لا تزال الاحداث التي شهدتها مناطق باب التبانة وجبل محسن في مدينة طرابلس (شمال لبنان) الجمعة الماضي على خلفية تظاهرة تضامن مع الشعب السوري، محور سجال سياسي داخلي، في وقت ذكّرت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، «وبناء على توجهات وزير الداخلية مروان شربل»، بضرورة «التقيد بالقوانين والانظمة النافذة عند الدعوة الى التظاهر خصوصاً لجهة تحديد خط سير التظاهرة، انطلاقاً من مبدأ الحفاظ على امن التظاهرات والمتظاهرين، وتلافياً لحصول اي خلل امني اثناء مواكبة التظاهرة او اي أعمال شغب قد تحصل، حفاظاً على المصلحة العامة». وفي المواقف من الاحداث الدموية التي حصلت، اعتبرت «الدائرة الاعلامية في مكتب الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي» في بيان، انه «لم يعد خافياً على أحد أن الأحداث المؤسفة التي تشهدها طرابلس بين فترة وأخرى بين منطقتي التبانة وجبل محسن، انما يجرى توظيفها سياسياً في مواقيت مريبة، لكأن إبقاء هذا الجرح المفتوح هدفه الإبقاء على فتنة لاستعمالها غب الطلب». ورأت «ان الحل ليس في مصالحات الصالونات ولا في الاجتماعات الاستعراضية، ولكن بخطة أمنية جدية تتولاها المؤسسات ويجرى دعمها بخطة انمائية جادة ومسؤولة وتحقيق مشاريع منتجة في المنطقتين المنكوبتين، على أن يكون ذلك بمثابة خطوة أولى في مسيرة إنماء طرابلس والشمال». وردت الدائرة على طلب الفاعليات الشمالية التي اجتمعت اول من امس، برئاسة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، بنزع السلاح في طرابلس، بأن «الدعوة لا ينبغي أن تكون حصرية بطرابلس، وانما ضمن خطة متكاملة على كل الأراضي اللبنانية تشرف عليها الحكومة وتنفذها الأجهزة المعنية، على ان نكون واعين لجموح البعض لاستعمال هذه المسألة لاستهداف السلاح الموجه ضد إسرائيل». وكان عضو كتلة «المستقبل» معين المرعبي ذكر أمس، لمحطة «أخبار المستقبل» أن «أسلحة حديثة تدخل إلى طرابلس، إضافة إلى تطوير لنوعية الأسلحة المستخدمة»، مؤكداً أن «الأمن لا يمكن أن يكون بالتراضي»، مشدداً على ضرورة «أن يرفع جميع السياسيين الغطاء عن أي مسلح يشهر السلاح داخل المدينة أو في أي مكان». وفي السياق، افرجت السلطات اللبنانية عن «كل الموقوفين السوريين الذين كانت اوقفتهم خلال فترة النزوح الى الاراضي اللبنانية لعدم حيازتهم اوراقاً ثبوتية». ونقلت وكالة «فرانس برس» امس، عن ناشطين في هذا المجال وتحديداً امام مسجد في منطقة التبانة في طرابلس الشيخ مازن محمد ان «السلطات اللبنانية افرجت ليل الاثنين - الثلثاء عن 21 موقوفاً». ويأتي الافراج عن هؤلاء الموقوفين بعد تحركات شعبية نفذها ابناء منطقة باب التبانة.