مع انتهاء الحملة الدعائية للانتخابات الاشتراعية المقررة غداً، اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن تصويت الشعب «سيوجّه صفعة للاستكبار». ويتوجه أكثر من 48 مليون ناخب إيراني، لاختيار 290 نائباً من بين 3444 مرشحاً في الانتخابات التاسعة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية عام 1979، والأولى منذ انتخابات الرئاسة عام 2009، والتي أعقبتها اضطرابات. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباح غد، ليقترع من أتمّ ال 18 من عمره. وتوقّع استطلاع للرأي أجراه مركز حكومي متخصص، أن تبلغ نسبة المشاركة في طهران 40 في المئة، في مقابل 57 في المئة في سائر المناطق الإيرانية. وحضت شخصيات سياسية ودينية المواطنين على المشاركة الواسعة في الاقتراع، معتبرين أنه يختلف عن الانتخابات التي شهدتها إيران منذ الثورة، بسبب الظروف التي تمرّ بها البلاد، على خلفية برنامجها النووي. ودعا خامنئي إلى «انتخاب المرشحين الأكثر كفاءة»، مؤكداً أن «الشعب الإيراني سيوجّه الجمعة صفعة قوية للاستكبار»، كما أبرز أهمية المشاركة في الانتخابات «التي تُعتبر أكثر حساسية من السابقة، لتلقين الاستكبار درساً لا ينساه». وقال: «عملت وسائل إعلام جبهة الاستكبار، علي تثبيط همة الشعب عن التوجه إلى صناديق الاقتراع»، داعياً المواطنين إلى المشاركة «لأنها ستساهم في تشكيل برلمان اكثر قوة وشجاعة، ويستطيع أن يوصل نداء الشعب إلى القوي الكبرى». وأضاف المرشد أن الانتخابات تُعتبر الحلقة الأخيرة من المواجهة مع أعداء إيران، «حتى يفهم الاستكبار أنه لا يستطيع مواجهة الشعب»، لافتاً الى أن «أميركا والغرب والصهاينة يريدون منع الشعب الإيراني من السير في النهج الذي أدى إلى صحوة العالم الإسلامي، وتحوّله نموذجاً». أما رجل الدين ناصر مكارم شيرازي فاعتبر التصويت «واجباً شرعياً لإحباط مؤامرة أعداء الشعب الإيراني»، داعياً الناخبين إلى اختيار «الأفضل، إذ سيكون شريكاً معه في الأعمال التي ينفذها في البرلمان». في غضون ذلك، وضع رجل الدين المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، حداً لتكهنات في شأن مساندته قائمة «جبهة الاستقامة» المؤيدة للرئيس محمود أحمدي نجاد، قائلاً: «أرجّح قائمة الاستقامة علي بقية المجموعات السياسية، ولا انتقادات لديّ حول أسماء القائمة المذكورة». وأثار ذلك قلق أنصار قائمة «الجبهة المتحدة للأصوليين» التي تتطلع إلى الفوز بغالبية المقاعد، ما يعزّز الرأي القائل بتشتت الأصوات، وعدم نيل قائمة محددة غالبية نيابية في البرلمان الجديد. وتوقّع رئيس اللجنة الانتخابية في «الجبهة المتحدة للأصوليين» فوز مرشحي القائمة بثلثي المقاعد في البرلمان، وتأهل 17 من مرشحيها في العاصمة من الدورة الأولى، فيما اعتبر النائب المحافظ البارز علي مطهري الذي يرأس قائمة «صوت الشعب»، أن الأصوليين «يستفيدون» من عدم مواجهتهم منافسين أقوياء. إلى ذلك، حذر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني من «الكلام الذي يسوقه أصحاب الفتن وتيار الانحراف، والذي يُحدث فرقة»، داعياً الساسة إلى «الاتعاظ من التاريخ والكفّ عن التجاذبات السياسية»، في إشارة إلى الأحداث التي أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009. واعتبر أن «تيار الانحراف يطرح أفكاراً سخيفة، مثل الصداقة مع الشعب الإسرائيلي»، وذلك في إشارة إلى تصريح في هذا الشأن لإسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب نجاد، مقللاً من أهمية أفكار هذا التيار «التي لا تنسجم مع أفكار الشعب الإيراني ومعتقداته».