار نظراً لعدم وجود مايسمى بالتحكم بالانذار المبكر، والمنطقة العربية تعرضت عبر التاريخ من 505م الى هذا الوقت الى مايقرب من 16 زالزالاً عنيفاً ومدمراً ومنها منطقة البحر الابيض المتوسط ومن ال 16 زالزالاً 6 منها سونامية وهي موجات بحرية عاتية وكلها في البحر الابيض المتوسط ودمرت حلب وبيروت ومنها 1202م و 1759م، وهذه كلها من ضمن الموجات العنيفة التي كانت قد دمرت المنطقة. وتقريباً بين 1956 - 1957م حدثت زلازل جنوب بيروت ب 50 كيلومتراً في منطقة البحر الميت النشط. والتي تمتد من منطقة خليج العقبة جنوباً من منطقة رأس الشيخ ميت متجهاً الى خليج العقبة الى وادي العربة والى البحر الميت ثم يتجه نحو لبنان ثم ينحرف هذا الصدع الى شرق الاناضول والى العراق وينتهي في جبال إيران بطول 1000 كيلومتر. والخليج العربي سيكون اكثر عرضة من البحر الاحمر وخليج العقبة بالاضافة الى ذلك ان الفوارق الموجودة فيه ناتجة عن اصطدام الصفيحة العربية مع الصفيحة اليوراسية، فالصفيحة العربية تنغمر تحت الصفيحة اليوارسية، وبالتالي تلك تعتبر منطقة تصادم اكثر منها منطقة ابتعاد.
- د. خالد الدامغ: بسم الله الرحمن الرحيم.. اولاً اود ان اعقب على الموضوع الذي ذكره عبدالله بخصوص الزلزال الذي دمر حلب، ان الزلزال الذي دمر مدينة حلب ليس له علاقة بسونامي لان حلب بعيدة عن البحر وعادة تأثير السونامي يمتد الى من 3 - 5 كيلومترات على الشواطئ. فكلما ابتعد او ارتفع الانسان عن سطح البحر فهو إن شاء الله آمن، ولذا فإن الكثير من الدول المعرضة للسونامي او التي تعرضت للسونامي في السابق تأخذ هذا بعين الاعتبار وهو قرب المناطق السياحية من السواحل، هذا ما احببت ان اذكره.
النقطة الاخرى هي انه من خلال تعريف السونامي يجب عدم ربطه فقط بتحرك الأرض من الداخل لانه يجب النظر اليه كظاهرة فيزيائية وهناك وجهات نظر اخرى تدرس، لكن من الناحية ينظر اليه على انه تحرك كمية هائلة من الماء بشكل مفاجئ اما للأعلى او للاسفل، ولذلك يمكن ان ينتج السونامي من ضربة قوية على سطح الماء. هذا من الناحية الفيزيائية والسواحل والجزر تتأثر بهذه الظاهرة الفيزيائية، لذا فإنه في احيان كثيرة قد لايؤثر السونامي بدرجة كبيرة وعميقة على السواحل المباشرة. وفي كثير من المراجع يذكر ان هناك فرقاً بين المد البحري ويجب نقلها الى الاخوة المهتمين بشكل افضل لانه فعلاً قد تؤثر في خوف الناس من بعض ظواهر المد او ظواهر الجزر. كما يجب الا نربط السونامي بقضية الزلزال الكبيرة فقط. وظاهرة السونامي كما ذكر الدكتور الكليبي قد تنتج بسبب الانزلاقات الجانبية لمحيطات الماء، وهذه حدثت في بعض الاماكن اعتقد في ايطاليا وتسمى سونامي لكنها لم تكن بالحجم الذي حدث بسبب الزلزال الكبير. فبعض المصادر تذكر انه يمكن ان تحدث الزلازل او الهزات البسيطة انزلاقات على جوانب الماء وتؤدي الى موجات. ولكن في اغلب الاحيان هذه الموجات قليلة التأثير والمدى. والنقطة التي اود ان اوضحها ايضاً هي ان موجات السونامي تتأثر بتضاريس المحيط وقد لاتتأثر بعض الدول بالموجات وخطورة السونامي لاتكمن في كونه يحمل موجة كبيرة من الماء او يضرب بموجة كبيرة على الساحل فقط كما ان الخطورة الكبيرة تكمن في ان الموجات تكون عالية جداً اضافة الى انه يحمل معه الرمال والاشجار والاشياء التى على الساحل ويضرب بها المباني وكل ما على الساحل وطبيعة الساحل وشكله الهندسي يؤثران على مدى تأثير الموجات السونامية. وكما اسلف الدكتور عبدالله والاخوة ايضاً عمق الماء في منطقة حدوث الزلزال والمناطق التي تصل اليها الموجات السونامية ايضاً يؤثر على سرعة وارتفاع الموجات.
- د. عبدالله الوليعي: اريد ان اذكر او اوضح حول ما ذكره الدكتور عبدالله العمري خاصة فيما بالموجات التي يصل طولها احياناً الى ما بين 100، 150، 200 كيلومتر كموجة محيطية والموجة الاخيرة قيل انها مثلاً وصلت الى حوالي 150 كيلومتراً في المتوسط وقد تزيد او تنقص وهذه عمقها لايتعدى متراً في المتوسط كذلك، وارتفاعها لايتعدى اكثر من متر او متر ونصف المتر. ولذلك لايستطيع احد ان يتنبه اليها وحتى السفن الضخمة لاتستطيع ان تكتشف وجود هذه الموجة. وهي تبدأ عند وصولها الى الشواطئ لانها تبدأ بالاحتكاك باليابس. والمناطق التي بها امواج هي من المعالم السياحية التي يقصدها الناس. وهناك امواج تحدث نتيجة للرياح وهذه ليس لها علاقة بسونامي. ولدينا ارتفاع المياه الذي يحدث بسبب عوامل كثيرة وهذه اختلطت على الناس نتيجة لتدخل الاعلام وعدم وجود محررين علميين في وسائل الاعلام. والمواجات البسيطة بسبب الرياح تكون مقصداً للسياح نتيجة لوجود هواة يحبون ركوب الموجات وانكساراتها. والماء المدفوع بفعل الرياح يتكسر ثم يعود مرة ثانية الى المحيط ولايتعدى منطقة الشاطئ وهي المنطقة التي يزورها الناس ويتنزهون ويتشمسون فيها. وفي اثناء الموجة العاتية التي تسببها الرياح قد تصل إلى أكثر من ذلك ويكون لها فعل لكنه لا يكون مدمراً لأن الناس يعرفونه أصلاً ويتجنبون هذا الموقع سواء بالسكن أو بالزراعة. وموجة السونامي عندما تصل إلى الشاطئ تبدأ في التدافع لبعضها حتى ترتفع إلى ارتفاعات شاهقة قد تصل في بعض الأحيان إلى ارتفاعات شاهقة.
- د. خالد الدامغ: الموجة عندما تصل إلى الساحل تحتك باليابس وأثناء احتكاكها باليابس تصل إلى سرعة الطائرة جامبو 700 كيلومتر وأكثر في الساعة ثم تدفع بعضها بعضاً إلى 15، 20، 30 مثلما حدث في بعض المناطق، وال 30 متراً عالية جداً إذا أخذنا في الاعتبار سكنى الناس البسطاء على مثل هذه الشواطئ.
- د. فهد الكليبي: خطورة موجة سونامي ناتجة عن سرعتها الهائلة وكلما زاد العمق زاد السرعة، وهناك معادلة رياضية تقول ان سرعة الموجة تعادل الجزر التربيعي للعمق مضروباً في الجاذبية الأرضية. والمشكلة هنا هي أن هذه الموجة السريعة والطويلة التي تمتد إلى 100 كيلومتر أو أكثر عندما تصل إلى السواحل يتحول عمقها الأفقي إلى عمق رأسي فترتطم بالساحل. والمناطق ليس فيها مناطق عميقة وليس هناك امتداد للبحر قد تكون أقل خطراً.
- د. عبدالله العمري: ظاهرة الدمار مرتبطة بالقدر الزلزالي بلا شك والزلزال الذي حصل على 10 كيلومترات غير الذي حصل على 50 أو 60 كيلومتراً. فالزلزال الذي حدث في سومطرة عمقه تقريباً 10 كيلومترات وخرجت منها الطاقة بكاملها واتجهت نحو الشاطئ وإذا وصلت إلى الشاطئ تقاربت قمتا الموجة مما يقصر طول الموجة وزاد الارتفاع، وتبدأ الطاقة تنكسر باتجاه المنطقة المتضررة وتتجمع الطاقة في منطقة واحدة. وتقل الموجة حتى مسافة السيارة وأكبر زلزال سجله التاريخ كانت قوته 8,9 على مقياس ريختر. وتغير التركيب القشري في منطقة الكارثة.
٭ «الرياض»: الآن ازاء هذا الحدث ماذا فعلنا كعلماء ومختصين وكمؤسسات معنية بهذا الموضوع؟
- د. عبدالله الوليعي: ان الإنسان لن يترك الشاطئ والسواحل مهما بها من المصائب التي تصله، وذلك لأن هذا هو مكان معيشته فهو يصطاد فيها. وقد رأينا في الأخبار ان الصيادين عادوا ثاني يوم إلى عملهم. وبدأ الناس بناء بيوتهم والإنسان بطبعه يسكن حول الماء، وهم في غالبيتهم على الشواطئ فقراء بسطاء يعيشون على صيد الأسماك وما تتيحه البحار من رزق،ولهذا عندما تأتيهم موجة ارتفاعها 15 متراً مثلاً يتضررون، ولو كانوا يعيشون في عمارة بها 15 دوراً لما تأثروا، فيما يتعلق بالإعلام والمتخصصين فاقول انهم موجودون ولكن أريد ان تسمي لي جريدة واحدة محلية لديها محرر علمي، ليس هناك صحيفة واحدة لديها محرر علمي متفرغ لهذه الأشياء بحيث يكون لديه أسماء مختصون ولديهم وزن لمثل هذه الأشياء التي تحدث يقرأها ويحللها ويقدمها للجريدة كل الصحف العالمية لديها مختصون في مثل هذا المجال هم الذين يحللون هذه الأمور ويتصلون بالمختصين ويعرض عليهم ما يأتيه ويتحدث عن بعض الأحداث.
- د. فهد الكليبي: يجب أن يكون هناك تضافر بين المؤسسات العلمية أياً كانت وان يكون هناك تنسيق بين تلك المؤسسات العلمية وصناع القرار فيما يرتبط بمراقبة الكوارث الطبيعية بشكل عام وليس سونامي. نحن سنوياً نتعرض إلى كوارث طبيعية ومناخية مثل سيول تقتل وتجرف وقد تأتي بعض الزلازل التي لا نشعر بها، لكن يمكن أن تكون خطرة لو انها استمرت أو كان مقياسها كبيراً. وبهذه المناسبة أود أن احث الجميع من مؤسسات علمية وصناع القرار على تبني انشاء مركز وطني لمراقبة الكوارث الطبيعية. والكوارث الطبيعية لا يمكن ايقافها، انما يمكن مراقبتها والحد منها كذلك العواصف الرعدية الحادة لا يمكن ايقافها، لكن يمكن الحد منها ومن ضررها وأيضاً السيول. فهناك ينقصنا مركز وطني لمراقبة الكوارث الطبيعية يحوي مختصين في جميع المجالات العلمية كالزلازل والسيول والطقس والمناخ ويدعم من صناع القرار والجهات المعنية ليكون مركزاً متكاملاً يراقب الكوارث الطبيعية ويحد من اثرها الذي يمكن ان يحدث في المستقبل.
- د. عبدالله العمري: فيما يخص هذا الموضوع الذي هو دور الإعلام حيث لا يوجد تنسيق ما بين المؤسسات العلمية والإعلاميين.
- د. خالد الدامغ: لعل كارثة سونامي وضخامة الخسائر التي نجمت ايقظت فينا أشياء كثيرة وعادة هذه الأحداث مثل المنبه الذي يوقظ الإنسان ويبدأ يراجع ما عمله وما سيعمله، وأنا انظر إلى النواحي الإيجابية في هذا الحدث هي تفاعل المهتمين وتفاعل وسائل الإعلام حول تطوير أو محاولة الوصول إلى وضع أحسن. بلا شك أن الدوائر الحكومية ومراكز البحث العلمي والجامعات كانت تقوم بجهود كبيرة قبل الحدث، ولكن التغطية الإعلامية لا تتم بشكل يومي ولا حتى بشكل منتظم عادة تتأثر بالأحداث والتفاعل مع الأحداث الكبيرة يولد مثل هذه الأشياء. وقد دعمت المدينة الكثير من الأبحاث للباحثين وعمل أبحاث مع جامعات خارجية وداخلية. وبلا شك أن الحدث رصد في محطات رصد الزلازل في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كلها والوقت الذي تأخذه الموجات الزلزالية حتى تصل إلى محطات المدينة ما يقارب حوالي ست دقائق بعد حدوث الزلزال، والمدينة ليست مسؤولة عن تبلغ المقام السامي والدفاع المدني حسب قرار مجلس الوزراء قبل شهر رمضان، وفي السابق كانت المدينة إذا كان الزلزال محسوساً تقوم بتبليغ المقام السام والدفاع المدني والتعاون مع الدفاع المدني إذا كانت هناك حاجة إلى التعاون بينهما.
والمدينة بعد الحدث تفاعلت مع الإعلام بنشر بعض المقالات حول هذا الموضوع لايضاح بعض الأفكار حول الموجات السونامية، أيضاً قامت المدينة بندوة خاصة حول هذا الموضوع كانت يوم الأربعاء تحدث فيها أربعة من المختصين ودعيت إليها الوسائل الإعلامية وأيضاً الجمهور من المهتمين في هذا الموضوع وسجلت من قبل التلفزيون السعودي وتلفزيون قناة المجد. ولكن أود أن اذكر أن التعامل مع الحدث ومع المختصين من ناحية وسائل الإعلام أحياناً يثبط المختصين عن الكتابة لأن بعض الإعلاميين هداهم الله يهتمون بالإثارة وليس بنقل الموضوع كناحية علمية.
- د. عبدالله الوليعي: حسب رأيي ان إنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وما حدث من جعلها الراعية الرسمية تقريباً للبحوث والدعم العلمي وهي التي يتقدم إليها الباحثون من الجامعات للموافقة على تمويل أبحاثهم. وهذه نقطة في البداية كانت جميلة وشجعت الباحثين وأصبح هناك على الأقل مكان يلجأون إليه، لكن فيما بعد توسعت المدينة فبدأت تستغني عن الجامعات بما أحدثته من وظائف لمعيدين باحثين وأساتذة ومساعدي باحثين وأساتذة مشاركين كباحثين. هذه الأشياء جعلت هناك فصاماً في البحث العلمي بين المدينة والجامعات وأصبح هناك نوع من التراخي، فالجامعات تنتظر من المدينة لكي تقوم بدورها، والمدينة تقول ان هذا من أعمال الجامعات ونحن عندنا التمويل ومن أراد أن يأتي إلينا سنمول بحثه ونمول مشاريعه.
- د. عبدالله الوليعي: لقد أمر صناع القرار بحملة تبرعات شاملة للمتضررين وطبعاً إذا فكرنا في مسألة الكارثة التي حلت في جنوب آسيا أو في منطقة المحيط الهندي على الأقل في اليابس منها نجد أن معظم الذين تضرروا هم من المسلمين خاصة في منطقة اتشيه في جزيرة سومطرة التي توفي من سكانها ما يقرب من 85 ألف نسمة، وكذلك في سيرلانكا وغيرها. وعلى العموم فإن المتضررين سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم هم بشر والمملكة هي مملكة الإنسانية، ولذلك خادم الحرمين الشريفين وولي عهده أمرا بحملة تبرعات كما هي العادة في هذه المناسبات، فالمملكة لم تتوان في هذا، وقد قامت بحملات لتخفيف الكوارث التي حدثت في كثير من المرات سواء للشعب الفلسطيني أو غيرهم. وهذه المبادرة ليست مستغربة والمملكة جزء من هذا العالم وتتصرف دائماً بما بحثها ضميرها الإنساني بحيث ان البولنديين بدأوا يطلقون على المملكة مملكة الإنسانية وهو لقب جميل. واعتقد فعلاً أنها مملكة الإنسانية، وما يحدث من تشويه لصورتها وصورة السعودي بالذات بأنه شخص يكره الآخرين وشخص لا يعرف إلا بالتفجير والإرهاب والانتحار ان هذا مخالف للواقع تماماً، وان هذه حالات فردية لا نقبلها ولا نقبل ان يوصم بها مجتمعنا. فشكراً للقيادة على هذه الحملة ونرجو ان تكلل بالنجاح.
- د. فهد الكليبي: أود أن أؤكد ان جميع المتخصصين في جميع مؤسسات لديهم الحماس للعمل والرغبة في افادة المجتمع بتخصصاتهم وما لديهم من خبرة. وإذا كان هناك من تقصير فلا نريد ان نتحدث عنه سواء من جانب الإعلاميين أو المتخصصين والقضية هي فقط قضية التنسيق، وهذا سيتبلور بشكل أفضل بين الجميع.
- د. عبدالله العمري: لابد من التعامل مع الزلازل تعاملاً اقليمياً وليس تعاملاً محلياً مثل أي كارثة اخرى من الكوارث الطبيعية التي يعرفها الأخوة الجغرافيون. فالتعامل مع الزلازل يتطلب جهوداً مشتركة سواء من الدولة التي تضررت أو من الدول الاخرى المجاورة لها، وبالتالي من هذا المنبر أدعو إلى انشاء ما يسمى إدارة الكوارث الطبيعية في دول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، من خلال هذا المجلس تستطيع التعامل مع الكوارث بصفة عامة وليس الزلازل فقط، لأننا لو قصرنا ذلك في المملكة هنا نلاحظ أن هناك ازدواجية العمل. وتوجد الآن دراسة في مديرية الدفاع المدني عن إدارة الكوارث والبعض يقترح تسميتها إدارة تخفيف المخاطر الزلزالية. كذلك لجنة الخبراء في مجلس الوزراء كانت قد وضعت خطة هي إدارة الكوارث تحت مظلة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ثم بعد ذلك تبلور عنها كود البناء السعودي الذي أصدر قبل شهر تقريباً. إذاً أنا أويد انشاء إدارة للكوارث الطبيعية التي تدخل تحتها مثل الزلازل والعواصف والسيول وغيرها. والآن ووفق على انشاء مجلس مرتبط بمجلس الوزراء أو بالملك مباشرة، وهذا المجلس معني بدعم البحث العلمي أسوة بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، هذه المؤسسة تأخذ جزءاً من دعمها عن طريق القطاع الخاص والجزء الآخر تتحمله الدولة.
٭ «الرياض»: هل تم أخذ احتياطات في تأثير هذا الحدث؟
- د. عبدالله العمري: لم يسبق لدينا حدوث مثل هذه الزلازل السونامية في المملكة، فبالتالي لم تؤخذ الاحتياطات، ولكن لدينا احتياطات وقائية للزلازل بصفة عامة فكود البناء السعودي أخذت فيه الاحتياطات فأولا المباني المقاومة للزلازل وضعت لها مواصفات معينة، وصنفت المملكة إلى 25 نطاقاً زلزالياً، وكل نطاق زلزالي له مواصفات مبان تختلف عن نطاق آخر مع التركيز على الجزء الشمالي الغربي للمملكة والجنوبي الغربي للمملكة، هذه لها مواصفات هندسية تختلف عن وسط وشرق المملكة نظراً لأنها أكثر المناطق نشاطاً، وبالتالي قريباً إن شاء الله كود البناء السعودي سيخدم ويحسن من مستوى مسألة تخفيف مخاطر الكوارث في المملكة. وهذا الآن انتهينا منه كمرحلة أولى. والمرحلة الحالية الآن هي مرحلة التطبيق للكود. والمشكلة الآن هي وضع قيود صارمة لتطبيق هذا الكود، أما إذا أعطي هذا الكود لوزارة الشؤون البلدية والقروية والجهات ثم حفظ فما الفائدة، لابد أن تلزم الجهة لتطبيق هذا الكود أسوة بالدول الاخرى في الدول المتقدمة.
- د. خالد الدامغ: يجب أن نعلم أن مثل هذه الاحداث الاحتياطات فيها ليست يومية أو قبل ساعة أو بعد ساعة من حدوث الحدث، أو آنية. إن الاحتياطات إذا أردنا أن ندخل دعم البحث العلمي في مجال الزلازل والمخاطر الطبيعية في أخذ الاحتياطات، نعم قد تم أخذ الاحتياطات منذ سنوات مضت للاحداث الزلزالية والمخاطر الطبيعية، لكن كما أسلف الدكتور العمري فإن المنطقة العربية في البحر الأحمر والخليج العربي لم يسبق أن سُجل مثل هذا الحدث فيها، وعليه ليس لدينا نظام تحذير من الموجات السانومية لأنه لا يتوقع حدوث مثل هذه الأحداث، بعد هذا الزلزال واحد من الأشياء العلمية التي يجب أن نتذكرها دائماً أن الخليج العربي مغلقة أو شبه مغلقة فانتقال الموجات من المحيط إلى هذه البحار تحجبه الأرض اليابسة.
- د. عبدالله الوليعي: ما ذكره الأخوة في مسألة القيود وأخذ الاحتياطات كلام طيب .. أنا أريد فقط الا ننسى كلمة ذكرها الدكتور فهد الكليبي في البداية أننا لدينا من الأشياء الخطيرة أخطر من موجات السونامي على الأقل في المملكة، فيما يتعلق بتكرارها، منها ما ذكر من اخطار الفيضانات التي تحدث في الأودية، فالناس بطبعهم أصلاً كما هم في السواحل ينسون أن هناك خطراً. فمثلاً عندنا قبل العام الماضي ما حدث في الخرج من سيول بسبب أن الناس زرعوا بطون الأودية وفي الليث بنوا في منطقة ساحلية فجاءت فيضانات فأصبحوا يُنقذون بطائرات الهيلوكبتر وكذلك في بيش، فأنا أقول أن هذه أشياء مفترض أن تكون أمامنا. ومن نظم كود البناء الا يبنى في مثل هذه المواقع، أيضاً من الملاحظات التي لوحظت في شدة تأثير الأمواج المحيطية الهادرة على بعض الدول وقلتها في بعضها أنه تأثير الإنسان على الشاطئ فيما يتعلق بالحواجز المرجانية وكذلك قطع غابات المانغروف التي نسميها عندنا بالشورى، هذه قيل انه نظفت السواحل بينما أنها كان من المفترض أن تهدئ من اندفاع الموجة وتقلل من خطرها، وهذه عندنا في جزر فرسان التي تحاط بغابات من الشورى والقندل في معظم جهاتها وتتعرض للقطع وللرعي الجائر. والحواجز المرجانية في مدينة جدة كلها تدمر وتقام مبان مكانها وتتعرض للاضرار والردم، كل هذه الأشياء على كل خط ساحل البحر الأحمر تتعرض للتدمير وفي الشرقية دمر معظمها.
التوصيات
- د. فهد الكليبي: إن المملكة مثلها مثل غيرها عرضة للكوارث الطبيعية، وأعتقد أنها لم تعط تغطية كافية فيما يتعلق بدراستها ومراقبتها والحد منها، وهذا لو تم عمله ينتج عنه تخفيف الكثير من المخاطر سواء كان على حياة الناس أو ممتلكاتهم، وهذا على المدى البعيد له أثر ايجابي كبير جداً، وكما تعمل الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة في الحد من الكوارث الطبيعية فإن فائدة ذلك محسوسة وعظيمة جداً. واؤكد ما ذكرته في السابق انه يجب أن ينشأ مركز وطني لمتابعة ودراسة ومراقبة الكوارث الطبيعية والحد من آثارها.
- د. عبدالله العمري: من أولى توصياتي وضع قيود صارمة على تطبيق كود البناء السعودي الآن في المناطق النشطة زلزالياً هذا أولاً، وثانياً ضرورة إيجاد برامج تثقيفية عن طريق المراكز الإعلامية في الجامعات وفي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالكوارث الطبيعية عموماً والتركيز على الزلازل في المناطق الأكثر نشاطاً للزلزال بالإضافة إلى ذلك التركيز على دور الإعلام في هذا الموضوع حتى يوثق الإعلام العلاقة بين أجهزة الإعلام والمراكز العلمية في الجامعات وقت الحدث. كما يجب الاسراع في التعامل الإعلامي مع الأحداث وقت حدوثها حتى يتفاعل معها المواطن. أضف إلى ذلك التوصية بانشاء إدارة للكوارث على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
- د. خالد الدامغ: الأخوة الدكتور فهد الكليبي والدكتور عبدالله العمري تطرقا لهذا الموضوع بشكل ممتاز فأشكرهما على طرحهما هذه التوصيات الرائعة. أما أنا فأضيف انه بالإضافة إلى وسائل الإعلام وتوعية الناس باصدار الكتيبات حول المخاطر، لماذا لا تتم دراسة المناهج خصوصاً في علوم الجيلولوجيا والجغرافيا في المتوسط والثانوي لتضم فصلين على الأقل أو تطويرها بحيث انها توعي الطلاب في هذا المجال. لأن مثل هذه الأشياء لا تتم بين يوم أو ليلة كلما حدثت مشكلة، يجب أن يكون لدى الأطفال تصور منذ الصغر حول هذه المخاطر وإن كانت هذه المخاطر في معظمها لا تحدث في هذا البلد، ولكن سمعنا قصة البنت البريطانية التي أنقذت بعض السياح لأنها عملت بحثاً صغيراً في المدرسة حول الموجات السونامية. لعل يكون في كل سنة أسبوع في دور للاعلام لتغطية المخاطر يطلع عليها القراء والمهتمون، وإذا كانت الأيام مفتوحة فلماذا لا نخصص يوماً لتخفيف المخاطر أي توعية في تخفيف المخاطر الطبيعية أو تقام فيه ندوة أو توزع فيه منشورات أو يغطى من الناحية الإعلامية أو حتى من الناحية التلفزيونية.
- د. عبدالله الوليعي: كل ما بذهني ذكره الزملاء، ولكن أود أن أركز على نقطة مهمة جداً هي التي ذكرها الدكتور خالد الدامغ وهي مسألة المناهج، وفي الواقع أن المناهج تربي الجيل، والجيل يجب أن يعرف على الاقل ما هي المخاطر الموجودة لدينا وكيفية التعامل معها، وهذا باب عريض وينبغي التخطيط له من قبل المختصين في التخصصات المختلفة وبناء مناهج تعكس ما هو موجود في المملكة وكذلك تعريفهم بالمخاطر الموجودة بالخارج لأننا أصبحنا نعيش في قرية صغيرة والنقطة الثانية هي مسألة تعدد الاختصاصات فلا ينبغي مثلاً للجهات الحكومية انه إذا حدث زلزال أن تنتبه فقط إلى المتخصصين في الزلازل، فالخطر الطبيعي له عدد من الانضباطات، لذلك فإن الجغرافي يفيد في هذا الأمر والمتخصص في الزلازل يفيد والمتخصص في الجيولوجيا يفيد والمتخصص في علم النبات كذلك يفيد في الحدث والمتخصص في علم الأحياء أو الحيوان يفيد أيضاً، كل هذه الأمور مفيدة جداً في المعالجة. ولذلك دائماً فرق البحث الناجحة هي التي تتشكل من عدد من التخصصات وتجدهم يخرجون تقريراً متكاملاً غير منقوص، هذا لا نشاهده عندنا مع الأسف الشديد، ولعل التوصية التي ذكرها الدكتور عبدالله العمري فيما يتعلق بانشاء مركز لمعالجة الكوارث الطبيعية والتخفيف منها من ناحية المراقبة والمتابعة والرصد والتحذير منها قد يكون منطلقاً للتنسيق وجمع المتخصصين وأن يكون مظلة لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة