يشكّل غياب خليفة واضح للرئيس الصيني شي جينبينغ بين الأعضاء الخمسة الجدد في اللجنة الدائمة الجديدة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم، وهي هيئة تضمّ 7 أعضاء وتقود الصين، مؤشراً إلى رغبة شي جينبينغ في تمديد حكمه، بعدما بات الأكثر نفوذاً منذ عقود. وانتخبت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي شي جينبينغ أميناً عاماً للحزب، لولاية ثانية من 5 سنوات، في ختام مؤتمره العام الذي يُعقد كل 5 سنوات. كما يُفترض أن يُعاد انتخابه رئيساً للصين في آذار (مارس) المقبل، خلال الجلسة السنوية للبرلمان. كما انتخبت اللجنة المركزية للحزب الأعضاء الدائمين الستة الآخرين في مكتبها السياسي الدائم، مجددةً لرئيس الحكومة لي كيكيانغ، في مقابل خمسة أعضاء جدد، هم لي جانشو الذي يُعتبر رئيساً لمكتب شي جينبينغ ويُرجّح أن يصبح رئيساً للبرلمان، ونائب رئيس الحكومة وانغ يانغ، ووانغ هونينغ، مدير المكتب المركزي لبحوث السياسات في الحزب، والمسؤول الجديد عن مكافحة الفساد جاو ليجي، وزعيم الحزب الشيوعي في شنغهاي هان جينغ. وقال شي جينبينغ: «لا أعتبر ذلك بمثابة موافقة على عملي فحسب، بل أراه تشجيعاً سيدفعني على المضيّ قدماً. سنعبّئ الحزب بأكمله والبلاد بأسرها في دفع حازم للوفاء بتعهدنا والقضاء على الفقر في الصين». والأعضاء السبعة في اللجنة في الستينات من عمرهم، وللمرة الأولى لن تضمّ عضواً وُلد قبل الثورة الشيوعية عام 1949. واعتُبرت تشكيلتها تسوية لتشمل حلفاء لشي جينبينغ وموالين لقياديين في الحزب، بينهم زعيماه السابقان جيانغ زيمين وهو جينتاو. لكن اللجنة خلت من عضو يشكّل خليفة واضحاً لشي جينبينغ، بعد انتهاء ولايته الثانية عام 2023، في كسر لتقليد في الحزب. وقبل توليه الحكم عام 2012، كان شي جينبينغ عضواً في اللجنة الدائمة للحزب لخمس سنوات. كما أن سلفه، هو جينتاو، شغل مقعداً في اللجنة لعشر سنين، قبل أن يصبح زعيماً للحزب. والقادة الأخيرون للصين تولوا منصبهم لولايتين من 5 سنوات، لكن غياب خليفة واضح لشي جينبينغ مؤشر الى طموحات مستقبلية له. وقال جوزف فوسميث، وهو خبير في السياسة الصينية في جامعة بوسطن: «يشير ذلك إلى أن شي جينبينغ قد يخدم لولاية ثالثة، وأنه قد يختار خليفة له. لم نرَ ذلك منذ عقدين». أما جان بيار كابيستان، وهو خبير في الشؤون الصينية في الجامعة المعمدانية في هونغ كونغ، فاعتبر أن «شي جينبينغ لا يريد تقاسم السلطة ولا يريد أحداً يضغط عليه لدى إعداده للخلافة». وأضاف أنه، من خلال إبقائه على منافسة بين خلفائه المحتملين، «يبقي الضغط على الجميع ويتمتع بالسلطة لخمس أو عشر سنين من دون التزامات». وكان إدراج الحزب الشيوعي فكر شي جينبينغ في ميثاقه، وضعه في مصاف مؤسّس النظام ماو تسي تونغ.