انطلق في جدة الخميس الماضي، العرض الأول لمسرح السعودية، من خلال مسرحيتي «دنيا الألعاب» و«ممنوع دخول السيدات»، من تقديم mbc وإشراف وزارة الثقافة والإعلام السعودية والهيئة العامة للثقافة، إذ كان المسرح مكتظاً بالجمهور المتفاعل الحي، زهاء أربع ساعات، في النادي الأدبي في جدة. الفعالية دشنت باكورة أعمال «مسرح السعودية»، الذي يهدف إلى صناعة نجوم شباب سعوديين واعدين ومبدعين، وإيجاد دور بنّاء لهم في مستقبل المسرح، وسيتم في إطار المبادرة تقديم ثلاث مسرحيات جديدة كل شهر، وسيبثها التلفزيون، خلال المرحلة المقبلة، إذ من المنتظر أن تبدأ mbc عرض مسرحيات المسرح السعودي قريباً على شاشاتها، وكذلك عبر مواقعها الإلكترونية، ومنها «شاهد. نت». النجم الكوميدي المصري أشرف عبدالباقي يشرف على المبادرة ويدرب فريق عمل مسرح السعودية من الشباب الواعد والمهتم بتقديم نفسه نجما مسرحيا يعيد الحياة إلى قاعات العرض السعودية، يساعده في ذلك طاقم من خبراء المسرح، الذين قدموا برفقته من مصر، ويهدفون إلى صقل المواهب السعودية الشابة في مجال التمثيل المسرحي. تهتم المبادرة بعودة المسرح السعودي إلى الواجهة، وتحديد فاعليته الثقافية والاجتماعية، بعد أن بقيت أنواره مطفأة وخشباته وقاعاته مهجورة سنوات طويلة، بقي يواجه فيها أزمة غياب وانصراف اجتماعي حاد، وتعيد صلته بتاريخ طويل من حضور المسرح في السعودية يعود إلى العام 1928، إذ تم تقديم مسرحية بعنوان: «حوار بين جاهل ومتعلم» في القصيم أمام الملك عبدالعزيز. ثم نهضت صناعة المسرح في السعودية بداية الثمانينات، بعد أن قررت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ابتعاث عدد من الفنانين في مجالات عدة، منها التمثيل والاخراج والديكور والتأليف، إلى دول عربية وخليجية وأجنبية عدة، وقدمت المسارح السعودية مجموعة من الأسماء الفنية اللامعة، ولكن ذلك تراجع بحدة خلال السنوات الأخيرة، مثل كل الفرص والمساحات الفنية التي تقلصت بأثر رجعي أمام موجة التشديد والانغلاق، التي أبطلت كل مظاهر الفن والحياة. وأظهر الممثلون السعوديون الشباب مهارة كبيرة في كلا العرضين، وسط استحسان وتفاعل الحشد الكبير من الحضور من العائلات، وتوقع الفنّيون والنقاد لهم ظهورا أكثر تطوراً في الأيام المقبلة، مع تطور المبادرة التي تمتلك خطة طويلة المدى تهدف إلى تقديم جيل شبابي سعودي مسرحي يستطيع النهوض بالمسرح سنوات مقبلة، ويمحو أثر سنوات الغياب والهجر الطويلة.