طهران – «الحياة»، أ ب، رويترز – قدّم النائب الإيراني البارز علي مطهري استقالته من مجلس الشورى (البرلمان) أمس، احتجاجاً على عرقلة عريضة لمساءلة الرئيس محمود أحمدي نجاد في شأن اتهامات تواجهها حكومته، بينها الفساد. في غضون ذلك، اتهم مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي الغرب بالسعي إلى «إفشال» الانتخابات الاشتراعية المقررة العام المقبل، معتبراً أن احتجاجات وول ستريت «ستستمر حتى إسقاط النظام الرأسمالي» في العالم. وقال مطهري، وهو صهر رئيس البرلمان علي لاريجاني، إن هيئة رئاسة المجلس رفضت وضع عريضة مساءلة نجاد، على جدول أعمالها، كما اتهمها بالضغط على النواب الموقعين عليها. وبرّر استقالته بعجزه عن حماية حقوق الشعب الذي انتخبه نائباً. وفي حزيران (يونيو) الماضي، قاد مطهري حملة توقيع مئة نائب عريضة لاستجواب نجاد، إذ اتهموه بانتهاك الدستور نحو 50 مرة. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن 14 نائباً سحبوا تواقيعهم على العريضة، لكنها تبقى قائمة، إذ إن توقيع 73 نائباً كاف لمساءلة الرئيس.وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، اعتبرت هيئة رئاسة البرلمان أن العريضة ليست في مصلحة البلاد، وذلك بعد دعوة خامنئي إلى الوحدة بين السلطات الثلاث. خامنئي على صعيد آخر، شدد خامنئي على «ضرورة إحباط خطط الغرب لإفشال الانتخابات المقبلة في إيران، من خلال المشاركة الواسعة واحترام أصوات الشعب والقانون». وقال في خطاب أمام عشرات الآلاف في مدينة كرمانشاه غرب البلاد: «الأعداء لا يريدون أن تكون هناك انتخابات في إيران، بل أن تكون المشاركة ضعيفة، وتجنّد قوى الاستكبار دوماً وسائل الإعلام عندما تقترب الانتخابات، لبثّ الفرقة وجعل نسبة المشاركة ضعيفة». وذكّر ب «الاضطرابات المؤلمة التي تلت انتخابات الرئاسة» في إيران عام 2009، قائلاً: «ذنب بعضهم أنهم لم يحترموا إرادة الشعب. يمكن بعضهم الاعتراض على النتيجة، لكن المسألة تتعلق بطريقة الاعتراض، وعلى الشعب اختيار من يحترم مبادئ ثورته». واعتبر خامنئي أن «نجاح المسؤولين في البلاد مرهون بثباتهم وبقائهم إلى جانب الشعب»، داعياً إياهم إلى «التفاعل مع الشعب على جميع المستويات، وتحديد الأولويات وعدم الانغماس في القضايا الهامشية، إذ إن الشعب يتوقع مزيداً من العمل والصدق والتفاؤل، والابتعاد عن قضايا مشابهة». وقال: «السلطات الثلاث تتعاون في ما بينها، للقضاء على الفساد ومحاسبة المقصرين والفاسدين». وتطرّق خامنئي إلى الاحتجاجات في وول ستريت، معتبراً أن «الحركة الاحتجاجية ضد الأزمة الاقتصادية في أميركا وأوروبا ستستمر حتى إسقاط النظام الرأسمالي». وقال: «فساد الرأسمالية أصبح واضحاً وملموساً للجميع، ويمكن القيادات الغربية أن تقزّم هذه الحركة، لكنها لا تستطيع اقتلاع جذورها. النظام الرأسمالي وصل إلى نهايته، والعالم على عتبة تحوّل تاريخي». في غضون ذلك، أعلن سافراج ميهتا، وهو مدير مجموعة «نورث بي آند آي كلوب» للتأمين البحري التي تتخذ بريطانيا مقراً، أن الشركة توقفت منذ شباط (فبراير) الماضي، عن التأمين على جميع السفن التي تحمل علم إيران، امتثالاً للعقوبات الأميركية على طهران بسبب برنامجها النووي.