أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (الإثنين)، أن الخبراء الروس الذين حققوا في دوما لم يعثروا على «أي أثر» لمواد كيماوية، وذلك بعد اتهامات وجهت إلى النظام السوري بتنفيذ هجوم ب «الغازات السامة» في الغوطة الشرقية في نهاية الأسبوع، في حين أعلنت دول غربية عدة أنها سترد بقوة على الهجوم. وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «خبراؤنا العسكريون توجهوا إلى المكان (...)، ولم يعثروا على أي أثر للكلور أو لأي مادة كيماوية مستخدمة ضد المدنيين». وذكر الكرملين اليوم، إن التوصل إلى استنتاجات عن الهجوم من دون معلومات مؤكدة أمر خطأ وخطر، إذ إنه لم يبدأ أي تحقيق بعد. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إن مسؤولين روساً كانوا قالوا من قبل إن مقاتلي المعارضة يخططون لأمور «استفزازية» باستخدام أسلحة كيماوية. وأدى هجوم كيماوي مفترض على مدينة دوما، آخر معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، إلى مقتل 48 شخصاً وفق منظمة «الخوذ البيضاء» (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) و «الجمعية الطبية السورية- الأميركية» (سامز). ولم يتم التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة. لكن «اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السوري»، وهو منظمة إنسانية مستقلة، قال اليوم إن الهجمات أسفرت عن مقتل 60 على الأقل وجرح أكثر من ألف في الغوطة الشرقية في مطلع الأسبوع. وتوقع الاتحاد ارتفاع عدد القتلى. ويتشكل الاتحاد من تحالف منظمات إغاثة دولية تمول مستشفيات في سورية وله مقر في باريس. وتعهدت باريس وواشنطن ولندن رد قوي ومشترك بعد التقارير حول الهجوم الكيماوي المفترض في مدينة دوما. وكتب ترامب في تغريدة أمس: «قُتل كثيرون، بينهم نساء وأطفال، في هجوم كيماوي متهور في سورية». وأضاف: «الرئيس (فلاديمير) بوتين وروسيا وإيران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظاً». من جهتها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن لندنوباريس اتفقتا على أن خيارات كثيرة يجب أن تطرح على الطاولة رداً على هجوم دوما. وتحدث وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم، قبل جلسة طارئة للأمم المتحدة. وقالت الخارجية البريطانية في بيان: «أكد وزير الخارجية على الحاجة الملحة للتحقيق فيما حدث في دوما وضمان صدور رد دولي قوي». وأضافت: «اتفقا على أن اجتماع اليوم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك سيكون خطوة مقبلة مهمة في سبيل تحديد الرد الدولي وضرورة طرح خيارات كثيرة على الطاولة». من جهة ثانية، اتهمت دمشق وموسكو إسرائيل بشنّ الضربات التي استهدفت مطار «التيفور» العسكري التابع للنظام السوري في محافظة حمص في وقت مبكر اليوم. ورأى لافروف أن هذه الضربات تشكل «تطوراً خطراً جداً». وقال إن ما حصل «تطور خطر جداً في الوضع. آمل أن يكون العسكريون الأميركيون على الأقل و (عسكريو) دول أخرى مشاركة في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، يدركون» ما حصل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن 14 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الضربة الجوية، «بينهم ثلاث ضباط سوريين ومقاتلون إيرانيون». وفي أنقرة، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم عن «قلقه» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال «الهجمات» في الغوطة الشرقية قرب دمشق، على ما أعلنت الرئاسة التركية. وقال مسؤول في الرئاسة التركية بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين التركي والروسي إن أردوغان «عبّر عن قله حيال الهجمات في دوما والغوطة الشرقية، وأكد أهمية منع قتل المدنيين والعمل سوياً لإدخال المساعدات الإنسانية» للسكان المحاصرين في دوما.