أنقرة، دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب - أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن تركيا تواصل اتصالاتها مع سورية لتشجيعها على تطبيق إصلاحات ووضع حد للعنف، الذي أرغم قرابة 12 ألف سوري حتى الآن على الهرب إلى الأراضي التركية. ويأتي ذلك فيما استدعت وزارة الخارجية التركية السفير السوري لدى أنقرة للتشاور حول التحركات السورية الامنية على الحدود المشتركة بين البلدين. وكانت أنقرة قد أعلنت ان أكثر من 1500 سوري قد دخلوا أراضيها خلال ال 24 ساعة الأخيرة فراراً من تقدم الجيش السوري. وقال داود أوغلو، بحسب ما نقلت عنه «وكالة انباء الاناضول»، إن الخطاب الاخير للرئيس السوري بشار الاسد «تضمن عناصر ايجابية تؤشر إلى إصلاحات، لكنه من الأهمية بمكان القيام بخطوات ملموسة على الارض. إن اتصالاتنا تتواصل في هذا الإطار». وأضاف: «نأمل في ان تتوصل سورية الى الخروج اكثر قوة من هذه العملية عبر تطبيق إصلاحات... سنقوم بما في وسعنا لكي يحصل ذلك». كما أعلن وزير الخارجية التركي أنه بحث اول من امس مع نظيره السوري وليد المعلم التطورات داخل سورية وعلى الحدود، ونقل اليه «قلق وأفكار» تركيا في ما يتعلق بالوضع على الحدود، بحسب وكالة أنباء الأناضول. وعَبَرَ الحدود السورية التركية اكثر من 1500 سوري، مع اقتراب الجيش السوري، ووعدت أنقرة بإبقاء حدودها مفتوحة امام كل السوريين. وعلق داود اوغلو بالقول: «إننا لا ننظر الى هؤلاء الأشقاء على انهم لاجئون، وإنما هم زوار، وعندما ستنتهي إقامتهم... سنقوم بما في وسعنا لكي يستعيدوا منازلهم بسلام». وقال المركز الحكومي التركي لإدارة الأزمات، إنه «بين 23 و24 حزيران، تم استقبال 1578 مواطناً سورياً في بلادنا». وبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا بذلك 11739 لاجئاً، تم إيواؤهم في خمسة مخيمات يديرها الهلال الاحمر التركي في ولاية هاتاي (جنوب)، بحسب المصدر ذاته، الذي اعلن البدء ببناء مخيم سادس من 800 خيمة يمكنه استيعاب نحو أربعة آلاف شخص. كما تم إدخال خمسين سورياً المستشفى في أنطاكية كبرى مدن الولاية، بينهم 15 مصابون بالرصاص، بحسب المركز التركي. من ناحية أخرى، أفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا)، ان وحدات الجيش «استكملت امس مهمة انتشارها في قرى جسر الشغور المتاخمة للحدود السورية التركية، من دون أن يجري إطلاق للنار أو تقع أي خسائر بشرية أو مادية، واستقبل أهالي تلك القرى الجيش بالأرز والورود». ونقلت عن مصدر عسكري دعوته «الإخوة المواطنين الذين أجبرتهم التنظيمات الإرهابية المسلحة على ترك منازلهم، للعودة إليها بعد أن أضحت آمنة من عبث أفراد تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة». وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد حذرت ليل اول من امس من خطر تصعيد في الشرق الاوسط، بعد اقتراب الجيش السوري من الحدود مع تركيا. وأوضحت كلينتون: «نحن قلقون جداً من أنباء أفادت ان الجيش السوري استهدف قرية خربة الجوز التي تبعد 500 متر عن الحدود مع تركيا وطوَّقَها». وأضافت: «اذا كان الأمر صحيحاً، فإن هذا العمل العدائي لا يمكنه إلاّ أن يعمِّق عدم الاستقرار الذي يعيشه أصلاً اللاجئون (السوريون) في تركيا». وتابعت أن هذا الهجوم العسكري يمثل «تطوراً مقلقاً للغاية من قبل السوريين»، مضيفة: «سنشهد تصعيداً للنزاع في المنطقة... ما لم توقف القوات السورية فوراً هجماتها واستفزازاتها». وأوضحت الوزيرة الاميركية أنها بحثت في الوضع على الحدود مع وزير الخارجية التركي، بينما ناقش الرئيس باراك هذه المسألة مع رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان. في موازة ذلك نقلت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) عن ارشاد هرمزلي مستشار الرئيس التركي عبدالله غل قوله في ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي الأوروبي في باريس، ان العلاقات التركية - السورية «قوية وراسخة ولا تتأثر بالأحداث الطارئة، وإن سورية تمثل عمقاً تاريخياً استراتيجياً وثقافياً ودينياً لتركيا». وزاد: «تركيا لا تصمم بيوت الآخرين ولا تملي عليهم ماذا يفعلون ولكنها مستعدة لأن تشاطرهم تجربتها مضيفاً إن قوة المنطقة من قوتنا ولذلك نعول على أن تكون البلدان في هذه المنطقة قوية وعزيزة ومستقلة وتخدم تطلعات شعوبها، هذا كل ما في الأمر في تركيا».