يمهد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لتحويل زعيمه الرئيس شي جينبينغ «امبراطوراً» وماو تسي تونغ القرن 21، بعدما اقترح إلغاء نصّ دستوري يمنع شغل الرئاسة لأكثر من ولايتين. ومع اقتراب نهاية ولايته الأولى، سيُنتخب شي جينبينغ لولاية ثانية تنتهي عام 2023، في الدورة البرلمانية لمجلس الشعب، في 5 آذار (مارس) المقبل، علماً انه بدأ ولايته الثانية زعيماً للحزب والجيش، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في نهاية مؤتمر للحزب يُعقد كل 5 سنوات. ولا قيود على فترة تزعّم الحزب أو الجيش، لكن من المعتاد ألا تتجاوز 10 سنين. وينصّ الدستور على أن يتخلّى شي جينبينغ (64 سنة) عن منصبه رئيساً للصين، بعد أن يُكمل ولايتين مدة كلّ منهما 5 سنوات. ولكن يُرجّح أن يقرّ البرلمان التعديلات الدستورية التي اقترحها الحزب، علماً أن القيود على الولايات فُرضت عام 1982، حين أُلغي الحكم مدى الحياة. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي «اقترحت إلغاء تعبير ألا يقضي الرئيس الصيني ونائبه أكثر من ولايتين متعاقبتين من دستور البلاد»، كلّ منها من 5 سنوات. وأضافت أن الحزب اقترح ايضاً إدراج «فكر شي جينبينغ في شأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد»، في دستور البلاد. وكان لافتاً أن الوكالة نقلت عن شي جينبينغ قوله خلال اجتماع اللجنة السبت انه «لا يحق لأي منظمة أو فرد أن يتجاوز الدستور او القوانين». وطغت عبارات إيجابية على الجزء المخصص للتعليقات، على صفحات المواقع الالكترونية لوسائل الإعلام الرسمية، مثل صحيفة «الشعب»، لكن بعضهم لم يرحّب بخطوة الحزب، اذ كتب مستخدم لموقع «ويبو» المشابه ل «تويتر» في الصين: «إذا لم تكن ولايتان كافيتين، فبوسعهم أن يكتبوا ولاية ثالثة. ولكن لا بدّ من حدّ». وكان الحزب الشيوعي أنهى مؤتمره ال19، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من دون اختيار خلف واضح لشي جينبينغ. كما أدرج «فكره في شأن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد» في ميثاق الحزب، وهذا شرف لم يحظَ به سوى ماو تسي تونغ وهو حيّ. ووعد شي جينبينغ مواطنيه آنذاك ب «عهد جديد» يبلغ ذروته عام 2050، عندما تصبح الصين بلداً مزدهراً وحديثاً يحظى بالاحترام على الساحة الدولية، مع بقاء الحزب الشيوعي في الحكم. وتعهد التصدي لكل ما قد «يقوّض» سلطات الحزب والنظام الاشتراكي. وقال المحلل السياسي ويلي لام من جامعة هونغ كونغالصينية، في إشارة الى شي جينبينغ: «أعتقد بأنه سيصبح امبراطوراً مدى الحياة وماو تسي تونغ القرن 21». ونقل عن مصادر قريبة من الحكم في بكين: «اذا كان وضعه الصحي جيداً، فيرغب في البقاء في السلطة 20 سنة، أي حتى العام 2032 سكرتيراً للحزب و2033 رئيساً للبلاد». وأضاف: «نشهد عودة عهد ماو تسي تونغ، عندما كان شخص واحد صاحب القرار لمئات الملايين. ليست هناك سلطات مضادة. انه أمر خطر لاحتمال أن يرتكب شي جينبينغ أخطاء، لأن أحداً لن يجرؤ على الوقوف في وجهه». واعتبر جان بيار كابيستان، وهو متخصص في الشأن الصيني من جامعة هونغ كونغ، أن شي جينبينغ «يحذو حذو الرئيس الروسي» فلاديمير بوتين «بديموقراطية أقلّ». وأضاف: «يتحقق بهذه الطريقة من أن الإصلاح الدستوري سيُطبق». أما المؤرخ والمعلّق السياسي تشانغ ليفان فرأى أن الاقتراح ليس مفاجئاً، وزاد: «من الناحية النظرية يمكنه أن يبقى فترة أطول من (الرئيس المخلوع لزيمبابوي روبرت) موغابي، ولكن في الواقع لا أحد يستطيع التأكد مما سيحدث».