أكد مراقبون ومهتمون بالشأن العربي أهمية اللقاء بين ولي العهد السعودي والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة اليوم، وشددوا على أن «هذه الزيارة تأتي في ظروف عصيبة على الأمة العربية، وستتم مناقشة عدد من القضايا المهمة، أبرزها القضية الفلسطينية والقضية السورية، وأضافوا في تصريحات إلى «الحياة» أمس، أن مكافحة الارهاب في المنطقة والعالم ستكون محوراً مهماً من محاور اللقاء بين الجانبين، كما أن التهديد الإيراني وخططه التوسعية، وكذلك مكافحة تنظيم «داعش» ستكون على الطاولة. وذكر المحلل السياسي سليمان العقيلي ل«الحياة» أن هذا الحدث يمثل أول زيارة رسمية للأمير محمد بن سلمان، بعد تعيينه ولياً للعهد، ولكونها زيارة لأكبر دولة عربية، وهي الدولة الحليفة الكبرى للمملكة العربية السعودية، فهي «تتسم بأهمية استراتيجية، لعلاقات البلدين، وللوضع في الشرق الأوسط من جهة العلاقات الثنائية». وأضاف العقيلي أنه سبق هذه الزيارة حكم المحكمة الدستورية العليا في مصر بإبطال جميع الدعاوى حول جزيرتي تيران وصنافير، وبتقديري أن ولي العهد سينسق مع القيادة المصرية لإنجاز تسليم الجزيرتين للسيادة السعودية، تسريعاً لإقامة جسر الملك سلمان والمشاريع الاقتصادية السعودية والمصرية المشتركة في سيناء وفي غيرها من المناطق التي سيخدمها الجسر، وعلى المستوى الإقليمي أوضح العقيلي أن ولي العهد سيبحث قضايا مواجهة الإرهاب الإيراني والإرهاب الداعشي، فمن ناحية إيران «سيعمل على توحيد المواقف السعودية والمصرية في محور واحد، يتم تثميرة سياسياً وأمنياً وميدانياً، وبخاصة في ظل استراتيجية الحليف الدولي، وهو الولاياتالمتحدة الأميركية، التي تنظر إلى إيران بالمنظار السعودي نفسه؛ على أنه يشكل تهديداً خطراً للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وعلى مستوى الارهاب الداعشي سيقدم ولي العهد، باسم المملكة العربية السعودية، الدعم اللازم للحكومة المصرية، في سبيل مواجهتها الارهاب في سيناء، وسيطرح أية مساعدة سعودية في هذا الجانب، أو على الأقل تنسيقاً أمنياً عالي المستوى. وذكر العقيلي أن محادثات ولي العهد ستتطرق إلى القضايا العربية الراهنة، وفِي مقدمها القضية الفلسطينية في ضوء تعثر المصالحة بين «فتح» و«حماس»، وكذلك القضية السورية، ومختلف قضايا المنطقة. من جانبه، ذكر المحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد الشليمي أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لجمهورية مصر العربية «تأتي أولاً لتأكيد أهمية العلاقة الأخوية المستدامة على مر السنين والنفي القاطع لما يذكر ويردد من بعض وسائل الاعلام بأن هنالك اختلافات في القضايا الأساسية التي تمثل البلدين والمنطقة بأكملها». ويضيف الشليمي أن الزيارة «تأتي في ظروف صعبة تمر بها الأمة العربية، سواء الوضع في سورية أم القضية القطرية، ومن أحد الملفات المهمة هو الموضوع اللبناني، وخصوصاً ما يمثله حزب الله من نشر الفوضى في البلدان العربية، وكذلك الموضوع الإيراني وكيفية مواجهة التهديدات الإيرانية»، وبين الشليمي أن الزيارة، التي يقوم بها ولي العهد السعودي لمصر ستتطرق إلى المشاريع الاقتصادية بين البلدين، ومن ضمنها المشاريع الاقتصادية المصرية، وفق رؤية2030، كما ذكر أن القضية الفلسطينية ستكون محور نقاش في هذه الزيارة، نظراً إلى ما تمثله من أهمية بالغة للبلدين ولجميع البلدان العربية، اضافة الى بعض المشكلات الأفريقية لمصر، وسيكون هنالك دور سعودي لحل هذه الإشكالات. إلى ذلك، أشار المحلل السياسي خالد الزعتر إلى أن الزيارة: «تكتسب أهميتها من حيث توقيتها، بالنظر إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، وبخاصة في ظل التغييرات الحاصلة في الإقليم، وبالتحديد في الخريطة السورية، التي تشهد تغييراً في خريطة التحالفات بين القوى الفاعلة في الملف السوري: تركيا وأميركا وروسيا، وهو ما يتطلب تعزيز الدور العربي في الملف السوري، وبخاصة أن هذا الدور تراجع كثيراً، وفلم يعد للدور العربي في سورية أهمية، ولم يعد لاعباً فاعلاً في الخريطة السورية، التي أصبحت تتنازعها أطراف إقليمية ودولية تجد من مصلحتها استمرار الفوضى، ولذلك فإن العمل على عودة الدور العربي في الخريطة السورية من شأنه أن يعمل على إعادة البوصلة نحو الحل السياسي، وبخاصة أن البوصلة في سورية تتجه نحو الصدام الإقليمي، في ظل الانتهاك الحاصل للسيادة السورية من عدة أطراف، مثل إيرانوتركيا وإسرائيل».