دفع التوتر في مدينة طرابلس في شمال لبنان، على خلفية ما يجري في سورية، إلى اتهام "حزب الله" بالتورط في أحداث فتنة مذهبية في عاصمة لبنان الشمالية، حسب ما أعلن مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، مؤكدا أن السلاح ما زال يصل إلى طرابلس، و"من معه سلاح في لبنان هو من يدخل السلاح إلى طرابلس"، في إشارة إلى "حزب الله". وتواصلت الاشتباكات بين العلويين المتمركزين في جبل محسن، والسنة في منطقة باب التبانة مما تسبب في سقوط المزيد من الضحايا في الجانبين، وسط اتصالات مكثفة لتنفيذ خطة انتشار الجيش بالمناطق التي تشهدها الاشتباكات. ودفعت التطورات الأمنية في طرابلس لإلغاء زيارة كانت مقررة للسفير السعودي علي عواض عسيري إلى المدينة اليوم، إلى موعد يجري تحديده لاحقا. ------------------------------------------------------------------------ أكد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار أن السلاح ما زال يصل إلى طرابلس، و"من معه سلاح في لبنان هو من يدخل السلاح إلى طرابلس"، في إشارة إلى حزب الله. وطغت التوترات الأمنية التي هيمنت على مدينة طرابلس على الاهتمامات السياسية، وسط اتصالات مكثفة لتنفيذ خطة انتشارالجيش بالمناطق التي شهدت اشتباكات بين باب التبانة وجبل محسن. وأعلنت السفارة السعودية في بيروت، في بيان أمس أنه تم تأجيل زيارة السفير علي عواض عسيري إلى مدينة طرابلس، التي كانت مقررة اليوم (الثلاثاء) إلى موعد يجري تحديده لاحقا. وفيما نجحت الجهود في إزالة مخيم اعتصام القوى الإسلامية السلفية بساحة النور مساءِ أول من أمس، احتجاجا على اعتقال أحد أنصارها (شادي المولوي) من مكتب وزير المالية محمد الصفدي، اندلعت اشتباكات متقطعة في طرابلس التي خلت شوارعها من المارة وارتدت لباس الحرب الأهلية. وتواصلت الاشتباكات على كل المحاور بين باب التبانة وجبل محسن مرورا بالملولة والمنكوبين لجهة البداوي وحي البقار والريفة في القبة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 16 آخرين، حيث سقط قتيل في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، فيما قتل آخر بمنطقة المنكوبين المتاخمة لمنطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية. وبذلك ترتفع حصيلة المواجهات التي اندلعت السبت الماضي إلى خمسة قتلى، بينهم ضابط في الجيش، و47 جريحا. وبسبب القنص، قطعت الطريق الرئيسة التي تربط طرابلس، بمحافظة عكار والحدود الشمالية مع سورية. وسجلت حركة نزوح من المناطق القريبة من خط المواجهة ومن منطقة القبة شرق مدينة طرابلس، بينما بدت الحركة مشلولة في الأحياء والشوارع المجاورة لمناطق الاشتباكات. في غضون ذلك، أكد وزير الداخلية مروان شربل "أنه سيتم خلال الساعات المقبلة تعزيز الجهاز الأمني بطرابلس بإرسال 120 عنصرا من قوى الأمن الداخلي للمساهمة في عملية حفظ الأمن والنظام إلى جانب الجيش اللبناني". وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في بيروت القاضي صقر صقرأمس على ستة أشخاص موقوفين بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، بينهم الموقوف شادي المولوي، الذي أشعل توقيفه حالة التوتر في طرابلس. وفي باريس، أعلنت الخارجية الفرنسية أمس أن فرنسا تدين أعمال العنف الدامية في طرابلس وتدعو اللبنانيين إلى عدم استيراد النزاع السوري. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو إن "فرنسا تدعو كل اللبنانيين لوضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وتغليب الحوار والوحدة الوطنية والسلم الأهلي تفاديا لاستيراد نزاع لا علاقة لهم به إلى بلادهم". وأضاف المتحدث أن "فرنسا تدين أعمال العنف هذه" و"في إطار الأزمة السورية تقف إلى جانب السلطات اللبنانية لتهدئة التوترات الداخلية".