تقدم عشرة نواب في مجلس الامة (البرلمان) الكويتي بطلب للتصويت على الثقة برئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، بعدما تم استجوابه في جلسة سرية أمس على خلفية سياسة الحكومة الخارجية تجاه كل من ايران ودول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع الاقتراع على الثقة الاسبوع المقبل. واتهم النواب المتقدمون بالاستجواب، رئيس الوزراء بأنه من خلال سياسته المتقاربة مع ايران «أضر بالأمن الوطني الكويتي وبالعلاقات مع دول مجلس التعاون الشقيقة». واستغرقت مناقشة الاستجواب نحو 7 ساعات خلف ابواب مغلقة بطلب من الحكومة. ويُفهم من مجريات الجلسة، وخصوصاً التصويت على سرية الجلسة، ان الشيخ ناصر يحظى بدعم مؤكد من 25 نائباً وان آخرين قد يمتنعون عن التصويت ما قد يمكنه من تجاوز الازمة، غير ان النائب مسلم البراك قال امس «ان استجواباً جديداً سيُقدم ضد رئيس الوزراء خلال ايام على خلفية قضايا مالية وادارية، ما يشير الى ان المعارضة ماضية في محاولاتها الاطاحة بالحكومة الحالية خصوصاً انها رتبت تظاهرات لهذا الغرض على مدى الجمع الثلاث الماضية. وقالت ستواصل التظاهرات كل يوم جمعة «حتى يرحل ناصر المحمد». وطبقاً لنواب حضروا الجلسة وجه المستجوبون انتقادات حادة جداً الى الشيخ ناصر خصوصاً ما يتصل بموقف حكومته من ازمة البحرين قبل شهور، واتهموها ب «التخاذل عن نصرة قيادة شعب البحرين» وعدم «رد جميل اهل البحرين علينا خلال الاحتلال العراقي للكويت». كما دان النائبان الطبطبائي والبراك «تراخي رئيس الوزراء عن التصرف تجاه وسائل اعلام محلية اساءت بشدة الى المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً». وبدأ المستجوبون المناقشات بتناول زيارة وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الى الكويت الشهر الماضي «التي تمت وسط التهديدات الايرانية للبحرين والسعودية على اشدها» ودانوا تصريحات ادلى بها صالحي في الكويت ضد البحرين وضد القضاء الكويتي الذي دان ايرانيين بالتجسس على الكويت. وتناول النائب محمد هايف «مظاهر التغلغل الاستخباراتي الايراني» في الكويت و «تراخي حكومة الشيخ ناصر في مواجهة ذلك مجاملة لايران وعملائها في الكويت». وتحدث الطبطبائي عن «اساءات وسائل اعلام كويتية موالية لايران لقادة ودول مجلس التعاون الخليجي»، وقال ان «المملكة العربية السعودية آوت القيادة الكويتية ونصف مليون كويتي وفتحت ارضها لجيوش الارض وتلقت مدن المملكة 42 صاروخ سكود من صدام حسين حتى تتحرر الكويت، والآن يقوم الاعلام الفاسد بالاساءة لها ورئيس الوزراء يتفرج». وعرض النائب مبارك الوعلان لتفاصيل «الفتنة الايرانية في البحرين» و «تخاذل الحكومة عن ارسال قوات برية اسوة بدول الخليج الاخرى». وبعد ذلك تقدم رئيس الوزراء بردوده، التي لم تتضح للصحافة بسبب سرية الجلسة، ثم تحدث نائبان مؤيدان للاستجواب ونائبان معارضان له قبل ان يعلن عن تقديم عشرة نواب طلب الاقتراع على الثقة.