يقول دعاة التعارف واللقاء قبل الزواج بين الجنسين، لماذا لا يكون هناك فرصة للتواصل والتعارف واللقاء بين الراغبين للزواج قبل الزواج؟! وهي دعوة خطرة، في ظاهرها دعوة للرأفة بالأسرة، والخوف من الطلاق المنتشر، ودعوة للتفاهم، لكن في حقيقتها الباطن هي دعوة الشباب للانحلال من الخلق، والتمرد على تقاليد المجتمع الأصيلة، التي لا ترضى بأن تكون الفتاة فيها، عرضة للتبرج، والاختلاء، والاختلاط بالرجال. لعل إدعاءهم بأن التعارف واللقاء يقلل من الطلاق، دعوة لا برهان عليها، ولا تزيد من حجم الرضا بين الزوجين، كما يظنون أو يدعّون، بدليل أن علاقات زواجية قامت على التعارف والاختلاط قبل الزواج، ثم كانت النتيجة في النهاية «الطلاق» والانفصال النهائي، بل وكان يسبقها الانفصال العاطفي. وأكبر مثال على ذلك ما يشاع بين الفنانين والفنانات، والمشاهير، الذين يتفاخرون بقصص التعارف وعلاقات الغرام والحب، التي تحفل بها مجلات الفن وأهله، بعناوين براقة وساخنة، تتغذى عليها من أجل بيع أكبر عدد منها، ولم يشفع التعارف قبل الزواج، وقصص الغرام والعشق، في دوام الحياة بينهما، حتى تعج هذه المجلات العفنة بأخبار طلاق فلانة من فلان، وتبدأ في نشر الفضائح وصور اللقاءات وحفلات «الزفاف» والطلعات! ورحم الله حافظ إبراهيم حينما قال: من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الإخفاق الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق فهل يرضى مسلم عاقل مؤمن بربه أن تخرج ابنته أو أخته مع شاب، بذريعة التعارف قبل الزواج، حتى تكون الحياة الأسرية مبنية بينهما على تفاهم؟! انتبهوا، فهناك أصوات نشاز بدأت ترفع هذه الدعوة، وتروج لها فئة من البشر ليس همهم خدمة المرأة، بل يريدونها تخرج لترافقهم في كل موقع، يريدونها معهم في كل مكان، وهذه صورة من صور امتهان المرأة، وهي جزء من سلوك هذه الأصوات الليبرالية، في تشكيل الحياة، بحسب مفهوم الحرية التي يريدون! [email protected]