تمر المفاوضات بين كل من «التيار الوطني الحر» و «تيار المستقبل» وبين الأخير و «القوات اللبنانية»، لاستكشاف إمكان التحالف في بعض الدوائر الانتخابية، بصعوبات نظراً إلى تعارض المصالح الانتخابية لدى كل فريق مع حلفائه الآخرين. ولم يتوصل اللقاء الذي عقد الاثنين الماضي بين رئيس الحكومة زعيم «المستقبل» سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل إلى نتائج عملية حول مجالات التحالف وتركت الأمور مفتوحة بين الجانبين إلى لقاءات لاحقة. وقالت مصادر قريبة من «المستقبل» إن البحث بين الجانبين اقتصر على مناقشة «إطار التحالفات» ولم يتعمق في التفاصيل والمقاعد بل استكشف بعض الأرقام في بعض الدوائر الانتخابية. أما اللقاء بين الحريري ووزير الإعلام ملحم الرياشي فبحث في بعض التفاصيل في بعض الدوائر لكنه لم يتوصل إلى أي اتفاق، على أن يتابع الجانبان البحث بعد أن يكون حزب «القوات اللبنانية» جوجل فرص التحالف بينه وبين «التيار الوطني الحر» في اجتماعات بدأت أول من أمس بين الماكينتين الانتخابيتين. وفيما ينوي «التيار الحر» حسم أسماء مرشحيه الأسبوع المقبل، فإن «القوات» سيؤخر إعلان الأسماء الكاملة لمرشحيه إلى 14 آذار (مارس) المقبل كما بات معروفاً. لكن هناك نقطتان تتحكمان بمفاوضات «المستقبل» مع كل من الفريقين المسيحيين الرئيسيين، بحسب مصادر مقربة من «المستقبل». الأولى أن الحريري قرر خوض الانتخابات بمرشحين من «التيار» في الدوائر التي له ثقل انتخابي فيها، والاحتفاظ بمعظم مرشحيه المسيحيين الذين ينوي «التيار الحر» و «القوات» ترشيح محازبيهما إلى مقاعدهم. هذا مع أن الحريري لم يجزم بتسمية مرشحين مسيحيين لكل المقاعد المسيحية في دوائر نفوذه. والثانية هي أن «المستقبل» حسم تحالفه مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» في دوائر وجود الأخير، بحيث أن تناقض المصالح الانتخابية للفريقين المسيحيين مع ترشيحات النائب وليد جنبلاط يحول دون تعاون «المستقبل» معهما طالما التزم التعاون مع جنبلاط. وفي هذا السياق، تفيد مصادر مواكبة لمفاوضات «القوات» و «المستقبل» بأن البحث بينهما يدور على التوصل إلى اتفاق سياسي بعد مرحلة الخلاف الذي رافق استقالة الحريري في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، يفضي إلى تحالف انتخابي. وتضيف المصادر أن «القوات كان باشر التفاوض مع الاشتراكي حول التعاون في دائرتي الشوف - عاليه، لكنه فوجئ بدعم جنبلاط للمحامي ناجي البستاني، عن أحد المقعدين المارونيين، في الشوف، فضلاً عن تلميحه إلى إمكان دعم ترشيح النائب الكتائبي فادي الهبر عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، فيما القوات لديه مرشحه الماروني نائب رئيس الحزب جورج عدوان في الشوف ورشح أنور نصار للمقعد الأرثوذكسي في عاليه ويطرح دعم المستقبل لهما، فيما الأخير لن يعود عن التحالف مع جنبلاط، ما يعقد احتمالات التعاون بينه وبين القوات». والتعقيدات نفسها تنطبق على مرشحي «التيار الحر» في دائرة الشوف - عاليه. وفي وقت لا تبدو الأمور مقفلة للتعاون في عكار إذا اقتصر مطلب «القوات» على ترشيح وهبة قاطيشا للمقعد الأرثوذكسي، فإن الأمور أكثر تعقيداً مع «التيار الحر» بالنسبة إلى المقعد الماروني في هذه الدائرة الذي يتمسك به «المستقبل» بالنائب الحالي هادي حبيش، حتى إشعار آخر مقابل اتجاه «التيار» إلى ترشيح كل من أسعد ضرغام وجيمي جبور عن المقعدين الأرثوذكسي والماروني. أما في بيروت فإن «القوات» يرغب في خوض المعركة في الدائرة الأولى (الأشرفية وتوابعها) بمرشح أرمني إضافة إلى مرشحه الأرثوذكسي عماد واكيم في وقت سيحتفظ «المستقبل» بترشيح النائب الحالي الوزير جان أوغسبيان بالتحالف مع حزب «الطاشناق» الذي سيرشح 4 من محازبيه للمقاعد الأرمنية الثلاثة الأخرى ويطمح إلى ترشيح أرمني لمقعد الأقليات. ويفضل «المستقبل» الاحتفاظ بتحالفه مع «الطاشناق» في هذه الدائرة. وتطرح هذه النماذج من التعقيدات في التحالف بين «المستقبل» والفريقين المسيحيين طلاسم تحتاج إلى الكثير من الجهود لمحاولة إيجاد مخارج لها. والأمر نفسه ينطبق على علاقة «التيار الوطني الحر» بحليفه «حزب الله» الذي يتمسك بالاحتفاظ بالمقاعد المسيحية في الدوائر التي فيها أكثرية شيعية. ولا ينوي الحزب التخلي ل «التيار» عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك- الهرمل، ولا عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا، ولا عن المقعدين الأرثوذكسي والماروني في البقاع الغربي، ما يجعل إمكانات التعاون الانتخابي بين الحليفين السياسيين ضيق الخيارات، خصوصاً أن الحزب مضطر أيضاً لمراعاة مطالب حليفه الرئيسي الرئيس نبيه بري حتى في دوائر لا مقاعد شيعية فيها على رغم وجود ناخبين شيعة، مثل دائرة صيدا- جزين، حيث يدعم بري المرشح إبراهيم عازار بتحالفه مع أسامة سعد والمرشح الكاثوليكي جورج حداد مقابل تحالف «المستقبل» مع «التيار الوطني الحر» في تلك الدائرة. الرفاعي يعزف عن الترشح من جهة ثانية أعلن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي عزوفه عن الترشح للمرحلة المقبلة. وشكر في بيان «قيادة حزب الله، وعلى رأسها الأمين العام السيد حسن نصرالله، وكل الذين تعاونوا معنا في الفترة السابقة». وأكد «التزامه خط المقاومة، فهو الخيار الدائم والثابت».