دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم (الجمعة) مواطنيه إلى القيام ب «مسيرة جديدة طويلة»، وذلك خلال احتفال بذكرى انتشار الشيوعيين في جميع أنحاء الصين الذي أنجز قبل 80 عاماً. وقال الرئيس الصيني في خطاب استمر أكثر من ساعة في احتفال رسمي في «قصر الشعب» في بكين: «علينا إبقاء روح المسيرة الطويلة حية والقيام بمسيرة جديدة». وتحتفل الصين رسمياً في 22 تشرين الأول (أكتوبر) بالذكرى ال80 لوصول «المسيرة الطويلة» في العام 1936 إلى يانان في شمال البلاد بعد أكثر من عام على انطلاقها من حصنها الشيوعي الذي كان يحاصره الوطنيون في إقليم جانغتشي في الجنوب. وفر حوالى 80 ألف مقاتل باتجاه الغرب والشمال وقطع بعضهم أكثر من 12 ألفاً و500 كيلومتر وهو رقم يشكك فيه مؤرخون خارج الصين. ولم يتمكن سوى عشرة في المئة من الجنود من الالتحاق بالزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ في يانان. أما الباقون فلقوا حتفهم على الطريق أو انشقوا. وبقي الوضع على حاله حتى العام 1949 عندما انتهز ماو فرصة الحرب بين اليابان والحكومة الوطنية ليتولى السلطة في بكين. وقال شي جينبينغ أن «المسيرة الطويلة» هي «ملحمة الجهود الحثيثة للبشرية التي تتقدم باتجاه الحقيقة والنور»، وأضاف: «في مسيرتنا الطويلة الجديدة هذه، علينا أن نحتفظ بمثلنا وإيماننا (...) عبر البقاء أوفياء للمثل التي تتقاسمها الشيوعية والاشتراكية ذات السمات الصينية». وبعد وفاة ماو في العام 1976، قام «الحزب الشيوعي» الصيني بإصلاحات اقتصادية تتناقض مع النظرية الماركسية، سمحت بعودة ظهور الملكية الخاصة وفتح الحدود رافقها انتشار فساد، وعد الرئيس شي بمكافحته عبر سجن مئات من الكوادر الذين أثروا بطريقة غير مشروعة. وفي الوقت نفسه، يجسد شخص شي جينبينغ السلطة الصينية بأسلوبه الذي يذكر كثيرين بشخصية ماو تسي تونغ الذي أصبح زعيم «الحزب الشيوعي» الصيني من دون منازع خلال «المسيرة الطويلة». وقال المؤرخ جانغ ليفان أن شي جينبينغ «يقدم نفسه على أنه أهم زعيم منذ ماو تسي تونغ»، لكنه أردف أن الرئيس الصيني «يواجه مشاكل عدة وخلافات عميقة بين مختلف الأطراف».