أحيت إيران أمس، الذكرى الثالثة والثلاثين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران بعد الثورة، وحددت «شروطاً» لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي ما زالت تعتبرها «الشيطان الأكبر وعدوها الأول». وكان «الطلاب السائرون على نهج الإمام الخميني» اقتحموا السفارة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، واحتجزوا 52 ديبلوماسياً رهائن، قبل إطلاقهم بعد 444 يوماً. وأوردت وسائل إعلام إيرانية بتنظيم «تظاهرات حاشدة» في طهران و700 مدينة، بعد صلاة الجمعة، لمناسبة «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي». وأضافت أن المشاركين الذين تجمّع بعضهم أمام مقر السفارة الأميركية، أحرقوا أعلاماً إسرائيلية وأميركية و «حملوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة والاستكبار العالمي، وهتفوا: «الموت لأميركا والكيان الإسرائيلي ولبريطانيا». كما «طالبوا الساسة الأميركيين بعدم التدخل في شؤون إيران»، ورفعوا يافطة وصفت الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «كلب وفيّ» لإسرائيل. وتحدث قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي أمام المتظاهرين في طهران، محدداً «شروطاً» لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة، بينها حلّ وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وسحب واشنطن سفنها من الخليج وتفكيك قواعدها العسكرية في 50 دولة، ووقف مساندتها «الكيان الصهيوني الغاصب». وأصدر المشاركون في المسيرات بياناً أكدوا فيه أن «الشعب الإيراني ما زال يعتبر أميركا الشيطان الأكبر وعدوه الأول»، مشددين على «دعم حق إيران في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، كما دعوا «مسؤولي النظام إلى التمسك برؤى وإرشادات قائد الثورة (علي خامنئي) في المحادثات النووية، والدفاع بقوة عن المصالح الوطنية، والتصدي لأي محاولة للمساومة والتنازل». ورأى «الحرس الثوري» في المناسبة «نموذجاً عالمياً لمقارعة الاستكبار والمقاومة ضد أميركا»، مشيراً إلى «الإنجازات المذهلة التي حققها الشعب الإيراني في مواجهة أميركا». إلى ذلك، أوردت صحيفة «ذي إندبندنت» أن بريطانيا تدرس نشر مقاتلات في الخليج، في إطار الردّ على تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز. الصراع الداخلي على صعيد آخر، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني وشقيقه رئيس القضاء صادق لاريجاني، امتثالهم لإنذار وجهه مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، إذ حذرهم من تحويل خلافاتهم إلى «ضجة» داخلية، معتبراً ذلك «خيانة». وكان نجاد كشف عن فحوى رسالة سرية وجّهها إليه صادق لاريجاني، يتهمه فيها بأنه يجهل صلاحياته الدستورية، بعد رفض السماح له بزيارة سجن إيفين في طهران، حيث يُحتجز علي أكبر جوانفكر، المستشار الإعلامي لنجاد والذي يقضي حكماً بسجنه 6 أشهر، لاتهامه بنشر مواد تتعارض مع الإسلام، وبإهانة المرشد. ووجّه نجاد رسالة إلى خامنئي، رحّب فيها بتعليماته، وتعهد «الامتناع عن الانخراط في مناكفات وخلافات داخلية»، وتركيز «كل طاقة حكومته على مواجهة مؤامرات» الغرب وعقوباتها على طهران. لكنه نبّه إلى أن تحقيق ذلك «يتطلب مشاركة كل السلطات، وإحساساً بالمسؤولية وتعاوناً مع الحكومة التي تُعتبر رأس حربة مواجهة الحرب الاقتصادية الشاملة» التي يتهم الغرب بشنّها على بلاده. وأعلن علي لاريجاني «امتثاله التام لأوامر» المرشد، كما تعهد صادق لاريجاني «إطاعته». من جهة أخرى، أصدرت 33 سجينة سياسية يحتجزن في سجن ايفين، رسالة مفتوحة تطالب إدارة السجن باعتذار، بعدما بدأت تسع سجينات سياسيات على الأقل إضراباً عن الطعام، احتجاجاً على هجوم «غير إنساني» شنّته حارسات السجن على جناح النساء فيه، وأدى إلى سوء معاملتهن وتفتيشهن في شكل مفاجئ. وبين الموقعات على الرسالة، فائزة رفسنجاني، ابنة هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمحامية نسرين ستوده وبهاره هدايت.