أكدت مصادر سياسية مواكبة للأجواء التي سادت لقاء رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ليل أول من أمس في «بيت الوسط»، في حضور الوزير غطاس خوري والنواب: غازي العريضي وأكرم شهيب ووائل أبو فاعور وتيمور وليد جنبلاط، أنهما اتفقا على خوض الانتخابات النيابية معاً في الدوائر الانتخابية المشتركة وتحديداً في الشوف- عاليه، وبيروت الثانية والبقاع الغربي- راشيا والمتن الجنوبي (بعبدا). وقالت المصادر السياسية نفسها إن الحريري وجنبلاط كانا، وسيبقيان معاً، في السراء والضراء وهذا ما سيترجم عملياً في الانتخابات النيابية. ولفتت الى أن قرارهما نهائي لا عودة عنه وأن التحالفات الانتخابية في هذه الدوائر المشتركة ما زالت قيد البحث وكذلك الأمر بالنسبة الى الدوائر الأخرى. ورأت أن توسيع التحالف الانتخابي بانضمام قوى أخرى الى تفاهم الحريري- جنبلاط، يقوم على قاعدة الإصرار على تحالفهما مهما كلف الأمر، وقالت إنهما لم يقفلا الباب في وجه الانفتاح على القوى السياسية الأخرى، في إشارة الى أن المشاورات بين «المستقبل» و «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية» ما زالت قائمة وأنها تنسحب أيضاً على تواصل «التقدمي» معهما باعتبار أن هناك إمكاناً للتفاهم الذي لا يؤدي الى إلغاء أحد. ونقلت عن الحريري قوله لجنبلاط إنه سيتواصل مع «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات» في إطار السعي للبحث في إمكان التحالف وإنه سيطلعه على أي جديد في حال تم التوصل إليه. على صعيد آخر، ينتظر أن يقدم الرئيس الحريري أسماء مرشحي تيار «المستقبل» في بيروت والدوائر الانتخابية الأخرى، في احتفال يقيمه التيار في الخامسة من بعد ظهر الأحد المقبل في قاعة «البافيون» في البيال. وقالت مصادر في «المستقبل» ل «الحياة» إن الحريري ينطلق من أن تياره كان ولا يزال عابراً للطوائف وأن المرشحين سيكونون من كل الطوائف، لأنه يرفض التعامل معه على أساس أنه ينتمي الى طائفة معينة وهذا ما يترجمه في المفاوضات الحاصلة مع الأطراف الأخرى لتشكيل اللوائح الائتلافية. وكان الحريري قال بعد لقائه مع جنبلاط إن «اللقاء كان ممتازاً جداً وتحالفنا الانتخابي دائم، وأنا سائر في هذا التحالف حتى النهاية في كل الدوائر». وعن سبب عزوف الرئيس فؤاد السنيورة عن الترشح للانتخابات، قال الحريري: «في العام 2009، مارست عليه ضغطاً كبيراً لكي يترشح، واليوم سنبقى معه حتى النهاية». وعن العلاقة الانتخابية مع «القوات»، قال: «نحن متوافقون في الأمور الاستراتيجية. أما في الموضوع الانتخابي، فأرى أن القانون سيحكم مصلحة كل فريق سياسي، وسندرس مصلحة كل من تيار المستقبل و«القوات»، والتحالفات ستكون نتيجة القانون وليست نتيجة علاقتنا مع «القوات» أو مع «التيار الوطني الحر» أو حركة «أمل» أو «المردة» أو أي فريق سياسي آخر، وحيث يمكن أن نجير أصواتنا للقوات سنفعل، وهم بالمقابل سيقومون بالأمر نفسه». وكان جنبلاط غرد عبر حسابه على «تويتر» بعد زيارة الحريري فقال: «وتبقى العلاقة مع الشيخ سعد الحريري وتيار المستقبل بجمال وصلابة وعراقة هذا البيت اللبناني الأصيل». وأرفق تغريدته بصورة لبيت لبناني عريق وقديم في ربوع الطبيعة اللبنانية. وتسلم الحريري أمس، من سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي دعوة من نائب رئيس الوزراء حاكم ولاية دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى حضور انعقاد «الدورة السابعة عشر لمنتدى الإعلام العربي» التي ستعقد في 3 و4 نيسان المقبل في دبي. واعتبر الديبلوماسي الإماراتي أن زيارة الحريري الرياض «كانت ناجحة على الصعد كافة، والرياض وأبو ظبي تقفان دائماً إلى جانب الرئيس الحريري الذي يكّن كل احترام وتقدير للدعم الخليجي، ونتمنى له كل التوفيق في الانتخابات المقبلة. ويهمنا العمل في لبنان بأجندة تنموية واضحة وليس تخريبية». وأكد المشاركة الإماراتية في مؤتمر»سيدر» ومؤتمر روما وسيكون دعم إماراتي للمؤسسة العسكرية وللمؤسسات الأمنية. وجدد الحريري في لقاء مع الأطباء العاملين في مستشفيات بيروت التأكيد أن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية كانت «ناجحة جداً، وأن المملكة ستشارك في كل المؤتمرات التي ستقام لدعم لبنان في روما وباريس».