استبق الحزب الشيوعي الحاكم في الصين مؤتمراً عاماً يبدأ بعد غد، بإقرار تعديلات في نظامه الداخلي يُرجّح أن تتضمّن الأفكار السياسية للرئيس شي جينبينغ واسمه، لتكريس إرثه السياسي. وأعلنت اللجنة المركزية للحزب مصادقتها على تعديل لدستور الحزب، في جلسة عامة عشية المؤتمر الذي يُعقد كل خمس سنوات، ويُتوقع أن تعزّز قبضة شي جينبينغ على الحكم. وذكر الحزب أن «الوثيقة ستُطرح للمناقشة في المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني»، لإقراره رسمياً. وأشاد بالسنوات الخمس الماضية تحت قيادة شي جينبينغ، لا سيّما النجاح في مكافحة الفساد. ويُرجّح أن يسفر المؤتمر عن تغيير بارز في المراكز القيادية للحزب، إذ سيُبدل خمسة من الأعضاء السبعة في المكتب السياسي الذي يدير الصين. وترِد في بيان توصيات الحزب الشيوعي «النظرية الماوية» (نسبة الى المؤسس ماو تسي تونغ)، و «نظرية دينغ شياو بينغ»، الى جانب الفلسفة السياسية لقادة آخرين لا تحمل أسماءهم. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في أيلول (سبتمبر) الماضي بأن الدستور سيُعدّل في المؤتمر العام «بما يعكس مفاهيم الحوكمة الجديدة، والأفكار والاستراتيجيات» التي وضعتها اللجنة المركزية في مؤتمرها الأخير قبل خمس سنوات. ويرى محللون أن اسم شي جينبينغ قد يُضاف الى دستور الحزب، ما يعني ترفيعه الى مصاف عظماء القادة الصينيين، إذ إن هذا الشرف لم يُمنح سابقاً سوى لماو، ودينغ شياو بينغ مهندس الإصلاحات في البلاد. ويُتوقع أن يفوز شي جينبينغ بولاية ثانية من خمس سنوات أميناً عاماً للحزب الشيوعي، ما يعني فوزه بولاية ثانية رئيساً للبلاد. ووافقت اللجنة المركزية أيضاً على تقارير جهاز مكافحة الفساد في الحزب، في شأن تحقيقات أُجريت مع قياديين سابقين بارزين في الحزب، عُزلوا أو سُجنوا بسبب اتهامات بفساد وبالتورط في فضائح، بينهم سون زنغاي الذي اعتُبِر خليفة محتملاً لشي جينبينغ قبل طرده من الحزب الشهر الماضي. وطُرد زنغاي (53 سنة)، وهو حاكم سابق لمدينة شونغينغ، في أيلول الماضي بعد حملة واسعة لمكافحة الفساد، أطلقها الزعيم الصيني مطيحاً قياديين في الحزب.